جدة – إبراهيم المدني
تفاوتت آراء الأهالي والمختصين حول استخدام الأطفال للجوال دون سن الخامسة عشرة، فبعض الأهالي أيد الاستخدام شريطة المتابعة المستمرة لجهاز الطفل، فيما يرى آخرون عدم حاجة الطفل للجوال طالما انه في رعاية اسرته، ولتجنب سلبيات كثيرة تنتج من استخدامه لهذا الجهاز ابرزها ضياع الوقت والتسبب في ضعف النظر إضافة لأمور أخرى قد يطلع عليها الطفل وهو غير مدرك لأبعادها ومخاطرها. فوق العاشرة
وفي هذا الاطار يؤكد الأستاذ عمر بن حسن بالبيد انه يؤيد استخدام الطفل للجوال اذا كان سنه فوق العاشرة على ان تتم متابعته من قبل والديه او اخوانه الكبار مع تقنين استخدامه للضرورة. وأضاف بالبيد صار الجوال جهازاً مهما للكبير والصغير وعندما ارسل ابني الى مكان معين اتابعه من خلال الجوال لمعرفة موقعه والزمن الذي استغرقه في ذلك المكان. واستطرد يقول المشكلة في اهمال بعض الاسر لابنائها الأطفال وعدم متابعتهم وهذه الأسباب التي تدفع الطفل للاستخدام السيء للجوال والتصفح في المواقع المشبوهة.
اضطرابات في السلوك
من جهته قال التربوي الأستاذ متعب بن علي القحطاني قائد مدرسة الفتح الابتدائية النموذجية بجدة:
من المؤكد ان الطفولة تمر بمراحل عدة لإشباع حاجات الطفل الاساسية ليتحقق له نمو خال من المشكلات ، وتعد هذه المرحلة هي الركيزة الاساسية للحياة المستقبلية من خلال ما يكتسبه من مهارات وقيم وخصوصاً من سن 6-12 لكونها مرحلة التهيئة للتعلم . ومما لاشك فيه ان استخدام الهاتف الجوال في هذه المرحلة ترفيهي اكثر من كونه حاجة للتواصل سواء اكانت العاب او وسائل للتواصل الاجتماعي او برامج بأنواعها والتي لا يفارقها الطفل الا عند النوم مما يسبب هدر لوقته وبقائه لفترة دون حركة وما يلحقها من مضار صحية وذهنية عدة واضطرابات بالسلوك اضافتاً لارتفاع معدلات العنف وانتشار السمنة بين الاطفال كما انها تعوقهم عن تفريغ طاقاتهم في اللعب وممارسة الرياضة وانخفاض لمستويات الذكاء وكذلك الاضرار الناجمة عن الموجات اللاسلكية والاشعاعات الكهرومغناطيسية .والامر كله يعود الى تربية الطفل وشرح المخاطر والمتابعة الدائمة . ووفقاً للدراسات وما يبدو لي ان سن بعد 13 هو السن المناسب لكونه يجميع بين المراهقة والنضج المبكر. ولنا مثلاً موقع فيسبوك فالعمر المسموح للتسجل فيه هو 13 سنة.
أين الخطورة؟
من جانبه يؤيد التربوي الأستاذ علي حباس القرني عدم منح الأطفال دون سن العاشرة للأجهزة الذكية لانها تتحول للترفية فقط وهدر للوقت وركود لعضلات الجسم والبدانة أحد النتائج السلبية لعدم الحركة وممارسة الرياضة. وأضاف القرني هناك برامج كثيرة تربط الطفل بالعالم واذا لم تكن هناك متابعة دقيقة له من قبل الاسرة فسنجد ان الطفل من خلال الجهاز الذي يحمله بين يديه يتجول في انحاء العالم ويتحدث مع من يلفت انتباهه مشيراً في هذا الاطار الى مشاكل كثيرة حدثت لاطفال دون سن العاشرة واخرون في سن المراهقة نتيجة التعرف والتحدث مع اشخاص اخرين في دول مختلفة حيث تم اغراءهم بأساليب متنوعة ومن ثم استغلالهم ماليا وجسدياً واستطرد الأستاذ علي القرني في حديثه قائلا” من الخطأ تسليم الأطفال أجهزة ذكية وتحتوي على نت مفتوح دون متابعة دقيقة من الوالدين او ولي الامر ومن الأفضل اذا كان لابد من استخدام هذه الأجهزة وضع ضوابط لها وحذف البرامج التي تربطه بالمواقع المشبوهة وتقنين استخدام الطفل للجهاز مثل ان تحدد له ساعة او ساعتين في اليوم او اكثر او اقل ويتم تشجيعه على ممارسة الرياضة والاعمال التي تفيده في مستقبله.
دراسة
الى ذلك كشف تقرير عدم وجود عمر مثالي لاستخدام الطفل هذه الأجهزة، إذ إن هذه الأجهزة يمكن أن تُعلّم الأطفال حس المسؤولية، وتضع التطبيقات التعليمية رهن أصابعهم الصغيرة، مفضلين التركيز على النضج، ووضع قوانين لاستخدام هذه الأجهزة.
عامل الأمان
ذكر تقرير أن «في هذا الوقت من السنة يبدأ الأطفال في التفكير بقائمة أمنياتهم، فماذا على الأب أو الأم القيام به إذا طلب طفل صغير جدا هاتفًا ذكيًا؟، بالنظر إلى ما نسمعه دائمًا بأن الهواتف الذكية تسبب الإدمان، وأن قضاء الوقت على الأجهزة يؤثر على عملية التعلم».
وأضاف « نعرف أكثر، فنلقي نظرة على أسرتين: أسرة نجد فيها الهواتف الذكية مسموحة للأطفال في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، والأسرة الأخرى تمنعها، الأولى تمثلها وهي طالبة في الصف السادس وتمتلك هاتفًا ذكيا، رغم أنها تعترف بأنها تستخدمه فقط في الألعاب ومشاهدة التلفاز»، إلا أن أمها تقول إن هذا ليس سبب تملكها الجهاز، وكان الأمر الرئيسي المثير لقلق هو الأمان، فعندما كانت في الصف الرابع، ونسيت حافلة المدرسة محطة وقوفها عدة مرات دفع ذلك الأب والأم إلى الشعور بالقلق، لعدم وجود وسيلة مع ابنتهما للتواصل مع أي شخص بالغ، في مثل هذه المواقف، ومن ثم أعطيا هاتفا»
هواتف في الثانوية
أوضح التقرير أن «على الجانب الآخر، سارة لا تمتلك هاتفا خليويا، وهي تحب اللعب داخل المنزل، وخارجه، وكذلك السيدة أم سالم ككثير من أمهات الطلاب في المرحلة الابتدائية واجهت قرار إعطاء الهواتف الذكية لأطفالها في مرحلة مبكرة، بعد أن بدأ أطفالها يطلبون الهواتف الذكية.
واضافت شعرت بضغط أطفالها، وكذلك من الآباء و الأمهات، ولكنها أصرت على عدم منح أطفالها هواتف ذكية إلا في الصف الثامن، وأنشأت صفحة على مواقع التواصل بعنوان «ننتظر حتى الصف الثامن» كي تنشأ مجتمعا من الآباء والأمهات داخل المدرسة الذين ينتظرون حتى الصف الثامن، كي يعطوا أبناءهم الهواتف الذكية».
ولفت التقرير إلى أنها دعت إلى عدم منح الأبناء هواتف ذكية إلا عندما يتخرجون من المرحلة الابتدائية، ويدخلون المرحلة الثانوية، وعللت ذلك برغبتها في أن يرتاح أطفالها من الأجهزة، ويعيشوا طفولتهم، أيضا لتجنيبهم الآثار الناجمة عن وسائل التواصل الاجتماعي»، مشيرا إلى أن هذه الحملة سجل فيها أكثر من 4000 أسرة من جميع أرجاء الدولة.