جدة – رانيا الوجيه
وسط الإقبال المتزايد من الشباب على الوظائف في كل مجال ، انتشرت عبر مواقع اليكترونية عديدة تقدم عروض وهمية لدورات تدريب ووظائف ، ويبتكر المحتالون أفكاراً خادعة للباحثين عن فرص ويجنون منهم أموالا بالاحتيال ، أو الحصول على بيانات شخصية . لذلك ينصح خبراء قانونيون بحذر والاطلاع على سياسة الخصوصية بمواقع التوظيف ، والتأكد من أن أصحاب العمل المسجلين على الموقع هم وحدهم من يستطيعون الاطلاع على بيانات الاتصال الخاصة ، وليس كل من يعرض الوظائف.
هذه القضية نناقشها في التالي
البداية مع هبة مدهش( 30 عاما) موظفة في احدى الشركات تروي تجربتها حين عملت مع شركة توظيف اعتمدت على اسلوب التضليل، وتفسر بقولها: تلك الشركة كانت تروج لوظائف تسويق دورات معينة بقيمة 2800 ريال، وتعرض رواتب مغرية مقابل جلب اشخاص او مجموعات للانضمام للدورات التدريبية ، بمعنى يشترط للحصول على وظيفة جمع اكبر عدد من الاشخاص المشتركين ، مما أثار غضب العديد من الأشخاص المتقدمين للوظيفة، وقدموا شكوى بالنصب ضد الشركة في وزارة التجارة وتم إغلاقها.
* السعودة الوهمية
وبالرغم من القرارات الصادرة من وزارة العمل بسعودة اغلب القطاعات والمجالات ، مازال هناك من يتحايل على القوانين بالسعودة الوهمية، وذلك ما حدث مع الشاب معاذ عالم 26 عاما والذي تخرج من جامعة الملك عبدالعزيز قسم اعلام تخصص علاقات عامة، متحدثا عن تجربته قائلا: كانت تجربتي مع الوظيفة الوهمية من خلال احد الاصدقاء الذي أبلغني بوجود وظيفه في احد المطاعم ، وتقدمت بطلب توظيف ، وكانت المفاجأة عندما لم يطلبوا مني دواما وحضورا يوميا بالإضافة الى عدم التسجيل في التأمينات، ولذلك لم استمر طويلا في هذا الوضع حيث رغبتي في وظيفه حقيقية اكتسب منها الخبرة وفرصة الاستقرار من خلال الممارسة المهنية.
* النصب والاحتيال
كما تعرضت رهام فلمبان 24 عاما لإحدى تجارب الوظائف الوهمية ، من خلال مؤسسة تستغل حاجة الاخرين للوظيفة والراتب الجيد. تقول فلمبان : أثناء رحلة البحث عن وظيفه كنت اتصفح الملاحق الاعلانية و المواقع الالكترونية عن الشركات والمؤسسات التي تنشر وظائف شاغرة، ووقعت في فخ الوظيفة الوهمية حين اكتشفت أن تلك المؤسسة تقوم بتوظيف بعض الأشخاص وتستغل جهودهم في العمل، وبعد تحصيل المجهود والمال، فجأة تعلن اغلاق المؤسسة وتسريح الموظفين بدون دفع الرواتب المستحقة.
* الرأي القانوني
المحامي احمد خلف ينصح الباحثين عن وظائف حتى لا يقعوا في فخ النصب او الوهم الوظيفي، حيث قال: أول ما يجب أن تقوم به عند التقدم الى الوظائف على شبكة الإنترنت، هو الاطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقع التوظيف ، والتأكد من أن أصحاب العمل المسجلين على الموقع هم وحدهم من يستطيعون الاطلاع على بيانات الاتصال الخاصة بك. اما بالنسبة للسعودة الوهمية فذلك الخطأ يقع على عاتق المؤسسة التي لا ترفع اسم الموظفين المفصولين او المستقال من قوائمها، خوفا من الخط الأحمر، وبالتالي لابد من مراجعة التأمينات الاجتماعية، وأوضح الخلف ضرورة التأكد من التأمينات فور إخلاء طرف من المؤسسة التي كان يعمل بها الموظف السعودي.
* عقوبة وغرامة
حول تلك المؤسسات الوهمية أو الاحتيال في العروض، ذلك أوضح المتحدث الاعلامي باسم وزارة التجارة ، أن المادة الثانية من نظام السجل التجاري بعد التعديل وفق المرسوم الملكي رقم (م/ 80) وتاريخ 25-7-1439هـ، نصت على أنه ” يجب على كل تاجر أن يتقدم بطلب لقيد اسمه في السجل التجاري الذي يقع في دائرة محله التجاري سواء أكان مركزاً رئيساً، أم فرعاً، أم وكالة “،كما نصت المادة الخامسة عشر من نظام السجل التجاري على أنه ” مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد ينص عليها نظام آخر، يعاقب من يخالف أحكام هذا النظام بغرامة مالية لا تزيد على خمسين ألف ريال، على أن يراعى في تحديد الغرامة جسامة المخالفة وتكرارها ورأس مال التاجر والضرر الذي وقع على الآخرين بسبب تلك المخالفة “.
