الأرشيف مقالات الزملاء

الفساد .. أخطر من (إيبولا)

بخيت طالع الزهراني

1
الفساد .. وباء من نوع آخر ، إنه اكثر خطراً من “كرونا” أو “إيبولا” أو “حمى الوادي المتصدع” ولذلك يحتاج لوقفة حازمة حكومية وشعبية ، مجتمعة متآزرة، لاقتلاعه من جذوره بسرعة، بل وبأقصر وقت ممكن .. ولو بقي لا ستشري وتمدد وصار ثقافة مجتمعية.
2
ما بالنا نتنادى لحماية انفسنا من الأوبئة، بل اننا نرصد لها الأموال الطائلة والميزانيات الكبيرة، ونقيم الدنيا ولا نقعدها بالبرامج التوعوية العامة في كل شارع وزقاق ، ونرتدي الكمامات ونغسل ايدينا عشرات المرات يومياً.. وهذا شيء جيد وعلامة تحضر .. ولكن في المقابل لا نفعل الشيء ذاته امام وباء الفساد.
3
إليك إن شئت هذا المثال: فطبقاً لـ “الاقتصادية” الاحد 20 ربيع الاول 1436هـ ورد هذا الخبر “8 مصانع محلية تعمل دون ترخيص وتنتج أكثر من مليون طن حديد رديء” .. وانظر إلى حجم الفساد في هذا الخبر لوحده “فساد مركب” .. مصانع بدون رخصة ثم انتاج رديء لا يدوم اكثر من سنة ثم يصدأ او يتكسر.
4
أين هيئة مكافحة الفساد؟ .. واين وزارة التجارة ومراقبوها؟.. اين البلديات؟ .. هذا مجرد خبر ومسألة من عدة مسائل للفساد الذي ذرب العباد والبلاد.. فمن ينقذنا من هذا الفساد، الذي احاط بنا من كل ناحية؟.
5
المفسدون قرأوا الواقع من حولهم، فوجدوا ان ثمة ارض خصبة لمكرهم وفسادهم وعبتهم ، ولذلك صار ومازالوا يمارسون فسادهم .. ولو عرفوا ان هناك (عيناً حمرا) تقف لهم بالمرصاد لما فكروا (مجرد تفكير) في مثل هذه المخالفات التي قد تصل الى حدود الجرية واحدة للفساد .. ولا شيء آخر غير هذه النتيجة .. فإما أن يتم اقتلاع الفساد من المجتمع بكل انواعه واصنافه وانواعه (الصغير منها والكبير) .. والا فإن سلوك الفساد الكريه هذا سيتحول الى (ثقافة عامة) وسلوك مجتمعي .. خصوصاً وثمة من صار يعتبر الفساد شطارة وحذاقة على حساب المحيط (المغّفل) الذي لا يحرك ساكناً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *