محليات

المملكة تؤكد ريادتها الإنسانية بمنظومة إغاثية واسعة

جدة – البلاد – نيويورك – واس

تواصل المملكة رسالتها الإنسانية في أنحاء العالم، بمد جسور وشرايين المساعدات والإغاثة الإنسانية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ، ودعمها لبرامج الأمم المتحدة، والجهود الدولية .

لقد أكدت المملكة دعمها الدائم لكل ما من شأنه دفع عجلة المساهمات الإنسانية إلى الأمام، من خلال تقديم المساعدة إلى كل من هم بحاجة دون استثناء أو تمييز.

جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها معالي مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة، معالي السفير عبد الله بن يحي المعلمي، في اجتماع قسم الشؤون الإنسانية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في مقر المنظمة بنيويورك.

وقال معالي السفير المعلمي: “إن المملكة العربية السعودية عملت منذ تأسيسها على مساعدة ومساندة الشعوب المنكوبة، فقد تخطت الحواجز الجغرافية والعوائق الثقافية فيما يتعلق بالمساعي الإنسانية؛ من أجل الوصول للمحتاجين، بغض النظر عن أعراقهم وألوانهم ودياناتهم، وهذه من أهم المبادئ الإنسانية الأساسية التي تستمر المملكة بالسعي إلى ترسيخها”.

وأضاف: “في ظل ما يتعرض له المجتمع الدولي من تحديات كبيرة، ومصاعب شتى للسعي بتعزيز الاستجابة الإنسانية فيما يخص الأطفال في مناطق النزاع المسلح، فقد أقام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مشاريع متعددة، ومن أهمها إعادة تأهيل الأطفال المجندين في اليمن، الذين زجت بهم المليشيات الحوثية، الانقلابية في ساحات القتال.

ونوه معاليه: “لعل ما يؤكد وقوف المملكة على مساعدة أشقائها بتجاوز محنهم وأزماتهم والتصدي لتحديات البيئة ومخاطر تغير المناخ على الفئات الأكثر ضعفًا، هي مبادرة المملكة في إطلاق خطة العمليات الإنسانية الشاملة باليمن للمتضررين من إعصار ماكونو، وذلك بإغاثة محافظة سقطرى، حيث قامت بإرسال 4 طائرات محملة بـ 127 طنا من المواد الإغاثية والعلاجية و 500 خيمة و 300 بطانية وألف سجادة. كما تكفل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بعلاج المصابين اليمنيين الذين بادرت قوات التحالف العربي بنقلهم إلى محافظة جدة.

وأشار السفير المعلمي إلى أن المملكة قدمت في غضون الخمسة أشهر الماضية من خلال مركز الملك سلمان أيضًا، 1,7 مليار دولار لتمويل أكثر من 419 مشروعًا لـ 37 دولة مستفيدة، وهي تعّد شريكًا رئيسيًا في التنمية الدولية، مؤكدًا أن هذه المساعدات والمعونات تمثل جانبًا أساسيًا من سياسة المملكة الخارجية.

من جهة أخرى شارك وفد مركز الملك سلمان للإغاثة و الأعمال الإنسانية في المؤتمر الصحفي الذي أقامته بعثة المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بمشاركة معالي المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي ، و مندوبة دولة الإمارات العربية المتحدة السفيرة لانا نسيبه ، والسفير اليمني لدى الولايات المتحدة الأمريكية والمندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة الدكتور أحمد بن مبارك، و ممثل مركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن ، بحضور إعلاميين من صحف و قنوات عالمية.

وذكر معالي مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة أن كل ما تقوم به دول التحالف العربي هو لخدمة و مساعدة الشعب اليمني ، فيما ذكر سفير الجمهورية اليمنية أن الحوثيين رفضوا كل المبادرات التي قدمها المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والمبعوث الحالي مارتن غريفيث لإيجاد حلول عملية لتجنب العمليات العسكرية لاستعادة الحديدة من المليشيا الحوثية الانقلابية .

وقدم المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور سامر الجطيلي عرضاً مرئياً عن الجهود التي قدمتها المملكة للشعب اليمني في كافة المحافظات اليمنية دون تفريق أو تمييز ، و كذلك المساعدات التي قدمها المركز للحديدة منذ بداية الأزمة وأنها ليست حديثة ، مبينا أن المركز قدم مشاريع نوعية للحديدة منذ عام 2015م تمثلت في مكافحة الأوبئة و الإصحاح البيئي وتوفير المياه الصالحة للشرب إلى جانب المساعدات الغذائية المتعددة، وآخرها تسيير القافلة الإغاثية التي ضمت 45 شاحنة تحمل 924 طنًا من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية لأهالي الحديدة؛ بهدف التخفيف من معاناتهم الإنسانية جراء الحصار الذي فرضته عليهم المليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران.

من جهة ثانية، دشن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اليوم انطلاق المرحلتين الخامسة والسادسة من برنامج إعادة تأهيل الأطفال الذين جندتهم الميليشيات الحوثية وزجت بهم في الصراع المسلح .

وتهدف المرحلتان إلى إعادة تأهيل 80 طفلا مجندًا من مختلف محافظات اليمن.
يذكر أن المراحل السابقة التي نفذها المركز قد استهدفت المجندين من محافظات عمران والجوف ومأرب وغيرها من المحافظات، حيث تم إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، ويهدف المشروع إلى إعادة تأهيل 2000 طفل مجند.
تاريخ طويل في خدمة الإنسانية

لم يقتصر خير المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على أبنائها فقط ، وإنما عمت معظم أرجاء العالم، حيث قدمت المساعدات الإنسانية والتنموية والخيرية، من منح وقروض ميسرة لكل دول العالم، دون تمييز بين لون أو دين أو عرق، وكانت المملكة دوماً من أكبر عشر دول في العالم تقديماً للمساعدات.

ولإبراز جهود المملكة دولياً وحفظ حقوقها في العطاء أسوة بالدول المانحة الكبرى، أصدر خادم الحرمين الشريفين الأمر السامي الكريم، بتوجيهه ـ حفظه الله ـ على قيام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بإنشاء منصة بيانات المساعدات السعودية، مشتملة على ما تقدمه المملكة من مساعدات إنسانية متنوعة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

وعمل المركز على تصميم المنصة وإعدادها لتسجيل المشاريع والمساهمات الإنسانية والتنموية والخيرية، بناء على المعايير الدولية في التسجيل والتوثيق المعتمدة لدى لجنة المساعدات الإنمائية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية DAC-OECD ومنصة التتبع المالي للأمم المتحدة UNFTS ومبادئ الشفافية الدولية (IATI).

ومساعدات المملكة العربية السعودية نقدية وعينية تقدم في شكل منح إنسانية وخيرية وقروض ميسرة لتشجيع التنمية، كما تشتمل بيانات المساعدات مبالغ مدفوعة والتزامات مالية تدفع لاحقاً، تم تدريب الجهات المانحة السعودية على تصنيف المساعدات وإدخالها على ثلاث مراحل هي: العشر سنوات الأولى (2007 – 2017) (المرحلة الحالية)، والمرحلة الثانية (1996 ـ 2006) والمرحلة الثالثة، وتشمل بقية المساعدات منذ تأسيس المملكة.

وللمملكة العربية السعودية باع وتاريخ كبيران في خدمة الإنسانية عالمياً، في شتى القطاعات والمجالات، حيث باتت تسمى بمملكة الإنسانية ويرتبط اسمها دوماً بالقضايا التي تدعو للخير والسلام والعطاء وللإنسانية.

وبلغت عطاءات المملكة الإنسانية وفقاً لمنصة المساعدات السعودية الرسمية في مرحلتها الحالية 2007 – 2017، بمبلغ إجمالي 32,831,124,077 مليار دولار أمريكي، 123,116,715,287 مليار ريال سعودي.

كما بلغ عدد مشاريع المملكة الإنسانية والتنموية والخيرية 1084، بمبلغ إجمالي 31,901,412,818 مليار دولار أمريكي، 119,630,298,069 مليار ريال سعودي، للدول المستفيدة منها 78 دولة.

في حين شملت المساهمات المالية في المنظمات والهيئات الدولية 489 مساهمة، بمبلغ إجمالي 929,711,258 مليون دولار أمريكي، 3,486,417,218 مليار ريال سعودي لعدد 37 جهة مستفيدة، بلغت المساعدات التنموية 493,889 مليار دولار، ومساعدات إنسانية بنحو 353,440 مليار دولار، في حين بلغت للمساعدات الخيرية 82,381 مليار دولار.

وكانت أعلى خمس دول مستفيدة من المساعدات المقدمة من المملكة العربية السعودية الجمهورية اليمنية بـ 290 مشروعاً بمبلغ إجمالي 14 مليار دولار، تليها جمهورية سوريا بـ153 مشروعاً بمبلغ إجمالي 3 مليارات دولار، واحتلت جمهورية مصر المرتبة الثالثة بـ 20 مشروعاً بمبلغ إجمالي 2 مليار دولار، في حين احتلت النيجر المرتبة الرابعة بـ 7 مشاريع بمبلغ إجمالي مليار ومائتين وثلاثين مليون دولار، وشملت موريتانيا 14 مشروعاً بالمرتبة الخامسة من المساعدات السعودية بمبلغ إجمالي بلغ مليارا ومائتين وتسعة عشر مليون دولار.

إلى ذلك شهدت أعلى خمس جهات مستفيدة من مساهمات المملكة، الأمم المتحدة بعدد مساهمات بلغت 45 بمبلغ إجمالي قرابة 303,37 مليون دولار، والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي ب 23 مساهمة بمبلغ إجمالي 225,849 مليون دولار، وجامعة الدول العربية ب 28 مساهمة بمبلغ إجمالي 140,810 مليون دولار، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ب 24 مساهمة بمبلغ إجمالي 80,200 مليون دولار، ومنظمة التعاون الإسلامي ب 21 مساهمة بمبلغ إجمالي 48,395 مليون دولار.

وبلغت الإحصاءات العامة الرسمية للمشاريع السعودية الإنسانية والتنموية والخيرية لخدمة القارات والأقاليم عالمياً، ما يزيد على 21,165 مليار دولار بقارة آسيا، وبقارة أفريقيا قرابة 9,810 مليار دولار، وفي أوروبا 379 مليون دولار، وأمريكا الشمالية 376 مليون دولار، وأوروبا وآسيا الوسطى بلغت 170 مليون دولار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *