صنعاء ــ وكالات
اختلف الحال تماماً وباتت الميليشيات الحوثية أمام خيارين، أحلاهما مر. فإما أن تمتثل لنصائح المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، بالانسحاب من ميناء الحديدة، أو مواجهة الخيار الأكثر مرارة والذي أطلق عليه المسؤول الدولي اسم الحسم العسكري على يد التحالف والجيش اليمني.
وتحت ضغط الوقت ومرارة الخيارات على الميليشيات، كشفت مصادر سياسية في صنعاء عن إبداء قيادات الانقلابيين استعدادها للموافقة على مقترح غريفيث بتسليم ميناء الحديدة ليخضع لإشراف الأمم المتحدة.
بدوره، أبلغ المبعوث الأممي قيادات الحوثي في صنعاء أن مبادرة التسوية السياسية تبدأ بالانسحاب التام من مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي كخطوة أولى تسبق مشاركتها غير المشروطة في مفاوضات الحل السياسي، وفق المصادر.
وتعتبر الخيارات هذه المرة قاسية على ميليشيات الحوثي والتي تتمثل في الانسحاب فوراً من الحديدة وتسليم الميناء، أو تحمل تبعات حسم عسكري وشيك لقوات الشرعية.
من جهته، حذر بيان للبرلمان اليمني، امس الاثنين، ميليشيات الحوثي بتحويل ميناء الحديدة إلى مصدر لجلب الذخائر وتهريب السلاح، والعبث والاستيلاء على المعونات الإنسانية، مشيراً إلى أن “الميليشيات سخرت ميناء الحديدة لمصالحها الخاصة وما تسميه بالمجهود الحربي الذي تقتل به اليمنيين”.
ودعت الكتل البرلمانية المجتمع الدولي والمبعوث الأممي إلى اليمن أن يسهموا في التخفيف من المأساة الإنسانية التي يمر بها الشعب اليمني من خلال إلزام الميليشيات الحوثية بتنفيذ القرارات الدولية.
كذلك أشارت الكتل إلى الحصار الذي يفرضه الحوثيون على مدينة تعز، مشددة على ضرورة التعجيل بفكه.
فيما شنت ميليشيات الحوثي الانقلابية حملة مداهمات واعتقالات واسعة في العاصمة صنعاء ضد عناصر الجيش اليمني وضباط يرفصون التوجه للقتال إلى جانب الميليشيات وكذلك في أوساط المدنيين المعارضين للمليشيات بتهمة ما يسمي “الخيانة والتخابر مع الشرعية”
ونفذت الميليشيات وفق شهود عيان حملة مداهمات واقتحامات لمنازل ضباط في عدة أحياء في العاصمة صنعاء مستخدمة عربات عسكرية وعشرات المسلحين.
وقالت مصادر أمنية بصنعاء إن ميليشيات الحوثي داهمت عشرات المنازل واعتقلت العشرات من الضباط تم إيداعهم في سجون المليشيات بتهمة عدم الامتثال للأوامر العسكرية، فيما نجح آخرون في مغادرة منازلهم قبل المداهمة.
ويطالب الحوثيون الضباط والجنود وأفراد الأمن تحت سن الـ40 عاماً، بالتوجه إلى جبهات القتال بعد الانهيار الذي شهدته صفوف الميليشيات في جبهات الساحل الغربي. وتواصل ميليشيا الحوثي عمليات الحشد وإرسال تعزيزات عسكرية إلى مدينة الحديدة وبعض المديريات الأخرى المجاورة بهدف الاستعداد لمعركة محتملة لاستعادة سيطرة الشرعية على مدينة وميناء الحديدة.
وأفاد شهود عيان بان الميليشيات في إطار استعداداتها لمعركة الحديدة قامت بنصب المتاريس وحفر الخنادق في طريق ميناء الاصطياد وحي الإذاعة بساحل مدينة الحديدة، كما وضعت حواجز إسمنتية كبيرة في بعض شوارع المدينة وأعادت نشر عناصرها المسلحة وآلياتها العسكرية عند الأطراف الجنوبية والشرقية للمدينة وفي منطقة الكورنيش ومحيط الميناء.
وكانت الميليشيات دفعت بقيادات من الصف الأول إلى الحديدة، في محاولة للملمة الوضع المنهار في المدينة بعد فرار المئات من عناصرها من جبهات القتال.
ونفذ نشطاء الحوثيين برنامج نزول إلى مساجد الحديدة، وإجبار أئمة المساجد والخطباء والمشايخ على دعم وتزكية ما تقوم به الميليشيات من حملة تعبئة وحشد في أوساط السكان المدنيين لتجنيد الشباب وحث كافة المواطنين على القتال في جبهاتهم.
الى ذلك شنت طائرات تحالف دعم الشرعية، غارات عدة مستهدفة تعزيزات وثكنات عسكرية لميليشيات الحوثي في محافظة الحديدة غرب اليمن.
وأكدت مصادر محلية أن الغارات استهدفت قافلة عسكرية للانقلابيين قرب مدينة باجل شمال شرقي مدينة الحديدة، أدت إلى تدمير عدد من العربات العسكرية وسقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف عناصر الحوثيين الذين كانوا في طريقهم من صنعاء إلى الحديدة.
كذلك استهدفت غارات أخرى مواقع للميليشيات في منطقة رأس عيسى الساحلية قرب ميناء الصليف.