جدة – البلاد
تصوير – خالد الرشيد :
عندما تسوقك قدماك إلى ذلك السوق العجيب الغريب تصاب بالدهشة والذهول لتنوع ما هو موجود فيه من أشكال وألوان من الحياة بكل مظاهرها وبكل سلعها.
فأنت تدهش عندما يصادفك ذلك الصبي وهو يغوص في أكوام من بقايا الخبز الجاف لتهشيمه بأقدامه فتتذكر حين كنا صغاراً.. كان يقول لنا الكبار حين نرى خبزاً في الأرض .. عليكم أن ترفعوا \"العيش\" وتقبلوه وتستغفروا الله أن وقع عند أقدامكم بطريقة خاطئة.. ربما تغيرت الأماكن والتربية في زحمة الناس.. البعض قد يقول عنه \"بطر\" والآخر يصفه بالعبث وعدم تقدير النعمة .. صحيح أنه يمكن تحويل الغذاء الإنساني إلى الحيوان .. فكلاهما شركاء في كثير من المأكولات .. والممارسات أحياناً!! لكن أن يتم ذلك العمل بهذه الطريقة المؤذية للنظر لتجهيز الخبز في جنوب جدة من أجل بيعه لتجار الأغنام فإن هذا يعني \"رفس\" النعمة كما يقال. وهنا قمة الشراكه في الممارسة بين الفصيلين!! مع الأسف.
ثم تدهش مرة أخرى وأنت تشاهد أولئك الذين يعتنون بالخيل.. ويقومون ببيعها كأنك في أحد أسواق الخيول في أوروبا مثلاً أو شرق آسيا.
ولكنك لا تذهب بعيداً حيث تفاجأ بذلك الحطاب الممسك بفأسه وهو يهوي به على أكوام أعواد الحطب في تفتيته قطعاً مختلفة المقاسات وتوزيعه في أحجام.
على ان السوق مليء بكل الصور الأخرى فهناك بائعو الأحذية بكل أشكالها وألوانها ومقاساتها، أيضاً وبائعو الملابس وألعاب الأطفال وغيرها من الأواني المنزلية والمأكولات.
على أن – الدوامة – تصل بك إلى بائعي الكلاب فهذا كلب صيد أو حراسة – سلقي – يؤتى به للبيع وبأسعار خيالية أيضاً.
إنه سوق الدهشة في جنوب جدة إنها الخُمرة لمن لا يعرفها.