عبد المنعم إبراهيم خضر
التصحر مصطلح ذو دلالات متعددة، وقد دخل حيز الاستخدام الشائع منذ انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الأول المعني بالبيئة في استوكهلم في عام 1972، ويعرفه العلماء بأنه تدهور التربة في المناطق شبه الجافة أو المناطق شبه الرطبة ، بسبب عوامل عديدة مثل التغيرات المناخية أو أنشطة الإنسان المختلفة , إذن التصحر هو تناقص في قدرة الإنتاج البيولوجي للأرض أو تدهور خصوبة الأراضي المنتجة بالمعدل الذي يكسبها ظروفاً تشبه الأحوال المناخية الصحراوية. لذلك فإن التصحر يؤدى إلى انخفاض إنتاج الحياة النباتية، ويعتبر مشكلة عالمية تعانى منها العديد من البلدان في أنحاء العالم كافة. ولقد بلغ مجموع المساحات المتصحرة في العالم حوالي 46 مليون كيلومتر مربع وفي الوطن العربي منها حوالي 13 مليون كيلومتر مربع أي حوالي 28% من جملة المناطق المتصحرة في العالم.
الحديث عن التصحر في السودان بدأ منذ الأربعينيات من القرن الماضي، ولكن رغم الوعي المبكر ، إلا أن التصحر مازال يتفاقم يوما بعد يوم ويهدد التقدم الاقتصادي والاجتماعي للبلاد وسكانها، حيث تمتد الأراضي القاحلة وشبه القاحلة في مساحة تزيد عن 51 في المئة من إجمالي مساحتها.
ووفقا لدراسة حديثة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، فإن السودان ضمن نطاق مناطق العالم التي تناقصت مساحة الغابات فيها بمعدل يتراوح بين 50 ألف – 250 ألف هكتار سنويا خلال الفترة الممتدة من 2005- 2010.. وقد خسر السودان خلال السنوات الخمس الماضية فقط، ما يتراوح بين 250 ألف إلى مليون و250 ألف هكتار من مساحة غاباته الكلية.
التصحر أصبح أخطر ما يهدد البساط الأخضر والتنمية الزراعية في السودان، وبالتالي اقتصاد الدولة ككل , فلابد من تدارك الأمر والإسراع بوضع الحلول الناجعة وجعلها موضع التنفيذ قبل فوات الأوان.
للتواصل [email protected]