جدة ــ البلاد
جدل لا ينقطع، وشائعات لا تعرف سطراً للنهاية حاصرت ملف المواطن السعودى جمال خاشقجى، الذى اختفى عن الأنظار بعد خروجه من قنصلية المملكة فى إسطنبول، واستغلال الإعلام القطرى والمنابر الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية، لتوجيه أصابع الاتهام صوب المملكة.
وبعد انتقال الجدل عن مكان اختفاء خاشقجى، إلى دائرة الزعم بمقتله، أوفدت المملكة فريق محققين، لمشاركة الجانب التركى فى التحقيقات الجارية حول الواقعة، بالتزامن مع تحرك الآلة الإعلامية القطرية لتصفية حسابات سياسية عبر القنوات والصحف المملوكة لتنظيم الحمدين، وعبر اللجان الإلكترونية على منصات السوشيال ميديا.
فمازالت فضائية الفتنة القطرية تواصل سقوطها المدوي، مع استمرارها في انتهاج سياسية العدوانية وتغذية الصراعات والطائفية وخدمة الاهداف الخاصة بجماعة الاخوان، اذ اختزلت الفضاء الاعلامي الرحب والواسع، لتجعله ضيقاً كضيق أفق هذه القناة التي تحولت الى عامل مساعد للنزاعات واذكاء الفتن والصراعات، من خلال سياساتها الاعلامية الخارجة عن المهنية وابجديات الرسالة الاعلامية المقدسة.
ومن خلال تتبع مسيرة قناة الجزيرة يظهر بوضوح حجم الاستخفاف من خلال تناولها الاخبار من زاوية محددة وهي زاوية خصومات قطر مع الدول العربية.
وبالعودة لرواية اختفاء “خاشقجي” يلحظ الناظر منا عند التريث قليلا ، ان إعلانها جاء على لسان من سميت بـ”خطيبته”، وبحسب عائلة خاشقجي، لم يستمع يوما عن خطيبة لجمال المحب لأسرته وأحفاده. ويتم تداول بعض من المعلومات حول خديجة جينجيز بأنها عميلة للمخابرات القطرية وتقدم نفسها كباحثة في الشأن الخليجي والعماني بشكل خاص، وتعد مهندسة الفتنة بين سلطنة عمان ودول مجلس التعاون الخليجي خلال الآونة الأخيرة، كما أنها واحدة من أدوات النظام القطري لإثارة الرأي العام في المنطقة.
وتفضح مجموعة من الصور نشرت لقاءات مختلفة، علاقة خديجة بالإعلامي القطري، جابر الحرمي الذي كان يعمل رئيسا لتحرير صحيفة (الشرق القطرية) ورجل مخابرات في نفس الوقت، في الوقت ذاته الذي تظهر فيه و”الحرمي” مع أحد الإعلاميين البارزين في تركيا، يدعى تروان قشلاقجي، عرف عنه انتمائه الصارخ لجماعة الاخوان .
ومع نشر صور تلك الوقفة التضامنية امام السفارة السعودية بإسطنبول مع اختفاء خاشقجي تظهر جميع الأسماء الإعلامية الإخوانية المدعومة من النظام القطري، عبر القنوات الكائنة بتركيا، والتي طالما اعتادت على محاولة إثارة الرأي العام العربي والدولي تجاه المملكة.
وعبر هاشتاجات يتم تداولها في الأوساط العربية منذ السبت بعناوين #مسرحيه_جمال_خاشقجي و#مخابرات_قطر_تقتل_خاشقجي تحدث المغردون في السياق السابق، مع تداول تغريدة محذوفة لإعلامي قناة الجزيرة البارز، فيصل القاسم جاء مضمونها مشيرًا إلى رؤية اغتيال خاشقجي، وذلك قبيل بيان الشرطة التركية الذي يزعم بذلك الأمر ما دفعه إلى حذفها، وإعادة نشرها بصيغة مختلفة بعد إعلان البيان التركي.
خاصة أن جمال خاشقجي كان له بعض التغريدات والردود على متابعيه؛ رأى البعض أنها عكست حنينا أو تلميحا في رغبته بالعودة إلى موطنه مرة أخرى، وهو ربما الأمر الذي دفع بالمخابرات القطرية بدعم من تنظيم جماعة الاخوان الى التخلص منه، حيث ما لديه من أسرار ومعلومات عن كل من نظام قطر وتنظيم الاخوان.
ولعل هذا ما ذهب الإعلامي التركي المعارض تورجوت أوغلو، مضيفًا عبر تغريدة في حسابه على توتير أن الأمر لايقتصر فقط على التنسيق بين قطر والاخوان وانما ذهب الى وجود دور إيراني في الأمر، لافتًا إلى أن إيران مستفيد قوي من ذلك الأمر الذي ربما سيتسبب في النهاية بأزمة بين المملكة وتركيا، وأن هناك عددا كبيرا من مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية من داعمي التوجهات الإيرانية مثل: إبراهيم كالن وياسين أكطاي وحسين بسلي، وقال: المتابع لحسابات هؤلاء عبر السوشال ميديا وحديثهم حول قضية اختفاء جمال خاشقجي يجد أن كلامهم متشابه وكأنه شيئا واحدا.
اذ عملت المنابر الإعلامى للجماعات الإرهابية وروافدها فى حملة ممنهجة لإثارة الرأى العام الدولى والعربى ضد المملكة بنشر أخبار جميعها تتحدث عن تورط المملكة فى اختفاء خاشقجي، ووفرت لها إعلانات ممولة على مواقع التواصل الاجتماعى لتكون أكثر انتشارا.
ولم تلتفت تلكم المنابر وعلى راسها الجزيرة لتصريحات صلاح جمال خاشقجى، الابن الأكبر لجمال، والذى استنكر محاولات جهات خارجية تسييس قضية اختفاء والده، الأمر الذى اعتبره مرفوضاً جملة وتفصيلاً.
وقال صلاح جمال فى تصريحات لقناة “العربية “: القضية أن مواطنًا سعوديًا مفقودًا، ونحن على تعأون مع السلطات السعودية للكشف عن ملابسات الأمر، وهناك تجأوب السلطات السعودية مع أسرتي.
وتابع أن الموضوع بجملته هو قضية شخصية وبعيد كل البعد عن الإطار السياسي، وكان آخر اتصال لى بوالدى كان أثناء تواجده فى واشنطن، ولم تكن لدى فكرة عن وجوده فى تركيا ورحلته الأخيرة هذه.
فالحديث عن استهداف المملكة من قبل المنظومة الاخوانية لايمكن ان نفصله باي حال من الأحوال عن الأدوار المشبوهة التي تقوم بها قناة الجزيرة منذ بروز ما سميت ثورات ( الربع العربي) حينما ظهرت بشكل واضح في ممارسة العبث في الوطن العربي، وجعل من الخطاب الاعلامي أداة للدمار والعبث والتحريض على الحروب والفتن.
وسقطت قناة الجزيرة الفضائية وانهارت الغيمة الرمادية عن الجزيرة لتدخل في خانة اللون ( الاسود ) وتسقط مع ذلك أحلام الحالمين بإعلام عربي مهني ، وهو الحلم الذي تحول إلى كابوس مرعب في نفوس المشاهدين لقناة الجزيرة التي سقطت في قذارة التحريض الاعمى ونفث السموم في كثير من البلدان العربية.
وفي تقرير لها اعتبرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن سقوط قناة “الجزيرة” الإخبارية من العرش الذى كانت تتربع عليه يعكس تحولا كبيرًا فى السياسة القطرية نحو البلدان العربية.
ذكرت الصحيفة البريطانية – فى تقريرها – أن سقوط قناة “الجزيرة” يعكس التغيرات الديناميكية فى المنطقة عامة، ومدى السياسية المتبعة من قطر نحو البلدان الع المحيطة بها.
واكد نادر جوهر، رئيس الاتحاد العربي للصحافة الالكترونية، سقوط قناة الجزيرة القطرية، مشيرا إلى أن مواجهة الإعلام لا تكون إلا من خلال الإعلام.
ومع سقوط الجزيرة في التحريض والعدوان ضد البلدان العربية، واستخدامها ( التسجيلات ) المخابراتية للمسؤولين في مصر وليبيا واليمن، لزعزعة امن واستقرار الدول، ظهرت الجزيرة كما لو انها ( قناة مخابراتية ) تدار بعقلية الباعث للأزمات في الوطن العربي.
ولم تكتف الجزيرة بذلك، بل حرضت على القتل جهارا نهاراً على القتل، لكل مخالف لسياسة قطر، فحرضت على قتل الرؤوساء العرب من خلال ما سميت ( ثورات الربيع العربي).
كما اثارت الجزيرة شكوكاً حول وقوفها وراء اغتيال عدد من القيادات الفلسطينية، بعد ظهورهم على شاشة القناة مثال عبد العزيز الرنتيسي، ومحمود المبحوح، وسعيد صيام وغيرهم ممن تزامن اغتيالهم مع ظهورهم في مقابلاتٍ تلفزيونية على شاشتها.
حيث كان يتم استهدافهم بعد إجرائهم لمقابلات وحوارات في برامج تبث على القناة. فقد أثارت مقالة بعنوان تساؤلات عن عمليات الاغتيال بعد حوارات تجريها قناة الجزيرة نشرت على موقع إيلاف تبين علاقة الجزيرة بالكثير من عمليات الاغتيال أو اعتقالات لشخصيات بارزة بعد إجراء الحوار مع القناة، حيث تساهم مثل هذه الحوارات في تحديد موقع القيادات بدقة.
وكانت قناة الجزيرة قد وصلت الى حد التحريض على اغتيال اعلاميين منافسين، حيث صدم الوسط الإعلامي عام 2007 بنشر قناة الجزيرة دعوات تتهجم على برنامج “صناعة الموت” الذي تبثه اسبوعيا قناة العربية. وكان موقع حواري لقناة الجزيرة سمح لمشاركيه بالتهجم على قناة “العربية” وبرنامجها وتضمن الهجوم الكلامي دعوات صريحة بقتل المذيعة ريما صالحة التي تقدم البرنامج.
فالجزيرة هي القناة الوحيدة في العالم التي كانت محل ثقة تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية، فقد انفردت القناة ببث تسجيلات وشرائط لزعمائها، وأجرت العديد من المقابلات الحصرية معهم، كما سمح لها بالتوغل في عالمهم، واستقصاء طريقة حياتهم، لتنقل صورتهم واضحة من جبال تورا بورا حصريا دون أن تتمكن أي قناةإعلامية من سرقة أضواء هذا السبق الصحفي.
كثيرة هي الشهادات من الاعلاميين العرب الذين عملوا في قناة الجزيرة القطرية، حول أداء القناة واسلوبها وخطابها المعادي.
وفي 30 مايو 2010 استقالت خمس مذيعات من قناة الجزيرة الفضائية وذلك بسبب خلافات مع الادارة وهن ( جمانة نمور ولينا زهر الدين وجلنار موسى والتونسية نوفر عفلي والسورية لونا الشبل ) ، وذلك بسبب انحراف القناة عن المهنية واتخاذها سياسة العبث والتحريض في الاوطان العربية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن احدى المذيعات الخمس المستقيلات قولها “ان الاستقالة أتت نتيحة ” تراكمات خمس أو ست سنوات، وبسبب سياسة لا تحترم القواعد المهنية فالموظف لا يعامل حسب مؤهلاته وخبرته ولكن حسب مزاجية بعض المسؤولين” حسبما ورد في تقرير لوكالة فرانس برس.
وفي مارس 2013 قدم أشهر اعلامي في الجزيرة استقالته، وهو الإعلامي الاردني جميل عازر صاحب شعار (الرأي والرأي الاخر) الذي رفعته الجزيرة كشعاراً لها.
واكد عازر خلال استقالته، أن الوضع أصبح لا يطاق والجزيرة قضت على حلم الريادة.، مؤكدا انه قدم اعتراضات متتالية على الطريقة التي يتم التعاطي بها مع الاخبار وانتهت الى تقديمه استقالته .
من جهته قال المذيع بقناة الجزيرة ( طارق الزرعوني) أن قناة الجزيرة مشروع لتفتيت الجسد العربي وأجندتها العليا تدار من خارج الدوحة.
وأكد ان سياسة القناة، خبيثة وتسعى لإفراز جيل شيعى وسنى متطرف، مشيرا الى انه يجب اتخاذ أسلوب مقاطعة القناة وإلغائها من الرسيسفير كأى قناة خليعة.
واضاف، ان قناة الجزيرة، تغازل المشاهد وتقوم بدور الصياد لجذب المشاهدين من خلال عرض القضايا التى تجذبهم، وهناك شئ آخر لمواجهتها من خلال جهاز إعلامى واعى وكبير لمواجهتهم.
وكشف ان عن آلية عمل قناة الجزيرة، قائلاً ان عمل الجزيرة يجرى مثل أي غرفة أخبار فى أي قناة، لكن الفرق ان الجزيرة تعمل وفق آلية واحدة الأجندة الخفية كانت تحبك فى أماكن أخرى وكانت هناك هيئة تحرير وصياغة أخبار بشكل معين..
واضاف، أنا كمقدم كان يطلب منى المتابعة وأن نتناول القصة من زاوية محددة تطلب منا ومن رئيس التبادل الاخبارى والذى يعطى سير القصة وأى وتر فيها يتم العمل.
ومع تشكل التحالف العربي الذي تعد قطر عضوا فيها، إلا ان الجزيرة تحولت الى محرضة ضد التحالف العربي، من خلال اخبارها التي تبثها وتعمل فيها على تأجيج الصراع وتحويل الصراع في اليمن الى أكثر شراسة ودمارا.
ورغم الانتصارات التي حققها التحالف العربي والشرعية في المحافظات الجنوبية إلا ان الجزيرة لم يرقها ذلك، فتحولت الى خطاب معادي لتوجهات دول التحالف في صنع الاستقرار وحماية الامن القومي لدول الخليج.
ومنذ بداية عاصفة الحزم، اتخذ دور الجزيرة المنحى السلبي، من خلال بثها لتقارير عن منظمات منحازة، طالبت بما اسمته محاكمة قادة دول التحالف العربي، وهي الاخبار التي تبنت الجزيرة بثها، بما يثبت ان الجزيرة تعمل على طعن التحالف العربي في الوقت التي تظهر قطر انها ضمن التحالف.