جدة ــ البلاد
تعج شبكات التواصل الاجتماعي بالكثير من دعاوى التحريض ضد المملكة ، وتأتي فى اغلبها على هيئة مطالبات واصطياد في المياه العكرة واستغلال للقرارات والانظمة وتحشيد وشحن، ثبت انطلاقها بعد التقصي من قطر وإيران ولبنان، فبعد أن حولت الدوحة رعاية الإرهاب في المنطقة مؤسسات إعلامها سيما الجزيرة إلى فزاعة تبث سمومها بإثارة الفوضى والتحريض على التظاهر، تحت دعاوى حرية التعبير، انتقلت الدوحة لبث سمومها في مواقع التواصل الاجتماعي عبر عشرات الحسابات التي تعرف نفسها بأنها سعودية وتحمل أسماء وهمية وزائفة لبث الفوضي واشعال نيران الفتنة بين أبناء المملكة بما يخدم أجندات الدوحة الماضية فى طريق دعم التنظيمات الإرهابية، بإثارة الفوضى والتشكيك في الثوابت الوطنية واستقطاب الشباب الذين ربما ينخدعون بهذه المزاعم المنحرفة ودعاوى التحريض الشاذة.
وكان المستشار في الديوان الملكي والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية، سعود القحطاني قد كشف عن دراسة حصرت أكثر من 23 ألف حساب مصطنع تم تسجيلها بعد كشف الحساب مع السلطة القطرية.
وغرد القحطاني في توتير، قائلاً: “من الأمور اللافتة أن الحسابات محل الدراسة تستخدم ذات المصطلح لمرة أو أكثر في كل 6 تغريدات مثل: المتسعودين، وأضاف: “من اللافت أن كافة المصطلحات التي تستخدم للإساءة للقيادة في المملكة تم استخدامها من الحسابات التي تمت دراستها”.
وأشار القحطاني إلى أن أكثر عبارة تم تكرارها من قبل الحسابات المصطنعة هي: تميم المجد، حيث إن 43% من صور البروفايل هي رسمة لوجه تميم، و9% لصورة حمد وتميم
ومن تحليل مضمون أجراه القحطاني لنصوص التغريدات، تمت ملاحظة الكثرة من الكلمات “غير الخليجية”. مثل “ولك عيني، ده جنان، غور.. إلخ”. وذكر القحطاني أن فريقاً مختصاً قام بدراسة مصدر هذه الحسابات والأماكن التي تغرد منها، وخلص إلى أن 32% منها تأتي من قطر، و28% من لبنان، و24% من تركيا، و12% من العراق.
ومن الأمور التي كشفتها الدراسة العلاقة بين الحسابات المصطنعة والحسابات التي تثير قضايا الرأي العام أو تنشر الشائعات في المملكة فدراسة العلاقة بين الحسابات أظهرت أن معدل العلاقة بينهم بالرد أو الريتويت أو التفضيل أو التغريد بذات التغريدة هو بمعدل 1 من كل 6 تغريدات، وهذا يدل على وجود علاقة بين الحسابات وإدارة موحدة لهم.
وأكدت الدراسة أن 94% من الحسابات المصطنعة لا تضع صورة حقيقية، و4% اتضح أن الصور فيها مسروقة من مواقع التواصل و2% لم يتم التأكد من صحتها.
كما أكدت الدراسة أن الحسابات المصطنعة تستخدم الأسماء المستعارة بنسبة 82%، ولا يمكن التأكد من صحة ـ 18% الباقية والراجح أغلبها وهمي.
وكان وزير الإعلام الدكتور عواد العواد،قد أكد سعي الدوحة إثارة الفتنة في المملكة، وقال إن قطر تشغّل أكثر من 23 ألف حساب على تويتر لمهاجمة السعودية، ومن بينها حساب غامض يحمل اسم مجتهد متخصص ويتابعه أكثر من 1.8 مليون شخص على تويتر.
فما هو تأثير مثل هذه الدعاوى التحريضية التي تنتشر من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وكيف يمكن مواجهتها والتصدي لها وحماية الشباب والناشئة من الانخداع بها، وهل ثمة حاجة لإصدار أنظمة لمكافحة مثل هذه الدعاوى أم أن الحل الأمثل يتمثل في مجابهتها فكرياً وتفنيدها بالحجج والبراهين القاطعة.
لأجل ذلك كله جدد مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كِبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، تحذيره من الحسابات المجهولة الحاقدة على المملكة التي تُدار من الخارج لإشعال الفتن وإيجاد العداوات والفوضى وإحداث الاضطرابات وتشويه السمعة.
وطالب سماحته في حديثه لقناة “المجد” في برنامج “مع سماحة المفتي” ، بمزيد من الوعي والفطنة واليقظة لمخططات الأعداء التي يروجون لها من خلال حسابات مجهولة في مواقع التواصل الاجتماعي تهدف للنيل من المملكة وتسعى لتشويه سمعتها والطعن في قادتها وعلمائها وروادها، وقال: “مواقع التواصل الاجتماعي وما يحصل فيها من كذب وغيبة ونميمة وبهتان وشائعات باطلة وإرجاف بالأمة وتخذيل لها وتشويه سمعتها؛ كلها من جاهل أو حاقد على الأمة والعياذ بالله”.
وليس ببعيد عن حديث سماحة المفتي ثمة رؤية عملية دفع بها الخبراء عن ماهية هذه الهاشتاقات والقرض المراد تحقيقه من خلالها، وهذا ما جاء على لسان وكيل كلية العلوم الاجتماعية وأستاذ الإعلام الأمني بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، د. بركة الحوشان، فالرجل يري أن تأثير دعاوى التحريض يكون كبيراً إذا صادفت من يعانون نقصا في الوعي أو من في نفوسهم هوى، حيث تتحول إلى استجابة لدى المتلقي لتصبح بعدها مثل كرة الثلج التي تكبر كل يوم لتصبح جبلا له خطورته وسبباً لانتشار الفوضى على غرار ما يسمى بالطابور الخامس، مؤكداً أن الترويج لمثل هذه الدعاوى التحريضية غالباً ما يتم من قبل أعداء الوطن الحاسدين له على ما ينعم به من رخاء وأمن واستقرار.