•• كان رجل – دولة – بحق يميزه صمت – متفكر – ورؤية يحرص على أن تكون تنظر الى ما ورائية الأشياء، كان واحداً من أولئك “الرجال” الذين يتمتعون بقلة الكلام – في الآخرين – وكان متواضعاً مع غير ما يدل عليه مظهره الجاد الصارم.. من اعتداد بالنفس، رأيته أكثر من مرة في مكتب حبيبنا الدكتور عبدالله مناع عندما كان العضو المنتدب في البلاد يأتي هو الى – مطابع البلاد – عند اشرافه على مؤسسة البلاد، وكنت أيامها اتي الى – المناع – من جريدة المدينة.. فكنت أستمع الى حوارهما الذي كان لا ينقطع.. وان كان في حدود المسموح به – أيامي – على الأقل ولكن تيقنت بتلك القدرة لديه على معرفة الأشياء، ومدى محاكمته للقضايا المطروحة في عالمنا العربي الذي قدر له أن يدخل في بعض تفاصيله بحكم عمله الطويل كوكيل لوزارة الخارجية أو كوزير دولة يقوم بمهام صعبة ودقيقة، وقد عرف بصرامته في عمله، واهتمامه بكثير من الملفات المطروحة في تلك الأيام.
لقد كان معالي الشيخ محمد ابراهيم مسعود واحداً من الذين يؤتمن لهم في القيام بعمله على الوجه المحقق للفائدة والنجاح. فهو رجل المهام الصعبة التي يقوم بها في هدوء، ودون ادعاء أو حتى بهرجة الكلام.. إنه ذلك الرجل الذي يخيط قماشته على منسج من الروية والصبر.. في زمن كانت الصيحات عالية، والعمل المتقن قليل رجاله.. كان يحتفظ بكثير من المواقف الصعبة المؤتمن عليها.. فهو نادر التحدث عن ما يقوم به من مسؤوليات أو تكليفات وتلك ميزة الجادين في أعمالهم.
وكم كنت أتمنى لو أنه سجل شيئاً مما عرف وحفظ في مذكراته ليطلع عليها هذا الجيل والأجيال القادمة.
إنه أحد الرجال القلة في العمل الدؤوب رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
علي محمد الحسون