مكة المكرمة – أحمد الاحمدي
قال الإعلامي فالح الذبياني: إن الاستثمار في برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والاقتصاد التشاركين هو ما يجب أن يركز عليه الشغوفون بريادة الأعمال، حاثاً الشابات والشباب حضور ملتقى شغف، الانخراط بقوة في صناعة واستثمار وتطوير الأفكار الملهمة التي يمكن أن تحدث فرقاً حقيقياً لصالحهم وليس على عكس ما هو حاصل الآن من الاستثمار التقليدي في مجالات مختلفة.
وأضاف الذبياني لدى مشاركته البارحة في ملتقى “شغف”، الذي أطلق أعماله نائب أمير منطقة مكة المكرمة، أمس الأولـ، أن الثورة التقنية والتسارع المذهل في استخدام التطبيقات الذكية والهواتف الخلوية سيغير كثيراً من المشاريع الاستثمارية في الممملكة ومنطقة الخليج ، وأضاف: إن عدد سكان العالم 7.6 مليار نسمة بينهم 4 مليارات يستخدمون الإنترنت، كما أن عدد مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي النشطين شهرياً أكثر من 3.2 مليار شخص، فيما يبلغ عدد مستخدمي الهواتف الذكية نحو 5 مليارات شخص.
وأوضح الذبياني أن هذا يمثل فرصة هائلة للشباب والشابات للاستثمار في مشاريع يحتاجها الإنسان أينما وجد ويأتي في صدارة هذه الاستثمارات موضوع التقنية والتطبيقات الذكية وبرمجة الحاسوب، داعياً الشباب والشابات إلى ضرورة تغيير طريقة التفكير في موضوع التفكير في أعمال التمويل المالي للمشاريع والتوجه إلى الاقتصاد الشاركي بحيث يقدم الشاب أو الفتاة الفكرة عند نضوجها إلى إحدى الشركات ليتشاركوا في مستقبل نجاحها وأرباحها ويستعين بالشركات الكبرى ذات القدرة الإدارية والمالية واللوجستية لضمان دعم الفكرة والعناية بها ودفعها للأمام، فأي إنسان لن يستطيع مطلقاً أن يكون هو صاحب الفكرة ومديرها المالي ومدير التشغيل والممول ومدير الإعلان وغيرها من الأمور .. عصر الرجل الواحد انتهى .
وقال الذبياني: إن أكثر 10 فرص يحتاجها سوق العمل بكثافة مستقبلاً هي أخصائي تحليل بيانات، وكذلك أمن وحماية المعلومات، والتعاون الدولي في مجالات العلاقات التقنية والتعاون المشترك، والبرمجة في التطبيقات الخلوية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والطاقة البديلة التي ستكون بدلاً عن النفط، المخطط المالي، المستشار الشخصي ، والتعليم عن بعد أو التعليم الالكتروني، التسويق الالكتروني الذي هو بمثابة الهواء والماء لأي مشاريع ريادية أو حتى قائمة، تصميم تجربة المستخدم أو ما يعرف بمصمم الواجهات للمستخدمين، داعياً الشباب إلى الانخراط والعمل بقوة لخلق مشاريع ذات بعد يخدم هذه الفرص الوظيفية الهائلة مستقبلاً لأن الانسان سيحتاجها بقوة.
وحض الذبياني المؤسسات التعليمية والجامعات ومراكز الأبحاث إلى العمل في هذا الاتجاه والتقليل من المناهج النظرية والتعليم التقليدي، إذ لن يكون هناك أي مستقبل لمخرجات التعليم الحالي، لا سيما وأن المملكة العربية السعودية تشهد تسارعاً مذهلاً في توظيف التقنيات الحديثة واستقطاب مدن الأعمال المتطورة والدفع باتجاه مشاريع فريدة، على غرار نيوم والقدية وغيرها من مشاريع المملكة في رؤية الطموحة 2030.
وأضاف الذبياني: إن البرامج الحاسوبية ستعطّل معظم الصناعات في الخمسة أو العشرة أعوام القادمة ، فشركة «أوبر» مجرد أداة حاسوبية، لا تمتلك أي سيارات، رغم ذلك هي الآن أكبر شركة لسيارات الأجرة في العالم، و «إير بي إن بي» هي الآن أكبر شركة فندقة لحجز المنازل والشقق في العالم، على الرغم أنها لا تملك أي عقارات، كما أن منصة بوكينج من أكبر المواقع لحجز الفنادق بالرغم أنها لا تمتلك غرفة فندقية واحدة على الإطلاق.
وفي مجال النقل قال الذبياني: في عام 2018 ظهرت عدة سيارات ذاتية القيادة للعامة، وبحلول عام 2020 ستبدأ الصناعة الكاملة في التوقف التدريجي، لن تعود بحاجة إلى سيارة تمتلكها بعد ذلك، ستستدعي سيارة باستخدام هاتفك، وستظهر أيًا كان موقعك وستقودك إلى وجهتك، ولن يعود أبناؤنا بحاجة إلى استخراج رخصة قيادة ولن يمتلكوا من اقتناء سيارة.
وأوضح أن الكثير من الخبراء يتوقعون أن تصبح السيارات الإلكترونية هي السائدة بحلول عام ، وستصبح المدن أقل ضجيجًا لأن جميع السيارات الجديدة ستعمل بالكهرباء، والبعض منها على الطاقة الشمسية، أدار الجلسة الإعلامي المعروف ياسر السقاف وشارك فيها كل من الأستاذ فواز خياط والدكتورة تغريد السراج والدكتورة سمر خان.