جدة – سليمان السعيد – تصوير سمير القباطي
تقدم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة المعزين في وفاة الفنان الكبير سراج عمر الذي انتقل إلى رحمة الله يوم أمس الأول، ونعى عدد من الفنانين والشعراء والإعلاميين فقيد الفن الذي رحل عن دنيانا عن عمر 72 سنة بعد معاناة مع المرض وبعدما أثرى الساحة الفنية بعدد من أعماله الخالدة منها نشيد الوطن بلادي بلادي منار الهدى .
وتغنى من ألحانه كبار الفانين المحليين والعرب امثال طلال مداح ومحمد عبده وعبدالمجيد عبدالله ووردة الجزائرية وغيرهم وبدأ حياته موظفا بالخطوط الجوية السعودية واشرف على المقدمات الموسيقية التي توضع في الطائرات السعودية ثم استقال ليتفرغ للفن الجمعية الثقافة والفنون عند بداية تأسيسها عام 1394 هجرية. ورصدت كاميرا (البلاد) اللحظات الأخيرة لمواراة جثمان الفقيد لمثواه الأخير فجر أمس السبت بحضور لفيف من أعيان محافظة جدة والشعراء والفنانين.
وكانت البداية في تغريدة لوزير الثقافة والإعلام د. عواد العواد الذي قال: رحم الله الفقيد سراج عمر فقد كان من رواد الفن السعودي في أعماله الفنية التي أثرت الساحة الثقافية بالعطاءات المتميزة. دعواتنا له بالرحمة والمغفرة، (إنا لله وإنا إليه راجعون).
كما قال صاحب السمو الملكي الأمير طلال محمد العبدالله الفيصل:رحم الله الفنان القدير سراج_عمر . ترك للأجيال القادمة من الإرث الفني الكثير منها التحفة الفنية “مقادير” والتي كتب كلماتها الوالد رحمه الله ولاننسى نشيد الوطن بلادي بلادي منار الهدى ومهد البطولة عبر المدى رحم الله الفنان وأسكنه الله فسيح جناته.
وتحدث لـ(البلاد) الفنان. د عبدالله رشاد قائلا:المرحوم باذن الله القدير المعروف باسم سراج عمر موسيقار من مدارس الفن في المملكة وقد كرس حياته منذ بداية دخوله المجال الفني في خدمة الموسيقى والتي بدأت من خلال تأسيس جمعية الثقافة والفنون بجدة مع كبار الشعراء والملحنين والموسيقيين وكانت له بصمات ملموسة في المشاركات الموسيقية سواء بالألحان أو بالموسيقى وبالأداء مع جميع الفنانين ويعتبر من النماذج الجميلة التي ساهم في تقديمها المرحوم طلال مداح كما ساهم في المشاركات والأسابيع الثقافية خارج الوطن وفي التوزيع الموسيقي للسلام الوطني السعودي وشارك في محافل عدة ونال العديد من الجوائز والتكريم. عزاؤنا فيه موصول للوطن ونسأل الله له الرحمة والمغفرة وتظل بلادي منار الهدى والبقاء لله.
كما تحدث الفنان طلال سلامة قائلا:” الموسيقار طلال سلامة عاش أنيقاً وتوفى أنيقاً وكان دمث الأخلاق ومتواضعاً مع الجميع.رحمة الله عليك يا أبا محمد دعواتنا لك بالرحمة والغفران كما نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغشاك بواسع رحمته وأن يسكنك فسيح جناته (إنا لله وإنا إليه راجعون).
قدم الكثير للساحة الفنية:
وقال الفنانان طلال باغر وعبدالله اسكندراني وعازف القانون عبادي مدني:الفقيد سراج عمر قدم الكثير للساحة الفنية وأثرى الوطن العربي وكل مستمع للفن الأصيل. ولم يتم إنصافه إعلامياً. وأغلب روائع طلال كانت من ألحان سراج عمر وحتى للوطن غنى أجمل الكلمات بأحلى الألحان. هكذا هم الذين يعشقون الفن والإبداع دوماً في كل زمان ومكان يعطون الكثير بحب وقد ضحى الفقيد في حياته بوظيفته من أجل الفن، وكثيرون لا يتم انصافهم إلا بعد رحيلهم من هذه الحياة الفانية.. نسأل الله له الرحمة وأن يغفر له ويسكنه فسيح جناته. عظم الله أجر ذويه ومحبيه. انالله وانا اليه راجعون.
وقال الفنان عبدالمجيد عبدالله: رحم الله الموسيقار سراج عمر فقد كان الداعم لي بعد الموسيقار الراحل سامي إحسان في مسيرتي الفنية ولم نشهد أي خصام أو تصادم مع زملائه الفنانين.
ويقول المذيع المعروف عدنان صعيدي في رثائه للفقيد:
وتشرق شمس من بعدك ماهي شمس
بطلعتها بتعطينا ليالي اليأس
ونستنى طلوع بدرك ينورنا
ومن بعدك ما نلقى ما يصبرنا
لا أعرف سبباً محدداً جعلني اتذكر هذه الكلمات التي لا أذكر من كاتبها والتي تغنى بها الفنان عودة العودة ولحنها الفنان الكبير سراج عمر ــ يرحمه الله ــ تذكرت هذه الكلمات واللحن من دون كل ألحان سراج عمر لحظة أن علمت بوفاته ، ولم أكن لأعرف هذه الأغنية (وبتسافر) أو اتعمد سماعها لولم أكن اعمل في الإذاعة حيث كنت استعين بها في بعض برامجي المنوعة.
لم يكن من الصعب أن يلحن الفنان سراج عمر للفنان طلال مداح ــ يرحمهما الله ــ أو للفنان محمد عبده وغيرهما من مشاهير الطرب في المملكة وخارجها لكن كان من الملفت حقاً بالنسبة إلي أن يلحن الفنان سراج عمر للفنان عودة العودة الذي لم يبلغ شهرة طلال ولا محمد عبده ( وهذا ليس تقليلاً من القيمة الفنية للفنان عودة ) لكن كثيراً من الملحنين لا يميلون إلى التلحين لفنان يرون أنه قد لا يخدم اللحن المقدم لهم نظراً لعدم شهرته .وبقدر ما حقق نشيد بلادي ( لحنا وأداء) للفنان سراج عمر من انتشار وحاز على اعجاب أغلب الناس بل والعاملين في الإذاعة والتلفزيون وذلك بتكرار عرضه في كل مناسبة إلا أنني انجذب بشكل أكبر لنشيد ( تريدي ايه يابلدي) من كلمات الأستاذ صالح جلال ــ يرحمه الله ــ ولحن وأداء الفنان سراج عمر.
ربما المقربون من الفنان سراج عمر يعرفون أسباب قيامه بأداء الحانه للأناشيد الوطنية فقط لأنه لا توجد في الإذاعة أي أغنية عاطفية بصوته فكل ألحانه العاطفية تغنى بها الفنانون ولم يسجل بصوته أياً منها ربما لقناعته أن اللحن العاطفي يخدمه ويشهره فنانون مثل طلال ومحمد عبده أما الغناء للوطن فهو الذي يمنح الفنان الشهرة الأكبر .
ويقول الأستاذ أحمد مكي : بعد رحيل فقيد الفن السعودي وكبير وسطه الفني الملحن والفنان الموسيقار القدير “سراج عمر ” أو باسمه الصريح المرحوم “عمر عبدالقادر العمودي ” حسب اسمه في بطاقته الشخصية الذي يعد احد ابرز المؤسسين للأغنية السعودية منذ بدايات إنطلاقها محلياً وخارجياً على مستوى دول منطقة الخليج أو الوطن العربي والإسلامي لا أريد أن أقوم بدور عمليات “القص والنسخ” وأسرد بعض أعماله الفنية التي تغنى بها عمالقة ورواد الفن والطرب الأصيل في السعودية والخليج والعالم العربي وانقل إليكم بعض المعلومات المسجلة والمتوفرة للجميع عبر شبكة النت
كما يفعل الكثير من المستخدمين ولن اتحدث عن أعماله الوطنية والعاطفية والاجتماعية الخالدة في أذهاننا حتى يومنا هذا لأنها ما زالت تعيش بيننا تردد من قبل الفنانين والفنانات ومن عامة الجمهور الفني من المستمعين والمشاهدين عبر وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية التي تصدرت عن غيره من الملحنين واصبحت ايقونة لأهم اعماله سواء النشيد الوطني الذي كتبه سعيد فياض “منار الهدى” ولن احاول ان اشير الى بعض محطاته الفنية المهمة مثل اغنيته “مقادير ” التي تغنى بها طلال مداح ،ومن بعده الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية .بعد ان اعجبت بها وغنتها ايضا الفنانة اللبنانية الكبيرة سميرة توفيق وسجلتها ولم اتطرق الى مجموعة اغانيه الأخرى مع صوت الارض ابو عبدالله كأغراب والموعد الثاني وأنادي ومر علي قبل الرحيل أو كانت لفنان العرب ،والفنانة القديرة ابتسام لطفي التي تغنت بأغنية “ياحبيبي انستنا ” التي غناها محمد عبده وسجلها في بداياته الفنية.
ولم اذكر تعاونه مع نجوم الغناء السعودي والعربي مثل عبادي الجوهر وعلي عبدالكريم وعبدالمجيد عبدالله وسميرة سعيد الخ الاسماء بالقائمة الطويلة لأنها كما اشرت آنفا أعلاه متوفرة بضغطة زر على شبكة النت التي صاغها كبار شعراء الكلمة الغنائية أمثال شاعر الوطن إبراهيم خفاجي والأمراء محمد العبدالله الفيصل وبدر بن عبدالمحسن،وغيرهم الكثير من الشعراء.
باختصار سأترك كل ما كتب عنه عن قيامه بتوزيع الآلات الموسيقية النحاسية لنشيد السلام الملكي السعودي وتنويته له بإشراف عام من زميله العميد الموسيقار طارق عبدالحكيم ولحنه الوطني الذي جمعه مع فنان العرب للمرة الثانية الذي كتبه البدر بن عبدالمحسن “حدثينا ياروابي نجد” أو عن عمله السابق بجمعية الثقافة والفنون بجدة كلها معلومات “مكرورة “ومتداولة ومعروفة لكن اختم كتابتي أو مرثيتي عنه بموقف نبيل ومشاعر إنسانية راقية عندما قام قبل سنوات قلائل ماضية النجم عبدالمجبد عبدالله وأهداه سيارة وأوصلها بنفسه شخصياً إلى مسكنه وهو يقودها وكانت مفاجأة غير متوقعة للفقيد سراج ورفض استلامها إطلاقا لأنه من الملحنين الذين لا يتقاضون أو يطالبون بعائد مادي مقابل “الفن للفن” وليس للتجارة ؟! وبعد أن أقنعه عبدالمجيد تقبلها منه.
قال له انت صاحب لحن اغنية “تخيل ” التي ذاع صيتها وانتشرت وحققت من ورائها بعض المكاسب الماديةوهذه هدية متواضعة مني وقليلة في حقك ولا تعتبر.قيمة اللحن إياه ..كذلك هناك اغنية اعجبت المرحوم سراج وقام بتسجيلها بصوته جلسة على العود من الأغاني الشعبية التي كتبها ولحنها الفنان الشعبي والملحن القدير فهد بن سعيد .وهي “خلاص من حبكم يازين عزلنا ” التي سجلتها من بعده المطربة الكبيرة عتاب بصوتها ،بعد أن ذاع صيتها أكثر في الأوساط الفنية ،وفي الحفلات الفنية بالداخل والخارج.
رحمه الله ومن وردت أسماؤهم أعلاه وجميع موتى المسلمين ،وأطال في عمر الأحياء منهم وتعازينا ومواساتنا الحارة لأسرته وأقاربه وإلى الوسط الثقافي والفني.