بريدة -واس
أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ، أن تقوية الجبهة الداخلية يأتي في مقدمتها نبذ العنصرية والعصبية والمناطقية أو القبلية والولاء لله ثم للقيادة والوطن الغالي ،
لافتاً الانتباه إلى أنه لا راية تعلو على راية التوحيد في بلادنا ، وأن من أعظم ما نفتخر به بعد خدمة الحرمين الشريفين توحيد الإمامة فيهما بجهود الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – ، مؤكداً أن المواطنة الصادقة هي انتماء داخلي يجعل المواطن يعمل بكل إخلاص للدفاع عن وطنه والمحافظة على أمنه ومكتسباته ، وضرورة تكاتف الجميع والعمل سوياً لتعزيز قيم المواطنة والحفاظ على المنجزات والبناء عليها وإثراء روح العمل الجماعي ،
مبيناً أن على المؤسسات التعليمية والأسرة دور في تفعيل تعزيز قيم المواطنة والهوية الوطنية وتنمية الحس الوطني ، وقيم الولاء والانتماء ، وغرس السلوك السليم والاتجاه الذي يحقق المواطنة الإيجابية لخدمة الوطن ، ورفع مستوى الوعى بمفهوم المواطنة ، وتعزيز دوره في مكافحة الإرهاب ، وتعزيز المواطنة الحقة التي لا تتمثل في الأقوال والشعارات وإنما بالأفعال والعمل الدؤوب والتمسك بالأصول والثوابت التي قامت عليها هذه البلاد المباركة ، واستثمار التقنيات الحديثة والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الانتماء والولاء وحب الوطن لدى الشباب ، ولزوم الجماعة والوقوف صفاً واحداً أمام كل من يريدنا في أمن بلادنا أو ينال من رموزنا وولاة أمرنا ، وصيانة عقول شبابنا من آفة الإرهاب التي أثرت على عقول وأفكار البعض منهم ، وذلك عبر تضافر كل الجهود المجتمعية لدعم الأهداف التنموية للمجتمع ، من خلال بث تكريس حب الوطن وتعزيز الرغبة في خدمته وإعطاء الشباب الفرصة ،
بالإضافة إلى دور المسجد في بناء المنظومة الأخلاقية ، وتفعيل وسائل الإعلام بما يعزز الانتماء الوطني ، والدفاع عن الوطن وحماية حدوده وقيمه ومقدساته والمحافظة على ثرواته ، والاعتزاز بالرموز الوطنية.
جاء ذلك في كلمة لسمو أمير منطقة القصيم خلال الجلسة الأسبوعية لسموه مع المواطنين أمس الأول بقصر التوحيد بمدينة بريدة ، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم ، وأصحاب المعالي والفضيلة ووكلاء الإمارة ومسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة وأهالي المنطقة ، الذي تناولت فيه “التجارب العربية والعالمية في تعزيز قيم المواطنة” ، قدمها أستاذ كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور عبدالرحمن عسيري ، تطرق خلالها عن التجربة السعودية من خلال معجزة التوطين والهجرة ، واتحاد الجميع تحت شعار التوحيد ، والحرية والعدالة لكافة مكونات المجتمع ، والمساواة والعدالة الاجتماعية ، وبرامج التنمية الموجهة لإيجاد مناطق حضرية رئيسة يتم من خلالها توفير كافة الخدمات مما يساهم في تشجيع الهجرة لتلك المراكز من كافة القرى والهجر المجاورة وفي عملية الاندماج الثقافي بين مكونات المجتمع ، ومعجزة المسمى ووحدة الانتساب وتشكيل الهوية ،
مؤكداً أن المملكة استخدمت التعليم كأداة رئيسة في تعزيز قيم المواطنة منذ عهد المؤسس ـ رحمه الله ـ فقد ساهمت المدارس في تعزيز قيم المواطنة لتكريس مفاهيمها والولاء والانتماء لدى النشء في المناهج الدراسية ، مشيراً إلى رفاهية المواطن والدولة الرعوية المتمثلة في تقديم كافة الخدمات للشعب بالمجان من تعليم وصحة وسكن وعملوا رعاية اجتماعية بكافة أشكالها ،
مشيراً إلى أن الاحتفال باليوم الوطني يمثل تظاهرة وطنية سنوية يعبر فيها المواطنين عن فرحهم بتوحيد هذا الكيان ولم شتاته وتبدل حياة مواطنيه من فقر مدقع وحياة قاسية إلى رخاء ونعمة ورفاهية ، والقضاء على الشركيات والبدع التي كانت تنتشر في الكثير من انحائه ، متطرقاً إلى انشاء المراكز المتخصصة التي تعنى بقضايا المواطنة ، وكرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية ، ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ، والإعلام الوطني ومساهمته في تعزيز مفهوم الوطن ، متطرقاً إلى كيف تجلت الوطنية الحقة ، التي أثبتت كافة الأحداث التي مرت بالمملكة الانتماء الصادق لأبناء هذا الوطن وحبهم لوطنهم وقيادتهم وتلاحمهم القوى قيادة وشعباً بكل مكوناته ، ودفاعهم وتضحيتهم بأرواحهم ودمائهم وأبنائهم للدفاع عن كل شبر من أرضهم في صورة للتلاحم لوطني في أبهى صوره ولعل ما يجري الآن في الحد الجنوبي لخير مثال على ذلك ، مختتماً بأن المواطنة ضد الإرهاب.
وفي نهاية الجلسة ، شارك العديد من الحضور بطرح مداخلاتهم حول أهمية تعزيز قيم المواطنة ، ودور الجهات والمجتمع بتفعيلها .