مقالات الزملاء

الشلليّة .. وعالم الصحافة

بخيت طالع الزهراني
•• دائما ما كنت أؤمن بأن الأجيال تعلم بعضها بعضا – جيلا بعد جيل – وأظن ان هذا ليس فيه منّة ولا تفضلا، بل هو واجب من الواجبات وتلك هي سجية الناس الاسوياء بل والنبلاء , الذين لا يبخلون بمعرفة ولا بمهارة , ولا بمشورة يقدمونها لمن يحتاجها.
•• وفي عالم الصحافة – وهو ما أقصده هنا – نقرأ ونسمع عن أولئك الأفاضل – الجيل الاول – او الرعيل الاول – جيل التأسيس في عالم الصحافة السعودية , اولئك الذين اضطلعوا بأدوارهم التاريخية بكل اقتدار , فظلوا في ذاكرة التاريخ نجوما ونماذج تحتذى.
•• لقد كان مع أولئك المؤسسين ما يعرف بـ “الصف الثاني” من الصحفيين المبتدئين فلم يبخلوا عليهم بجهد ولا بمشورة بل لقد أخذوا بسواعدهم الطرية ودفعوا بهم الى الطريق – طريق الصحافة – حتى كسبوا الثقة والمهارة فكانوا فيما بعد نجوماً جديدة ثم ادت ذات الدور مع الصف الثالث من بعدهم.
•• ويظل السؤال الحانق .. هل الجيل الحالي من نجوم الصحافة وممن تسنموا مواقع قيادية في صحافتنا المحلية ، هم بذات التوجه الجميل الذي كان عليه المؤسسون الأوائل ؟ .. بمعنى هل هم ممن يتلقف المواهب , ويدربها , ويحنو عليها ويدفع بها ويمنحها الثقة و”الفرصة” من بابها العريض ؟.
•• وللإجابة عن السؤال السابق نقول – من واقع ما نسمعه من زملاء المهنة – ان ثمة ” أناس – وأناس” بمعنى ان بيننا ومعنا ممن لازال يسري في عروقه إرث المؤسسين الاوائل .. والى جانبهم من “غسل يده” من ذلك الإرث الجميل , وتحول الى عقبة كأداء في طريق الوجوه الجديدة في عالم الصحافة ، كأنما هو حجر عثرة امام اقدامهم الطرية .
•• بل وثمة من يتحدث عما يشبه ” الشللية ” .. واذا صح ذلك فانه الفساد بعينه ، ان يكون هذا العالم الجميل – عالم الصحافة – القائم أصلاً على الموهبة والابداع مرتهن الى “مزاجية” هذا القيادي و”استلطاف” ذاك المسؤول.
•• وتبعاً لذلك فإن كثيرا من المواهب لابد وان تتعطل , وكثيراً من الوجوه الجديدة لابد وان تتوقف , او في احسن الاحوال تظل مقيدّة .
•• الذي اعرفه ان الصحفي – بوجه خاص – لابد وان تتاح له الفرصة كاملة ، او كما يقول د. عبدالله مناع : ” دع الجواد يركض في الميدان” ..
•• وبغير ذلك فإننا سنقتل اكثر من موهبة بين جنبي صاحبها , وسنعمل على اضمحلال المواهب الواعدة , ان لم يكن تطفيشها من الميدان.
•• ميدان الصحافة هو اكثر الميادين التي لا يجب ان يكون لـ ” الشللية ” فيها مكان , ولا لــ” الاستلطاف ” فيها مستقر ..
•• إنها الامانة والمسؤولية – أيها القائمون على أمر صحافتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *