ملامح صبح

الساحلي : أهل مكة يفوقون غيرهم في المزمار

البلاد-القسم الشعبي
صدر للروائي والناقد والشاعر سعود الصاعدي روايته الجديدة(الساحلي)التي تعد إضافة مميزة لتجربته الأدبية الجميلة ومن الرواية الجديدة للصاعدي هذا المشهد:
(في الوقت نفسه يحاول حمادي التكروني نقض هذا الرأي بإثبات أن أهل مكة،وخصوصاً عيال جرول كما يسميهم،ليسوا أقل قدرة من الينبعاوية على كتابة هذا النوع من الشعر،كما أنهم يفوقون غيرهم في رقصة المزمار لافتاً إلى أن المزمار المكي يرتكز على الإيقاع الصوتي مهملاً المعنى ، وهذاهو المراد من الرقص حتى لا ينشغل الراقص عن الحركة بمتابعة الشعر ، ومن أجل هذا الإيقاع الرامز يتم خطف الكلام في عبارات إشارية لاتبعد عن الحركة في المزمار.
وقد بدا لغنيم الساحلي نوع من التشابه بين الرديح والمزمار في مسألة الإيقاع ، بيد أنه أضاف ، إلى ماذكره حمادي ، فرقاً يراه في غاية الأهمية هو أن المزمار ينحاز إلى الحركة أكثر ، في حين تنحاز الكسرة إلى المعنى أكثر ، وهو ماجعله يتفق مع حمادي التكروني في هذاالجانب متسائلاً عن سر ولع الأفارقة بالرقص،حين أجاب حمادي أن الأفريقي يرتكز في كل شؤون حياته على الجسد، ورقصه نوع من التباهي بجسده والتعبير به عن الحياة،وهي الفكرة التي يقوم عليها المزمار:
(مجموعة شبان مفتولي العضلات،يرقصون رقصاً عشوائياً،موقَّعاً،يعبرون بعبارات مقتطعة من سياقات الحياة،فتبدو خالية من المعنى، للإشارة إلى أن الحياة،في جوهرها،حركة متصلة لاتتوقف عند عبارة بعينها).
يعترف حمادي التكروني أنه لم يكن يفهم رقصة المزمار هذا الفهم الحركيّ الرامز لولا أنه،بالمصادفة،سمع أحد شيوخ الطرق الصوفية يتحدث عن الرقص الصوفي بمثل هذا التعبير،فشعر أن المزمار قريب من هذا التصور،خصوصاً أنه لعبة شعبية قادمة من أدغال إفريقيا، وفي إفريقيا كل شيء،حتى اللعب والغناء،ينطلق من شعورهم أن هذا دين ، وله علاقة بحياتهم التي يتشبثون بها إلى آخر رمق ، ماجعله يلتفت إلى الساحلي قائلاً ، في ابتسامة عريضة:
(الأفارقة يرقصون حتى وهم في مواجهة الموت).
نبارك للأديب سعود الصاعدي أصداره الجديد الذي يعد إضافة مهمة للمكتبة الثقافية ونتمنى له الأنتشار المأمول والمزيد من الأصدارات الجديرة بالقراءة والمثرية للقاري النهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *