جدة – صالح سالم
حققت رواية ” بصارة بيروت” للكاتبة غادة البشر نسبة جذب عالية لعشاق الرواية، والمتخصصين فيها، وقد جاء هذا الجذب والأقبال عليها تزامناً مع أصداء نجاحها التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول العديد من تعليقات الثناء والإعجاب والجدل الواسع الذي يصب في صالحها وقد إتكأت على عدة عوامل حققت لها التكامل والجذب والأبهار، ولعل عنصر المفاجأة غير المتوقعة للقارئ في معظم أحداث الرواية أحد أهم العوامل، يليها أسلوب الكتابة التصويرية للأحداث الذي اعتمدت عليه البشر، والذي ينقل القارئ من صفحات الرواية إلى دور السينما ليتمتع برؤية الأحداث والأبطال بكل تفاصيلهم يتحركون أمامه.
على صعيد آخر أتت ردود الأفعال من قبل القراء بمختلف اهتمامتهم ومستوياتهم لصالح الرواية فقد أشادت علا حمزة المتخصصة في مجال الأدب والنقد بالرواية التي وصفتها بالصورة الإبداعية الخاصة، بما تعرضه من تفرد في الأسلوب والأحداث والفكر والتصوير، وماتحمله من زخم ثقافي وأدبي واجتماعي ثري ومتنوع، يرتقي بخيال وذائقة القارئ ويفتح له أفاقاً رحبة في الفكر والتعاطي مع معطيات الحياة والذات، مشيرة إلى أن نجاح غادة البشر في كتابة الرواية إضافة لنجاحها في عالم الصحافة والإعداد الإذاعي والتدريب الإعلامي يؤكد نظرية قدرة الكاتب الصحفي على التحول للكتابة الأدبية وتسجيل الحضور فيها.
أما الأستاذ الدكتور محمد البدوي أستاذ البلاغة والنقد بكلية الآداب فقد وجه تهنئته الخاصة للإعلامية والكاتبة غادة البشر على نجاح الرواية التي أكد بأنها رواية تشد الانتباه وتلفت الانظار، لما فيها من سلاسة في الأسلوب وإبداع في التصوير، وشمولية في الفكر، واستدعاء للاحداث من هنا وهناك، والربط بين النظائر، فضلا عن المفاجآت والحبكات الفنية التي تثبت نجاحها في جذب القارئ واستمالته، حتى تصل به إلى نهاية المطاف، مشيرا إلى أن الرواية تحتاج إلى دراسات موسعة لإبراز جوانب الجمال فيها.
على صعيد آخر أشاد المخرج هشام العبدي بالرواية، التي رشحها بامتياز لتتحول من رواية إلى مسلسل درامي يجزم بأنه سيبهر الجمهور والنقاد معاً، وسيحدث نقلة نوعية في الدراما السعودية والخليجية، مؤكداً بأن فكرة وأحداث الرواية التي كتبت بحرفية عالية تعودناها من الكاتبة غادة البشر، والتي تؤهلها بجدارة كي تتحول إلى مسلسل تلفزيوني ناجح مئة بالمئة، خاصة وأنها كتبت بصيغة أدبية تصويرية ورؤية أخراجية عالية عرفت وتميزت بها البشر في كتاباتها وأعمالها الأدبية والدرامية والمسرحية.
أما الملحن إبراهيم الدخيل فقد أكد على أن ماجذبه لاقتناء الرواية وقراءتها، الجدل الذي اثير حول الرواية وعلامات الاستفهام الكثيرة التي نمت حولها، والتعليقات الإيجابية التي تصب جميعها في صالح الرواية، وأضاف بأن مالفت انتباهه في الرواية بعد قراءتها أنها تنقل القارئ من عالم القراءة والتخيل إلى عالم المشاهدة، وكأن الأحداث التي تم سردها للقراءة تعرض على الشاشة للمشاهدة، بالإضافة لمحافظة الرواية على عنصر المفاجأة حتى آخر صفحة بالرواية ليتفاجأ القارئ بنهاية لم تخطر له على بال، ويرى الدخيل ان هذه حرفية عالية انفردت فيها الكاتبة في زمن التكرار في النصوص البعيدة كل البعد عن عنصر المفاجأة، مشيرا إلى أن مفاجأة الرواية القوية بالنسبة له كانت هي القصائد الشعرية والخواطر التي تضمنتها، والتي تؤكد موهبة البشر الشعرية أيضا, ودعا الدخيل الجهات المعنية بالأدب والثقافة في الأحساء، لعمل أمسية مفتوحة مع الكاتبة البشرة لفك رموز الرواية وحل الجدل والإجابة على العديد من الاستفهامات التي تقف خلفها.
وأضافت عبير العميد بأنها عمدت لشراء الرواية بعد ترشيحها للقراءة في أحد القروبات الثقافية، وقد دفعها الوصف التحليلي للرواية بالقروب لشرائها وقراءتها، مؤكدة بأن الترشيح كان في محله فالرواية ثرية جدا ومليئة بالأحداث والمفاجآت التي تجذب القارئ، من عنوانها الجاذب حتى آخر صفحة فيها، مبينة أن أكثر ماتطمح لمعرفته هو معرفة إن كانت أحداث الرواية حقيقية، مشيرة إلى أنها من أروع الروايات التي قرأتها مؤخرا، والتي تعتقد أنها ستشكل بصمة رائدة في عالم الرواية النسائية السعودية.
تجدر الإشارة إلى أن البشر انتهت مؤخراً من كتابة نص مسرحي جديد بعنوان (حلم ..ميديا)، بالإضافة لانتهائها من كتابة سيناريو فيلم قصير حمل عنوان” الماكينة”.