إعداد – عمر الحكمي
إذا كان لنادي النصر عنوان، فعنوانه الأمير عبدالرحمن بن سعود .. وإذا كان لهذا الكيان تاريخ .. فتاريخه الأمير عبدالرحمن بن سعود .. وإن كان للنصر بصمة في الحركة الرياضية السعودية .. فإنها بصمة الأمير عبدالرحمن بن سعود- رحمة الله عليه رحمة واسعة .
إنه رمز نادي النصر .. بل تاريخ نادي النصر وباني بداياته وأمجاده .. إنه صانع النصر وبطولاته وصولاته وجولاته، عندما كان النصر نصرا .. عندما كان فارس نجد لا يقبل النزول من منصات الذهب .. في ذلك العهد الذي اقترن فيه اسم نادي النصر بكؤوس الذهب .. عهد رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز .. العصر الذهبي لنادي النصر .. عهد البطولات والإنجازات لنادي النصر العريق .. عصر النجوم الكبار .. ماجد عبدالله ، يوسف خميس ، فهد الريفي ، محيسن الجمعان، توفيق المقرن ، سالم مروان، وغيرهم من النجوم الكبار الذين سطروا على البساط الأخضر أجمل المستويات ونثروا إبداعاتهم ليسعدوا جماهيرهم ، بقيادة الرئيس الذهبي والقائد والمؤسس الأمير عبدالرحمن بن سعود، الذي جعل من نادي النصر كل حياته .. وقدم له جهده وماله ووقته وتضحياته ..
قدم له الحب بكل معانيه ومفرداته .. قدم له العطاء بكل مسميات العطاء في الشدة وفي الرخاء .. قدم له الفكر الكروي الذي كان يتحلى به الأمير عبدرحمن بن سعود ، فأسهم بقوة في تحقيق بطولاته.
قدم له الوقت الثمين لدرجة أن سموه لايكاد يفارق النصر والتخطيط لتحقيق إنجازات النصر ، والحديث عن النصر إلا عندما يخلد إلى النوم ..
إنه عشق فريد من نوع خاص ..
إنه الإصرار على بقاء الصرح الشامخ الذي بناه سموه الكريم عاليا متربعا على عرش البطولات ..
إنه التحدي الكبير .. والدفاع الكبير عن واجهة رياضية حضارية قام سمو الأمير عبدالرحمن بن سعود شخصيا ببنائها وقاتل طوال حياته من أجل الحفاظ عليها ..
إنه الأمير عبدالرحمن بن سعود العاشق الكبير والرمز الأول والأخير لنادي النصر ..
إنه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، رحمة الله عليه .. الذي ولد في عام 1940 مـ.وهو نجل الملك سعود بن عبدالعزيز .. هو أحد الشخصيات الرياضية البارزة التي بنت الرياضة السعودية .. وهو الرئيس المحنك .. والرياضي الشهير .. والرمز الكبير .. والكاتب .. والأديب .. والمثقف .. والمحاور الجيد .. والمحامي الذي كان يقف بكل شجاعة وبكل ثقة للدفاع عن ناديه انصر .. إنه الأمير عبدالرحمن بن سعود الأب الروحي لنادي النصر ..
المناصب التي شغلها
– وزير الدفاع والطيران، والمشرف على الحرس الملكي، وهو في سن السابعة عشرة فقط.
– مدير عام المنتخبات السعودية في دورة كأس الخليج الرابعة عام 1976م، التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة.
– رئيس الاتحاد السعودي لكرة الطائرة لنحو16 عاما.
– رئيس الاتحاد السعودي لكرة السلة لعدة سنوات .
– رئيس اللجنة الفنية بالاتحاد السعودي لكرة القدم .
– عضو اللجنة العليا للاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم.
– عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم.
– عضو اللجنة الأولمبية السعودية.
الأمير الشاعر
رغم مشاغل الأمير عبدالرحمن الخاصة والرياضية، إلا أنه كان يولي الشعر والأدب حقه؛ حيث كان الأمير عبدالرحمن من أفضل الشعراء ، وقد غنَّى له كبار الفنانين أمثال طلال مداح وعبادي الجوهر وغيرهم . وفي السنوات الأخيرة قبل وفاته- يرحمه الله- أصبح الفنانون يطالبون من الشاعر التكفل بمصاريف الأغنية؛ ليقوم الفنان بأدائها ، الأمر الذي عارضه الأمير عبدالرحمن، وتوقف بسببها عن الكتابة للمغنين. مؤكداً أنه يعتز بشعره، ولن يدفع لأي فنان ريالاً واحداً …
… كما كان سمو الأمير عبدالرحمن بن سعود يولي الأدب اهتماماً في حياته ، حيث كان يستضيف في قصره، العديد من المنتديات الأدبية وأيضاً الشعرية؛ لمناقشة كل مايتعلق بالأدب والشعر.
قصة العشق الكبير
كان الأـمير عبدالرحمن بن سعود يعشق نادي النصر عشقا كبيرا، منذ تأسيس هذا النادي العريق الذي كان في أندية الدرجة الثانية، وبدأ اهتمام الأمير عبدالرحمن بن سعود بنادي النصر منذ ذلك العهد، وقرر أن يتسلم رئاسته ويرفعه إلى درجة الأضواء ( الدرجة الممتازة) وكان ذلك عام 1960 م، وبدأ الأمير عبدالرحمن بن سعود يبذل كل الفكر والجهد والمال والعطاء والوقت والسهر والعمل المتواصل الدؤوب حتى أهّله للدرجه الممتازة، ثم بعدها بدأ يحقق معظم بطولات المنطقتين الوسطى، و الشرقية، ولم يكتف بذلك، بل استمر سموه يقدم الغالي والنفيس من المال والجهد والتخطيط؛ حتى تمكن النصر من تحقيق بطولة الخليج للأندية، وكأس الكؤوس الآسيوية عام 1998م، قبل أن يتأهل إلى كأس العالم للأندية، ويقابل عدداً من الأندية العالمية، كان أبرزها نادي ريال مدريد.
المؤسس الحقيقي للنصر
يعتبر الأمير عبدالرحمن بن سعود- يرحمه الله- هو المؤسس الفعلي لنادي النصر فقداختار الشعار النصراوي الشهير، الذي يحمل صورة خارطة الجزيرة العربية، ليوضع على صدور لاعبي الفريق. وهو من صعد به من دوري الدرجة الثانية إلى الدوري الممتاز.
وخلال فترة رئاسته تخرج من هذا النادي العريق العديد من اللاعبين، الذين سطروا أجمل العروض الكروية على البساط الأخضر، والذين مثلوا منتخبنا الوطني خير تمثيل وقدموا لمنتخب الوطن أجمل الملاحم الكروية الإبداعية، بقيادة السهم الملتهب ماجد أحمد عبدالله الذين قاد الصقور الخضر للفوز بكأس آسيا عامي 1984م و 1988م تحديدا، والبطولات التي جرت بعدها،وساهم سموالأمير عبدالرحمن بن سعود طوال حياته في المجال الرياضي في إبراز العديد من النجوم الذين كانوا بالفعل قدوة في مجالهم الرياضي بعطائهم وروحهم وتعاونهم، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ( سعد الجوهر – ناصر الجوهر – خالد التركي – سالم مروان – يوسف خميس – توفيق المقرن – هاشم سرور – عبد الله عبد ربه – عيد الصغير – سعودالحمالي – سلمان القريني – ماجد عبد الله – محيسن الجمعان – فهد الهريفي – إبراهيم ماطر – محمد الخوجلي ) وغيرهم من النجوم الكبار الذين قادوا المتتخبات الوطنية ونادي النصر لتحقيق العديد من البطولات والإنجازات.
الجوائزوالأوسمة
حصل الأمير عبدالرحمن بن سعود خلال مسيرته الرياضية، والتي دامت 45 عاما، على العديد من الجوائز، والأوسمة، ومن تلك الجوائز التي حصل عليها:
– جائزة اللجنة الأولمبية الدولية؛ كأبرز الشخصيات التي خدمت الرياضة خلال القرن الماضي.
– وسام الرواد العرب المقدم من جامعة الدول العربية؛ تقديرا لإسهاماته في دعم الرياضة العربية.
– جائزة الاستحقاق الرياضي الدولية الكبرى، من لجنة التحكيم الدولية.
– جائزة المفتاحة، وتسلمها من سمو أمير منطقة عسير آنذاك صاحب السمو الملكي الأمي خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة حاليا .
وفاته
توفي الأمير عبدالرحمن بن سعود صباح يوم الخميس التاسع و العشرين من يوليو عام 2004 م عن عمر يناهز الـ 63، وبوفاته فقدت الرياضة السعودية، والعربية والآسيوية شخصا كبيراً، كان له الكثير من الإنجازات، والتي ساهمت في دفع مسيرة الحركة الرياضية العربية والآسيوية إلى الأمام، و ليس بغريب أبداً أن يطلق عليه، يرحمه الله، لقب ( عميد روساء أنديه العالم ) .كان – يرحمه الله- لا يسكت عن قول الحق أبدا، ويعتبر الأمير عبدالرحمن بن سعود، أول من طالب بالحكم الأجنبي، وأول من طالب بإنشاء محكمة رياضية للفصل في القضايا الرياضية.
قالوا عنه
– أحد الرجال الذين بفضلهم تطورت الرياضة السعودية. ( الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز) – يرحمه الله.
– أبو خالد جدير بكل الأوسمة فجهوده مميزة. ( الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز ).
– خدمته للرياضة كبيرة، وهو أحد رموزها ( الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز ).
– الأمير عبدالرحمن بن سعود رمز رياضي له تاريخه. ( الأمير هذلول بن عبدالعزيز ) يرحمه الله.
– والدي صانع وباني أمجاد فارس نجد ( الأمير فيصل بن عبدالرحمن ).
– نذر نفسه لخدمة دينه ثم مليكه ووطنه ( الأمير ممدوح بن عبدالرحمن بن سعود ).
– الأمير عبدالرحمن رمز الصراحة وعنوانها ( الأمير سعود بن عبدالرحمن بن سعود ).
– التاريخ سجل اسمه بأحرف من ذهب؛ لتميزه وإبداعه. ( الأمير فهد بن عبدالرحمن بن سعود ).
– دعمني طوال مشواري وله الفضل فيما وصلت إليه ( ماجد عبدالله ) .
– الأمير عبدالرحمن سر من أسرار نصر النصر وتألقه ( يوسف خميس ).
– علامة بارزة في التاريخ الرياضي ( خليل الزياني ).
– خبير رياضي محنك يعرف أدق الأمور الرياضية ( محمود أبورجيلة ).
– نجاحي في النصر سببه وجود إداري عظيم مثل الأمير عبدالرحمن ( المدرب الخبير بروشتش ).
– أرتاح كثيراً لوجوده، ورؤيته للأمور الفنية عميقة ( المدرب زجالوا) .
– الأمير عبدالرحمن بن سعود إداري لا يمكن أن تجد له مثيلاً بخبرته ونظرته وقوته ( المدرب هايبكر ) .
– الأمير عبدالرحمن فاكهة الرياضة ( ناصر الجوهر ) .
– نختلف مع الأمير عبدالرحمن بن سعود، ولا نختلف عليه ( الكاتب محمد الدويش ) .
– الأمير عبدالرحمن بن سعود ثروة رياضية نادرة ( الكابتن جاسم يعقوب ).
– الأمير عبدالرحمن بن سعود إداري محنك وحكيم ( الكابتن محمود الخطيب ).