يكتبها : صالح الشملاني
فنان شعبي مبدع يغرد وحيداً بعيد كل البعد عن الاضواء يعيش هذا الطائر الحزين في زوايا مدينة حايل ويتغنى لشعاب وجبل هذه المدينة الجميلة ابو منى موهوب بالعزف لا يفكر يوماً انه سوف يعيد ترتيب بعثرة الفن الشعبي اوجد نفسه من العدم ومن ارصفة جلسات الطرب حتى اصبح فنانا عظيما ومرجعا لكل من يبحث عن الفن الاصيل يراهن الكثير على موهبته وثقافته كذلك يمتلك صوت شجن ينقلك الى ابعد مدى من الاستمتاع يغني كثيرا لطلال مداح وعبادي الجوهر وفريد وعبدالحليم والسيدة فيروز يعزف آلة العود بتمكن عجيب يعبث بالاوتار ويوتر العبث فناً يعيد صياغة الاغاني الشعبية بحرفنة فاتنة يمتلك ذائقة امزونية التكوين في اختياره للكلمات وهنا ارجع واسألني لماذا هذه الموهبه الفنيه مغيبه ولم تكتشفه اي جهه ادبيه او فنية ؟!.
ابو منى يعشق الوطن كثيراً ويغني لبلاده ولاحزانه. موهبة جنونية كهذه ماهي الا اضافة لكل فنان ومسرح وهنا دور هيئة الترفية التي اعادت لنا وهج الفن مؤخراً بالرغم مَن ان جمعيات الفنون لديها محسوبيات وخلافة.. قادرين على اختيار المهرج الارعن والمشهور الساذج والفارغ وتقديمة لمهرجنات حايل ويتجاهلون هذا الطائر المبدع حتى هاجر الى عزلته وما اقساها من هجرة واصبح رهين الجدران يبحث عن ذاته التي فقدها وظهوره الذي زاحم به كبار الفنانين والملحنين والموجع عندما اكتشف ان كل من حوله مختطف ولم ينصفة عدا آلة العود رفيقة عزلته هي من تشعر به ويشعر بها .. بالرغم من انها ( خشب ) ولكن اوغلت بالكلام !.