يكتبها : يوسف الكهفي
إجابة واحدة مشتركة تجدها لدى كثير من شعراء الساحة الشعبية ” المبتعدين ” وهي : ” ابتعدنا عن الساحة الشعبية، عندما اختلط فيها الحابل بالنابل ” !!, إجابة مليئة بالحسد والحقد والأنانية، وكأن تلك الساحة أو الشعر كله ملكهم، ولا يحق لأحد أن يقرضه سواهم ..جلهم يرمى اللوم على الساحة الشعبية والقائمين عليها “جاحدين فضل هذه الساحة التي أوصلتهم للناس وعرفوهم من خلالها ” !!.
بعض الشعراء لا يريدون الاعتراف بـ “إفلاسهم ” أو عدم مقدرتهم على مواكبة مفردة هذا الجيل، ” لغة الزمان والمكان والتطوّر ” وأيضاً لا يريدون الاعتراف بأن هناك مواهب شابة لديهم من الإبداع ما يفوق نتاجهم وتجربتهم .
الحقيقة أن الكثير منهم حتى ذائقته شابت ، ولكن للإنصاف هناك شعراء لم يغلقهم هاجس الجيل الجديد وسحب البساط ومما ذلك من الادعاءات، فنجدهم كانوا على توازن من خلال حضورهم الشعري وطرح آرائهم وأفكارهم من خلال حضورهم الإعلامي المتنوع ، وأرادوا أن يكونوا أوفياء للشعر ومن يخدم الشعر دون غيرة أو حسد ، ويأتي في المقدمة ” إن لم يكن الوحيد ” الشاعر المبدع حسين فهد القحطاني، الذي أثرى الساحة الشعبية بحضوره الشعري المميز وخلقه الرفيع , وتميّزه بقوة المعنى واختيار المفردة الجزلة . حسين فهد القحطاني كتب يوماً :
الود ما يعطى جميع المخاليق
الود يعطى في المخاليق واحد
الود يعطى حافظين المواثيق
اللي يخون الود ذا الوقت واجد.
قال تلك الابيات والتزم بمبادئها , بعدما صدح بها الفنان خالد عبد الرحمن لتوصيلها كأغنية إلى ” جميع المخاليق ” .
كما أنه لم يبتعد عن قيم ومبادئ وأخلاق الشاعر الإنسان، ولم يتوان عن السؤال والاجتماع والتواصل مع زملائه الشعراء والاحتفاء بهم، وخصوصاً الأسماء الشعرية التي لها حضورها التراكمي ، أمثال “شاعر الجزيرة ” الشاعر الكبير علي القحطاني ، واهتمامه ودعمه للكثير من الشعراء والإعلاميين ” الشعبيين ” الذين كان لهم الدور البارز في خدمة الأدب الشعبي ، وتفقد أوضاع من جار به الزمن منهم حتى يكون له عوناً وسنداً.