متابعات

المملكة تبني الزراعة العضوية بالقطيف لتحقيق الأمن الغذائي

مركز المعلومات – عبدالله صقر

تقع واحة القطيف في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية على خط طول 50 درجة شرقاً ودائرة عرض 26 درجة و32 دقيقة شمالاً .. وتمتد على الساحل الغربي من الخليج العربي، المعروف أيضاً بمسمى خليج تاروت أو خليج القطيف.

يحدها شرقاً مياه الخليج العربي، وشمالاً وغرباً صحراء البياض. وتبعد حوالي 20 كيلومتراً عن مدينة الدمام عاصمة المنطقة الشرقية.

تمتاز القطيف بموقع جغرافي إستراتيجي، وموقعها الملاحي وإنتاجها الزراعي جعلا منها موقعاً مهماً، فهي كثيرة المدن الساحلية ومتعددة الموانئ فيها إلى جانب المدن الداخلية المنتشرة بين غابات النخيل،

كانت القطيف أحد أكبر الواحات في شرق الجزيرة العربية نظراً لكثرة عيونها ومياهها الجوفية وموقعها الإستراتيجي الهام جعل منها محطة وصل بين الهند وشبه الجزيرة العربية، إضافةً إلى أنها كانت سابقاً تمتاز بكثرة قراها وبلدانها وسُكّانها نسبةً لباقي المناطق، وهذا الاستقرار البشري الدائم أدى إلى وجود تنوع اقتصادي كبير، تعد واحة القطيف منذ القدم أرضاً خصبة ومتوفرة المياه،

وتعتبر النخلة أهم شجرة مثمرة إلى جانب زراعة غلات البرسيم والأرز، كما يزرع بالقطيف كميات من الخضروات تشمل البصل والبقل والفجل والطماطم وكذلك بعض الفاكهة خاصة العنب، وتروى هذه النباتات من مياه الآبار الجوفية التي تشتهر بها منطقة القطيف.

اهتمت المملكة بالقطيف وأولتها رعايتها منذ عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله وصولا لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله.

في نوفمبر سنة 1962م وقعت المملكة مع منظمة الأغذية والزراعة الدولية اتفاقية انشاء محطة تجارب زراعية في القطيف، وكان الهدف منها رفع مستوى الإنتاج الزراعي عن طريق تحسين مختلف أنواع المحاصيل الزراعية وتنمية الثروة الحيوانية، وذلك بإجراء تجارب عديدة بحثاً عن الاصناف الأكثر جودة والأوفر إنتاجاً بالإضافة إلى دراسة التربة ومعالجتها ومعرفة الطفيليات وفعاليات المبيدات الحشرية وتحسين وسائل الرى والصرف ودراسة المشاكل الزراعية وإدخال الخبرة الحديثة والتركيز على المحاصيل ذات الأهمية كالخضار والفاكهة وتدريب المزارعين والفاكهة وتدريب المزارعين،

وفي ديسمبر من نفس العام بدئ بتنفيذ المشروع بواسطة شركة هولندية ومدته خمس سنوات، على أن تقوم المنظمة بالمساعدة الفنية وتقديم الخبراء، بينما تقوم الدولة بالمصاريف الاخرى

وقد اختير موقع المحطة بين سيهات والقطيف إلى الغرب من عنك فاقيمت على مساحة 150 هكتاراً، وهي ترتفع عن سطح البحر من 3.57م إلى 4.75م، حيث حفرت فيها ثلاثة آبار ارتوازية، تغطي جميعها مايزيد على 200 لتر في الثانية، ضمن شبكة منتظمة،

وتحتوى على ورشة كاملة بالمعدات الزراعية ومساكن ومكاتب، حيث كان يعمل فيها ثمانية من المهندسين والخبراء و134 من الموظفين والعمال وقد تسلمت الدولة ادارتها عام 1969م وظلت تحت اشرافها، وقد أجريت تجارب عدة على اصناف من الملفوف والكرنب والزهرة والشمام والبطيخ والبامية والطماطم والباذنجان وغيرها.

تمتد المزارع في القطيف على مساحات خضراء واسعة، وغالباً تكون النخيل هي الأشجار الرئيسة لها.

تشتهر القطيف بأنها ثاني أكبر واحة زراعية في العالم إذ تضم أكثر من 2,000 مزرعة، وبها ما يزيد على 250,000 نخلة تنتج من التمور ما يزيد على 8,000 طن سنوياً، فضلاً عن إنتاجها للفاكهة والمحاصيل الزراعية المتنوعة والأعلاف

تنتشر في القطيف المزارع المهيأة بغرف وبرك سباحة تجعلها مناسبة للاستراحات والتجمّعات العائلية. ويُعرض هذا النوع من المزارع على العامة لاستئجاره.

كانت تتمركز المزارع في القطيف سابقاً حول العيون والمزارع المائية إضافةً إلى انتشارها في البراري، ومن أكبر التراكيز في الوقت الحاضر:
العوامية: تحتوي على أكبر عدد من المزارع وذلك باحتوائها : الرامس، وهو مجموعة كبيرة من المزارع ملاصقةً لبعضها البعض ويقع شرق العوامية وهناك أيضا نخيل في شرق العوامية.

القديح: نخيل القديح من أشهر النخيل حيث يعد النخيل فقط أكبر من مدينة القديح أو قرية القديح ويحيط بها من كل الجوانب عدا الجنوب حيث تلتصق بمدينة القطيف،و يعد سد القديح الذي بين القديح والعوامية أشعر سدود القطيف.
تاروت: وتقع في جزيرة تاروت وتقع في شرق محافظة القطيف : مدينة تاروت من أكبر المدن في محافظة القطيف وتعد أقدمها، كانت تاروت قبل النزح العمراني أكثر القرى بالنسبة للنخيل ولكن معظم هذا النخيل ولكن لا زالت مزارع تاروت من أشهر المزراع ومن أشهرها: مزرعة جمال البيات التي تستخدم استخدامات عدة.

الخويلدية: يصل حجم نخيل الخويلدية أكبر بأضعاف من حجم الجزء المسكون من المدينة حيث أن النخيل تحيط بالقرية من كل الجوانب والجهات.
الأوجام: بما أنها في الصحراء فذلك يتيح للمزرعة أن تكون بأي حجم والنخيل يحيط بالأوجام من جنوبها وشمالها وغربها وتقع في شمالها الشرقي بين النخيل بحيرة صغيرة أو عين.

الزراعة العضوية تضمن كثافة في الإنتاج بالقطيف
أولت المملكة اهتمامها بالزراعة العضوية في القطيف اهتماما استثنائيا لما تعود عليه من المنافع للمزارعين وللبلاد بشكل عام فالزراعة العضوية تضمن كثافة في الإنتاج الجيد.

وقد أقامت إدارة الإنتاج العضوي بوزارة البيئة والمياه والزراعة ممثلاً بالوحدة الإرشادية مع مطلع العام العديد من ورش العمل والمحاضرات لشرح اهمية الزراعة العضوية ومنها ورشة عمل بعنوان ” الزراعة العضوية ” بحضور عدد من المزارعين والمهندسين والباحثين الزراعيين من الجهات الحكومية ذات العلاقة والمؤسسات الزراعية وذلك بالقاعة الإرشادية بمشتل الإدارة بالقطيف.

ووقد اكد نائب مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة الشرقية المهندس مبارك بن حمود العتيبي على أهمية تبني المزارعين هذا النظام الزراعي الهام الذي يساهم في تأمين غذاء صحي الى المواطن إضافة إلى مردوده الاقتصادي الجيد للمنتجين العضويين , مبينا الدور الذي تقوم به وزارة البيئة والمياه والزراعة ممثلة بالإدارة العامة لشؤون الزراعه بالمنطقه الشرقية في دعم مجال الزراعة العضوية من خلال إقامة المحاضرات وورش العمل والندوات والمعارض للتعريف بالزراعة العضوية وأهميتها ودورها في تأمين غذاء صحي لأبناء المجتمع .

كما قدم نائب مدير ادارة الانتاج العضوي بالوزارة المهندس خالد العطافي محاضرة بعنوان توثيق المنتجات العضويه تطرق فيها الى الإجراءات المتبعة عند التحول من الزراعة التقليدية الى الزراعة العضويه وشركات التوثيق الموجودة والمعتمدة في المملكه .

كما ألقى المهندس خالد العمر من مركز أبحاث الزراعة العضوية بالقصيم محاضره تحدث خلالها عن المكافحة الحيويه في الزراعة العضويه واهميتها ودورها في الانتاج الصحي للمحاصيل الزراعية.

واختتمت ورشة العمل بمحاضراة للمهندس زهير البطران من إدارة الإنتاج العضوي بالوزارة تحدث فيها عن أهمية الاستفادة من المخلفات الزراعية في عمل السماد ” الكومبوست ” واستخداماته في الزراعة العضوية كما تطرق إلى قنوات تسويق المنتجات العضويه ودورها في زيادة العائد الاقتصادي للمزارعين العضويين .

وفي ذات الشأن نظمت الإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة الشرقية ممثلة في الوحدة الإرشادية مؤخرآ حملة تثقيفية بعنوان ” أهمية المنتجات العضوية ” وذلك في مجمع سيتي مول في محافظة القطيف واستمرت الحملة ثلاثة أيام أوضح فيها ممثل الزراعة العضوية بالشؤون الزراعية في المنطقة الشرقية المهندس علي بن حسن آل حبيب ، أن الحملة تهدف إلى التوعية بأهمية المنتجات العضوية ، مؤكداً أنها المنتجات العضوية آمنة وصحية للأنسان لخلوها من الأسمدة والمبيدات الكميائية وخلوها من اي عناصر معدلة وراثية .

وأبان أن المعرض ، يتضمن ركن خاص بالزراعة العضوية ويتم من خلاله عرض بعض المنتجات العضوية وعرض عينات من المنتجات العضوية إضافة إلى تثقيف زوار المعرض عن كيفية التعرف على المنتج العضوي في السوق.

البيئة تنجح في تخفيض نسبة حشرة الحميرة لـ 62% بالقطيف
نجح فريق البحث في مختبر المكافحة الحيوية بمركز النخيل والتمور بالأحساء التابع لوزارة البيئة والمياه والزراعة في تخفيض نسبة ثمار النخيل المصابة بحشرة الحميرة (دودة البلح الصغرى) بنسبة62% في تطبيق تجريبي لإطلاق لطفيل (الترايكوجراما) على ثمار اشجار نخيل مزروعة في احد بساتين المجمعات الوراثية لمختبر المكافحة الحيوية بمحافظة القطيف، وذلك لتميزه بالقدرة العالية للتطفل على بيض حشرة الحميرة.

وأوضح مدير مركز النخيل والتمور بالأحساء الدكتور يوسف الفهيد أن يرقات حشرة الحميرة تقوم بثقب الثمار والدخول إليها من منطقة القمع والتغذية من محتوياتها، وترك الغلاف الخارجي للثمرة، ومن ثم تجف الثمار المصابة ويتغير لونها إلى الأحمر، حيث تنتقل اليرقة من ثمرة إلى أخرى، بعد إتلاف كافة محتوياتها الغذائية.

وأضاف مدير مختبر المكافحة الحيوية بالقطيف المهندس ضياء آل درويش أن ثمار أشجار النخيل في بساتين منطقة القطيف بالمنطقة الشرقية تعرضت خلال الموسم الحالي لحالة تفشي الإصابة بدودة البلح الصغرى (الحميرة) بشكل غير مسبوق محدثة أضرارا بالغة بمستوى إنتاجية أشجار النخيل تراوحت من 70 – 100%، حيث شملت الإصابة أهم الأصناف السائدة في المنطقة كالخلاص والخنيزي والغر، وبنسبة اقل على صنف الهلالي.

وذكر آل درويش أن الحشرة تعتبر أحد أهم آفات ثمار النخيل الغير ناضجة حيث تبدأ الإصابة على الثمار في مرحلة (الحبابوك) من قبل أفراد الجيل الأول للحشرة والذي يعتبر الأكثر ضراوة لشراهته في التغذي على أكثر من ثمرة نظرا لصغر حجم الثمار مقارنة بالجيلين اللاحقين في مرحلة ثمار الكمري، متغذيا على لب الثمرة دون القشرة التي تتلون باللون الأحمر ومن هنا جاءت تسمية الحشرة بالحميرة بجانب أسماء أخرى (الحتت-الحتات) نتيجة لتساقط الثمار حول جذع النخلة المصابة، حيث ترتبط شدة الإصابة بالأحوال الجوية السائدة أثناء موسم الأثمار وأهمها درجة الجفاف الناتج عن قلة هطول الامطار كما هو الحال لهذا الموسم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *