كنت في يوم من الايام في احد المساجد لاودي فريضة صلاة المغرب جماعة وبعد الانتهاء من الصلاة اقترب احد المصلين وسلم علي ثم اردف يقول يا اخي العزيز عساك الله بالخير فرديت عليه الله يمسي الجميع بكل خير .ثم قال يا اخي انا رجل متقاعد وعملت بالدولة اكثر من ثلاثين سنة وكنت خلالها اعمل بكل جد واجتهاد ولله الحمد وكسبت منها خبرة كبيرة فقد كافأتني الدولة رعاها الله ما استحقه لقاء خدماتي الطويلة ولكن مع الأسف الشديد وأنني كنت في حاجة من أحد البنوك وذهبت اليه فقلت للمسؤولين في هذا البنك يا إخوان انني ارغب في شراء مسكن عن طريق الاقساط الشهرية لاتمكن من التخلص من الايجارات السنوية التي ارهقتني وازعجت مضاجعي فقالوا لي هل انت موظف وعلى رأس عملك فقلت لهم لا والله
وانني متقاعد على المعاش فقالوا اذا كنت انت متقاعد فلا يمكن الحصول على ذلك وحاولت معهم لعل وعسى ولكن محاولاتي ذهبت سدى .فخرجت من البنك ثم عدت ادراجي الى بيتي فقلت لام عيالي ما لنا نصيب يا ام محمد في هذه الدنيا ولنترك امورنا لرب الارباب ورب السماوات والارض نستمد من رحمته .وانتهى من كلامه .وهو يكفكف دموعه ويبدو على وجهه الحزن والاسى بما حصل عليه .فقلت له وهل تريد مني اي مساندة او مساعدة فقال لا ثم قال لي بارك الله فيك ولاولادك ان شاء الله تعالى .ثم خرج من المسجد وبعد ان سمعت قصته منه فقلت الله اكبر على الدنيا وهذا فرد من الأفراد من المتقاعدين وعلى ما يبدو بأن هناك الكثير والكثير مثله الذين يعانون من تلك الحالة والظروف القاسية .فأين الرحمة والعدل أيها المسؤولون في البنوك والشركات والمؤسسات وأين التقدير والتشجيع لهؤلاء المتقاعدين الذين خدموا دينهم ووطنهم وأمتهم وأفنوا عمرهم وشبابهم وهذه هي المكافأة التي قدمتموها وتقدموها لهم وبهذه الصورة السيئة التي رسمتموها امامهم وهؤلاء بمثابة ابائكم او اجدادكم قدموا لهم كل ما يمكن تقديمه ويسروا امورهم واحفظوا كرامتهم بالشكل اللائق وهذا جزء من واجبكم ايها المسؤولون كونوا امناء ومخلصين في تعاملكم مع هؤلاء المتقاعدين الذين هم امثال ابائكم واجدادكم كما كتبت سابقاً وكذلك لا تنسون فضل الله ثم فضلهم عليكم فيما مضى .
وكونوا من اهل الاحسان ومن المحسنين وجزاكم الله عنهم خير الجزاء وكذلك ان لا تنسوا وانتم تعيشون في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله وأدام عزهما سنداً للإسلام وللمسلمين وأدام لهذه البلاد عزها ومجدها وأمنها وإنه سميع مجيب .
[ALIGN=LEFT][COLOR=red]عبدالحليم عبدالعزيز تميم[/COLOR][/ALIGN]