متابعات

إنهم يعبثون بأبنائنا.. أفلام الكرتون .. التسلية التي تقود للعنف والجريمة في عقل الطفل!!

جدة – حماد العبدلي

كثير من الأهل تركون أطفالهم بمفردهم أمام شاشة التلفاز، لمشاهدة أفلام الكرتون بالساعات، حتى يتمكنوا من القيام بأعمالهم، اعتقاداً منهم أن ذلك سيلهيهم، أو يحد من شقاوتهم داخل المنزل، وسيتيح الفرصة لهم للترفيه عن أنفسهم، وذلك دون أن يعي الأهل، أن هذه الأفلام قد تلعب دوراً رئيساً في تنمية العدوانية عند أبنائهم، كما أنها تؤثر على نموهم العقلي وسلوكهم، من خلال تقليدهم للأدوار التي تقوم بها بعض الشخصيات الكرتونية.

آراء الأمهات والآباء
وعن رأى الآباء والأمهات أكد عدد منهم أن قنوات وبرامج الأطفال تبث أفكارا خاطئة في أذهان صغارهم، فيما رأى آخرون أن بعض القنوات افكار غريبة لاتتلائم مع الأطفال،فتقول ام بدر”أم لثلاثة أطفال: “قنوات الأطفال أصبحت تحتوي على مشاهد لا تتلاءم مع صغار السن مطلقا، فنجد مشاهد أو ألفاظا خارجة عن الذوق ،ومعظم الأفلام الكارتونية يتم دبلجتها وتكون أوروبية المنشأ وتحتوى على العديد من المشاهد أو الايحاءات الجنسية التي لا تتناسب مع براءة الأطفال بالإضافة إلى العديد من مشاهد العنف التي يقوم الأطفال بتقليدها بشكل عفوي”.
الرقابة حل
ويوضح عمر المديني”أب لولدين..موظف” ضرورة تشفير هذه القنوات التي تقدم مثل هذه الأعمال المنافية لبراءة الأطفال والتقاليد ، مطالباً بضرورة إحكام الرقابة على المحتوى الذي يقدم عبر شاشات التلفزيون خاصة الذي يشاهده الأطفال.وقال المديني إن ما تقدمه هذه البرامج من محتوى غير لائق يقوم الأطفال بتقليده بعد ذلك، مشيرا إلى أنه يضطر في بعض الأحيان إلى حذف بعض القنوات التي تبث هذه الأفلام وتحديد قنوات كارتونية أخري ليشاهدها أبناؤه ،يثق في محتواها.

تشجيع على للعنف
وقد انتقد علماء النفس والتربية برامج الأطفال التي تبث على الفضائيات المختلفة،مؤكدين أنها تحتوي على مشاهد عنف والكثير من الألفاظ الخارجة ذات التأثير السلبي على الأطفال،وتزيد نسبة العنف والعدوانية بين الأطفال،وهو ما يظهر بوضوح من خلال حوادث العنف في المدارس. وتغرس هذه الكراتين مفهوم في عقلية الاطفال ابطال مصنوعين من وهم غير حقيقيين وتجد الاطفال يقلدونهم في الصغر
معتقدات غريبة في أذهان الأطفال

وأضاف عبدالعزيز الزهراني: أن أغلب أفلام الكارتون وبرامج الأطفال التي تعرض على النايل سات أجنبية يتم ترجمتها الى العربية دون “تمصير”،وهذا يشير الى وجود مخطط غربى لبث الأفكار الفوضوية إلى أذهان أطفال العرب، مؤكدا أن هذه القنوات ترسخ في أذهان الأطفال استحداث الجريمة والعنف،خاصة أن شخصية الإنسان تتشكل في مرحلة الطفولة،ومن الصعب تغييرها.
وأكد الزهراني من القنوات والبرامج المخصصة للأطفال بالفعل،تعرض أشياء جديدة على عين الطفل فنجد البطل يُقبل البطلة مثلا ومشاهد أخرى لا يجب أن يشاهدها طفل لأنه بالطبع سيحاول تجربتها دون تفكير أو استيعاب.

وأوضح أن هذه البرامج تحاول بث معتقدات غريبة في أذهان الأطفال، كما تزيد من النزعة السلبية عندهم، حيث يتقبل الطفل ما تعرضه البرامج دون أن يكون له رد فعل او رأى تجاه ما يشاهده ، مؤكدا أن هذه البرامج سوف تنشئ جيلا من الأطفال ليس لديه وعي بتاريخ بلده، فغالبية أفلام الكارتون التي تعرض على قنوات هي أجنبية مترجمة، وهو ما يختلف تمامًا مع الثقافة المصرية والعربية بشكل عام.

ساعة ونصف للفرجة

ووفقا لتوصية الجمعيات العلمية في جميع دول العالم يجب ألا تزيد مشاهدة الطفل للتلفاز عن ساعة ونصف في اليوم، بينما أغلب الدراسات تشير إلى أن أطفالنا يجلسون أكثر من 6 ساعات أمام التلفاز، حيث يصابون بالقلق والتوتر ، كما يكونون أكثر عرضه لمشاكل السمنة وضعف التغذية ، فيميلون إلى أكل البطاطس وشرب الغازيات أثناء المشاهدة.
ويشير اختصاصيون إلى أن غالبية أفلام الكرتون تجعل الطفل عرضة للتأثر من حيث حب المغامرة والتقليد، وكثرة شرود الذهن الذي يجعله يعيش بخيال واسع بعيدا عن الواقع فتصيبه بالعزلة والعنف، كما أن الطفل دائما يتأثر بدور (البطل) وهو الشخصية التي عادة ما تكون سيئة، وتطبيق الأطفال لما يشاهدوه من أشياء سلبية على إخوانهم أو زملائهم، والغالبية العظمى من المشاهد هي إفلات المجرم من العقاب وتجعلهم متحجري القلوب قليلي التعاطف مع أوجاع الآخرين ومعاناتهم، وتفاقم الخوف والهلع في نفوس الأطفال حتى يغدون سلبين انطوائين يخشون المصاعب ويهربون من مواجهتها.
ابني ينام وهويتفرج؟
وقال سعيد العمري ابني عمره 5 سنوات، يُشاهد أفلام الكرتون لأوقاتٍ طويلةٍ، قد تبلغ 8 ساعات يوميًّا، المشكلةُ أنه يُقلِّد هذه الأفلام، فيتحدَّث مع نفسِه، وعندما يلعب يقول: إنه يُحارب الأشرار! ويتحدث مثل مَن في الأفلام، وكأنه يتقَّمص شخصياتهم!في نومه أجده يصرُخ كما في الأفلام الكرتونيَّة، فهل هذا طبيعي؟ وهل هذه الأفلام تؤثِّر على عقله؟

أمَّا بالنِّسبة لسؤالكَ، فيعتقد بعضُ الآباء والأمهات أنَّ جلوس الطِّفل بالساعات أمام الأفلام الكرتون يشغله عنهم، فيستطيعون القيام بأعمالهم بدون إزعاج!

مبدئيًّا هذه الأفلام قادِمة لنا من ثقافاتٍ مختلفة عنْ بلادنا العربية، وأهدافنا الإسلاميَّة، وأهدافها ربحيَّة، ولا تهتم بمُحتوى ما بداخله مِن غَرْس قيَمٍ وأخلاقيات، وتحتوي على بعض الألفاظ التي يجب أن نبعدَ الأطفال عنها!
سوبرمان الخرافي!!
وبين علي المالكي ان هذه الأفلام ترسخ مبدا ما يسمَّى بـ: القدوة، وذلك باتِّخاذ الأبطال الأسطوريين قدوةً لهم في الحياة، بدلًا من الرجال الأقوياء الفاتحين والأئمة الصالحين، فتجد الأطفال يقلِّدون شخصيَّات كرتونيَّة وهميَّة لا وُجُود لها؛ مثل: سوبر مان، وسبايدر مان… وما إلى ذلك، فأبطالها يوقفون الزمن، ويذهبون إلى المستقبل، وما إلى ذلك مِن أفكار وأساطير مخلَّة بأحكام العقيدة الإسلاميَّة؛ فيُحاول الطِّفل تقليدهم، وللأسف يشعر بأنه غير قادِر على ذلك، وهذا يضغط على أعصابه؛ فيُصاب بالفشل والإحباط، أو يُصِر على تقليدِهم؛ فيستعمل العنف؛ وهنا يكون الطفلُ معرَّضًا للخطر؛ لأنه قد يطير أو يقفز مِن النافذة مثلًا، وذلك دون وعْيٍ بنتيجة ما يفعله، فيجب الاهتِمام بأطفالنا قبل الوُقُوع في دائرة إدْمان هذه الأشخاص الوهميَّة.
ويضيف صالح الحسن الشريف قائلا عند الطفل نزعات عنفٍ وعدوانية؛ مِن خلال العنف المقَدَّم في الكرتون، وزيادة الانفصال عن الواقع؛ نتيجة العيش في عالم مبهر, جذَّاب , غير واقعي.
و إن الأطفال دون سن الـ ٨ سنوات لا يستطيعون التفرقة بين الخيال والواقع, فيشاهدون الكرتون، ليس من باب إنه وسيلة ترفيه, بل ليقتدوا به، ويقلدوا ما يحدث.

كثرة الكرتون تُحدث اضطراباتٍ كثيرةً في النوم؛ فقد تسبِّب الكوابيس، أو القلق، أو عدم الراحة في النوم، كما أنه يصرخ وهو نائم, ويتسبَّب ذلك في الشعور بالإعياء والتعَب في نهار اليوم التالي، ولا يكون الطفل نشيطًا.

واضاف الشريف ان الكرتون يزرع الرُّعب والخوف في قُلُوب الأطفال، ومِن ثَمَّ عدم إحساسهم بالأمان مِن عدم الواقعية التي يُشاهدونها وبكثرة.
و تُساعدهم على العزلة وتقليل الاحتكاك بالأسرة، وتكوين علاقات خارجيَّة.
كما وصف الدكتور احمد حسن ان الكرتون يساهم في تعلُّم الطفل الكذب مِن كثرة وُقُوعه في الخيالية المفرطة.

و يتعوَّد الطفل على الكسل لجلوسه لفترات طويلة أمام التلفاز بدون حركة، وهذا يؤدِّي إلى حُدُوث مرض السمنة أو النحافة؛ حيث إنه إما أن يأكلَ وهو يُشاهد التلفاز؛ فلا يُدرك كم ما يأكل، وأيضًا يأكل ولا يتحرك, أو إنه لا يستطيع قطع المشاهدة بالذهاب إلى سفرة الطعام.

وبما أن الطِّفل لا يرغب في قطْعِ مُشاهدته لأحد أفلام الكرتون؛ فقد يرفض الذهاب إلى الحمَّام, فتنجم عنه أضرارٌ صحيَّة؛ مثل: احتقان البول، أو الإمساك.
أيضًا كثرة الجلوس أمام التلفاز تسبِّب آلامًا في الجسم عند الوقوف، وهذا ناتج عن الجلوس الخاطئ في الغالب.
الكرتون يجلب السمنة
والمح د حسن أيضًا كثرة مشاهدة الإضاءة الاصطناعيَّة تسبِّب الاكتئاب، وخاصة قبل النوم، وأيضًا قد تضعف الإبصار.
بعض الحُلُول المقتَرَحة:أرى أن طفلك لم يصلْ إلى السن الحرج, وأنك تستطيع إخراجه من عالم الكرتون بالتدريج، حينما تقوم بالآتي:

عدم السماح بمُشاهدة الطفل للكرتون أكثر من ساعتين في اليوم، على أن تكون مفَرَّقة, ويتم متابعة الأم للطفل وما يشاهده من أفلام، والتحاور معه فيما يشاهده، وإذا مرتْ فقرة خيالية، أو بها أي أخطاء، تقوم الأمُّ بتصحيح المفهوم للطفل؛ حتى لا يتأثر فكرُه وعقلُه ونفسيته.

وعليك كأب بتقديم البدائل التي يجب أن تُقدِّمَها للطفل؛ لكي يُقلِّل عدد ساعات مشاهدة أفلام الكرتون؛ مثل: البحث عن شخصيات كارتونية مِن التُّراث الإسلامي، وتقوم بتحبيبه فيها , وإلحاق الطفل بحلقات تحفيظ القرآن الكريم، وتعويده على قراءة القصص المناسبة مع سنِّه، وتشجيعه على الاشتراك في الألعاب الرياضية الجماعية, أو الفرديَّة، وأيضًا عليك بمُصاحبته في الزيارات التي تُناسِب بالرِّجال.
عليك أن تقوم بتوعية ابنك بأن التلفاز وسيلة مِن وسائل اكتساب المعرفة، وأنَّ هناك وسائل أخرى ويجب التنويع, وليس كل الكرتون يكون به فائدة، وأن هناك مِن البرامج التي قد تتسبَّب في خلق ضررٍ ما.وشغل وقت الطفل باكتساب المهارات المختلفة، وتنمية المواهب والأعمال المُفيدة. تشجيع الطفل على تكوين علاقات، والتعرُّف على أطفال الجيران من سنِّه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *