واشنطن – طهران – وكالات
اقترب وقت الحسم وزاد التوتر الإيراني، حيث يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أيام، وتحديدا في 12 مايو الجاري قراره النهائي حول الاتفاق النووي الإيراني، الذي وصفه بالأسوأ في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية. وأبدى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حزما تجاه طهران في أول جولة شرق أوسطية، مؤكداً أن الرئيس ترامب سينسحب من الاتفاق النووي مع إيران، إذا لم يتم تعديله.
وكانت دانا وايت، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، قد قالت: إن طهران تعمل على زعزعة أمن واستقرار المنطقة، من خلال أذرعها الإرهابية مثل مليشيا حزب الله في لبنان ومليشيا الحوثي في اليمن ، مضيفة خلال مؤتمر صحفي، أن الولايات المتحدة لديها ما يقرب من 5000 عسكري متمركزين في سوريا والعراق؛ للقيام بعمليات ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وأكدت وايت، خلال المؤتمر، أن علاقات الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية “قديمة وقوية”، ملمحة إلى التعاون العسكري بين البلدين.
وإلى الداخل الإيراني، يتصاعد سخط الشعب الإيراني من سوء الأوضاع المعيشية واستمرار الممارسات القمعية من قوات الأمن والحرس الثوري ، وعلى الصعيد الاقتصادي تزداد أزمة نقص العملة لتحويل العملات الأجنبية بالنسبة للسائحين الأجانب. حيث قال أحد السياح الأوروبيين: “أردنا تصريف العملة في المصرف، لكن المصارف لا تقبل لا يورو ولا دولار، وتوجهنا حينذاك إلى مكتب صرف عملات لكن لم يكن هناك بحوزتهم المال”.
وأخيرا توجه فامورشوت إلى مكتب السياحة المحلي، حيث أعطى المال لشخص هناك اختفى لبضعة دقائق ثم عاد حاملا الريالات الإيرانية.
وتتفاقم أزمة السيولة منذ أن فقدت العملة نحو ثلث قيمتها في خلال 6 أشهر ، وحدد النظام معدل الصرف بدولار أمريكي واحد مقابل 42 ألف ريال كمرجعية لعمليات الصرف مع العملات الأخرى عملا بأسعارها مقارنة مع سعر الصرف في الولايات المتحدة.
وفي 15 أبريل الماضي، حظر البنك المركزي “حتى إشعار آخر” على مكاتب الصرف شراء أو بيع عملات صعبة، تاركا للمصارف فقط إذن القيام بهذه التداولات. لكن عمليا، فإن المصارف ترفض القيام بذلك بحسب عدة إفادات.
وبفعل العقوبات المالية الأمريكية ضد طهران، أصبحت بطاقات الاعتماد الدولية خارج الاستخدام في إيران، ويتوجب بالتالي على السياح جلب معهم ما يكفي من العملات الصعبة لإقامتهم.
ويحذر خبراء الاقتصاد من إنه “إذا استمر تعذر صرف العملات فإن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى مشاكل” في وقت تسعى فيه إيران، بعد سنوات من العزلة التي خرجت منها في العام 2015 ، إثر تطبيق الاتفاق الدولي حول الملف النووي، إلى اجتذاب المزيد من السياح الغربيين.
وهؤلاء، لاسيما منهم الألمان والفرنسيون والإيطاليون والهولنديون أو البريطانيون بحسب آخر الأرقام الرسمية، لم يكن عددهم سوى عشرات الآلاف بين مارس، وأغسطس 2017 .
وللمفارقة فإن تراجع الريال الايراني مرتبط بالاتفاق الذي يحد من البرنامج النووي الإيراني؛ لأنه ناجم عن تكهنات تستبق قرار الولايات المتحدة بخصوص الانسحاب من الاتفاق بحلول استحقاق 12 مايو الجاري والذي لوح به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.