الأرشيف متابعات

أدب الأطفال وإنشاء هيئة تشرف على ثقافة الطفل

البلاد – خاص ..
استضاف المقهى الثقافي في نادي الشرقية بالدمام الباحث السوري الأديب خالد محمد شريف الزيبق ليقدم بحثه القيم بعنوان ( أدب الأطفال و دور البيئة الاجتماعية و المناهج التعليمية ووسائل الإعلام ).و قام القاص الأديب عبد الله النصر بتقديم الموضوع والمحاضر فقال إن أدب الأطفال نوع من الفن الأدبي يشمل أساليب مختلفة كالنثر و الشعر و المسرح و غيره المؤلفة بشكل خاص للأطفال و الأولاد دون عمر المراهقة. و تحدث باختصار عن تطور هذا الفن في القرن السابع عشر في أوروبا ، وذكر أبرز كتابه .ثم قدم القاص النصر سيرة ذاتية مختصرة للأديب خالد الزيبق الذي يحمل ليسانس في الشريعة و قام بدورة إعداد القضاة.كما يحمل الماجستير في الفقه المقارن من معهد القضاء العالي ، و أعد رسالة دكتوراه في فقه زيد بن ثابت و لم يتمها و قد عمل في التدريس حوالي 24 عاماً. و له ديوان شعر غير مطبوع و مجموعة قصصية لم تنشر . ثم تحدث الأديب الباحث خالد الزيبق فيبدأ بحثه بنبذة تاريخية ذكر فيها أن أناشيد الأمهات هي البداية الفعلية لأدب الأطفال . و من أقاصيص الآباء ولدت الأساطير و الخرافات.. و في العصر العباسي ، بدأ أدب الطفل بالظهور.و في القرن السابع عشر ، ظهر أدب الطفل في أوروبا و ظهر كتّاب كبار للأطفال مثل جورج مكدونالد و لويس كارول و ظهرت قصة «أليس في بلاد العجائب « و « الأميرة و الجن « و « مغامرات توم سواير»و « اللصوص الثلاثة « و جزيرة الكنز « .و هكذا بدأ أدب الطفل يظهر و إن كان بصورة مقتبسة عن الأوروبيين فألفَّ أحمد شوقي أول كتاب في أدب الأطفال على أسلوب لافونتين و تحدث على ألسنة الحيوانات و الطيور و كان كلما فرغ من أسطورة قرأها على الصغار فإن فهموها و ضحكوا لها أعتبر ذلك نجاحاً و توفيقاً. و جاء محمد عثمان و ترجم الكثير من أدب لافونتين. و نحا نحوه علي فكري و إبراهيم العرب.و في عام 1922 جاء كامل الكيلاني و محمد المهراوي فتأسست مكتبة سمير للأطفال و السندباد البحري. و قدم الكيلاني أدب العرب و إفريقيا و الهند للأطفال. ثم ظهرت كتب و مجلات متخصصة كالسندباد و سمير و ميكي و سوبرمان و طارق و لولو الصغيرة و مجلتي و المزمار . و أنشئت دائرة لثقافة الطفل و ظهرت مجلة سعد و ماجد و عرفان.ثم تحدث الكاتب عن أدب الأطفال فقام بتعريفه على انه تشكيل لغوي فني يراعى فيه قدرات الأطفال أو ميولهم و مستويات نموهم. و لا يخرج عن إطار بيئتهم. يقدمه الكاتب بصورة شيقة جذابة فيشبع حاجاتهم في إطار المثل و القيم و الأخلاق لبناء شخصية سوية متزنة. ثم حدد أهداف هذا الأدب فذكر أنها إتمام عملية التعليم و تمرين الشعور و تنبيه الوجدان و ترقية السلوك و حذف السلوك الشاذ و غرس القيم ، و تكوين عادات لغوية سليمة و تنمية الخيال و الإبداع و الذوق السليم و الإحساس بالجمال ، و تزويد الأطفال بخبراتٍ حياتية عملية و كذلك البناء السوي للشخصية.
ثم انتقل إلى تحديد معايير جودة كتب الأطفال فذكر الشكل و الإخراج و بناء الجملة و اختيار المفردات و ترابط الكلمات، و الاهتمام بالمضمون . و أكد الكاتب أن الحاجة تشتد إلى وضع الدراسات موضع المتابعة و المساءلة وهل هناك قدرة على حماية الأطفال من التناقضات . و تساءل إذا ما كانت المؤسسات التربوية قادرة على وضع تصور يحفظ للأطفال هويتهم و شخصيتهم , و أكد أن المسؤولية الكبرى تقع على الأسرة و المدرسة و وسائل الإعلام في تعريف الأطفال بتراثهم الأصيل. ثم أعطى أمثلة من الشعر الموجه للأطفال و لاسيما القصة الشعرية عن امة الأرانب لأحمد شوقي. ثم ذكر أهمية دور المدرسة . و عن أهمية وسائل الإعلام كالتلفزيون و برامجه و أكد على خطورة برامجه الموجهة للطفل. و أن دور وسائل الإعلام قد يلغي دور الأسرة أو المدرسة أو يحد منه و أكد أن إهمال الطفل هو المصيبة العظمى.
ثم طالب الباحث بإنشاء هيئة رسمية تشرف على ثقافة الطفل يكون لها القدرة على التخطيط و الرقابة و التوجيه. و دعا المؤسسات و الإدارات لوضع آليات تشجع على الكتابة و التأليف للطفل. كما دعا أن تتاح الفرصة للأطفال ليعبروا عن ذواتهم . و تساءل لماذا نحدد لهم مساحة التفكير و لا نشركهم في حوارنا و لا نعطيهم الفرصة للحديث . و طالب الكبار الذين يكتبون للصغار أن يساعدوا الأطفال على التعبير عن انفعالاته و حاجاته. و أكد أن أكثر ما يكتب للأطفال يعبر عن وجهة نظر الراشدين من حيث صياغة الأفكار و حجم النص و المفردات اللغوية و حتى من حيث طريقة الإخراج و عرضه و توزيعه. و حدد أن مسؤولية ذلك تقع على عاتق رجال التعليم و المؤسسات التربوية و المناهج التعليمية. و حدد فئتين من الكتاب منهم من يعقد نصوصه على الطفل يريد أن يكون بمستوى وعي الكبار الراشدين و الفريق الثاني يبسط الأمور حتى تتحول كلماته إلى غبارات لا تحمل مضمونا و لا تضيف معرفة و لا توسع إدراكا . و قدم نماذج من نصوص الطرفين من شعر و قصة.
ثم فتح الأديب عبد الله النصر النقاش فتساءلت الأديبة القاصة فوزية العيوني عن ذخيرة أدب الأطفال و شككت بوجود مثل هذه الذخيرة. و علقت على نص يتحدث عن القط الذي كسرت رجله و مما استشهد فيه الكاتب.و علقت أن نصا مثل هذا يعلم الأطفال العنف .و تساءلت إن كان ضحك الأطفال لنص أحمد شوقي مقياسا لفهم الأطفال للنص.ثم تحدث الشاعر و الناقد يوسف شغري فلاحظ أن النصوص التي اختارها الكاتب ضعيفة فنيا فهي اقرب للنظم منها للشعر و أن هذا يؤثر على ذائقة الطفل و يرسخ في ذهنه أن الشعر ما هو إلا الكلام الموزون المقفى.
ورد الأستاذ خالد الزيبق فأكد أن ذخيرة أدب الطفل موجودة في المكتبات و إذا أعيد النظر فيها تنفع لليوم. و أضاف أن في تراثنا العربي قيم جميلة جداً إذا أعيد صياغتها ستغني مكتبة الطفل. وقال إن الضحك دلالة على أن النص من مستوى فهم الطفل الذي ضحك على الأقل هذا ما رآه الشاعر. و أكد أن هناك نوابغ من الأطفال الذين يمكن أن يكتبوا و طالب أن تتاح لهم الفرصة لإظهار إبداعاتهم للأطفال مثلهم.و قال إن الأم لم تضرب القط لكن القدر وقع عليه و هو يعبث و ليس هناك عنف في النص. و دار حوار بين الباحث و الأديبة العيوني حول ما طرحته. ثم تحدث الشاعر عبد الله الخالد الذي قرأ قصيدة له للأطفال و أكد أن نص الطفل ينبغي أن يحمل رسالة ما مثلا أن يكون المغزى الرفق بالحيوان كما في القصيدة التي قرأها. و هنا قدم الباحث نداءً للكتّاب و أدباء الأطفال أن يقدموا ما يصلح للطفل و طالب بوجود هيئات لتقييم ما يصلح للأطفال من أدب يختص بهم. و تحدث الأستاذ خالد ميسر فقدم نفسه انه يعمل في الحقل التربوي و أن الهم واحد. و علق أننا كل كأننا في جزيرة منعزلة فهذا يتحدث عن بنية القصيدة ينقصنا شيئاً من الواقعية . و قال نخشى على الطفل من التلفزيون و هناك ما هو أخطر و هو النت و تساءل هل لا يزال طفل اليوم يستمتع بقصة عصفورة أو شجرة .. فهو لا يلعب اليوم في الحديقة بل إنما نسميه أدب الأطفال الموجود في المدارس يحبر الطفل على قراءته
ثم تحدثت الدكتورة صباح عيسوي فذكرت أن عنوان الورقة كان كبيرا جدا ليطرح هكذا هذه مواضيع كبيرة جدا لا ينبغي أن تقدم على عجالة حاجتنا إلى مؤسسات رسمية أو جمعيات و هيئات تشرف على أدب الطفل. فما هي المواضيع الأساسية : العالم تقدم جدا في نقد أدب الطفل . و أكدت أن الأخذ من التراث هام و أن على أدبائنا الانتقاء ما يصلح لأدب الطفل و يعاد كتابته للطفل بحيث يحمل هويتنا. و سألت الباحث لماذا ركز أمثلته في مجال الشعر بينما القصص و المسرح يجذبان الطفل أيضا و ينبغي أن ننظر إلى الموضوع من نواحي مختلفة. و الموضوع الهام : هل الطفل يهمه أن يقرأ عن هذه المواضيع ؟ وتناولت تأثير الكومبيوتر و منافسته للمواضيع الأخرى. و تحدثت عن بعض المواضيع التي تصلح للطفل و طريقة تناولها. و علق الأستاذ بندر عبد الله على تناول كتاب البخلاء للجاحظ و إعادة كتابة بعض نصوصه للأطفال و قال انه كتاب صعب و لم أرَ فيه القيم التي تحدثتم عنها. و علق بأنه لا يعتقد أن هذا الكتاب من التراث يصلح للطفل.
و رد الأستاذ خالد محمد شريف أن الإشكالية أن ما يكتب لا يتناسب مع الطفل,و قال إنه عندما تحدث عن كتاب البخلاء تحدث عن إعادة كتابته و صياغته بما يتناسب و الطفل. و بعض قصصه موجودة في الكتب المدرسية.لكي يتم تقريب مثل هذه الآثار إلى الطفل يحتاج صبر و جهود آلاف الكتاب ليقربوه إلى عقلية الأطفال.ثم تحدث عن أهمية القصة للطفل و أنه لم يتعمد إيراد الشواهد من الشعر و ختم أن المشكلة أننا نريد أن نصنع شيئا جاهزا.وعقب الأستاذ الأديب علي آل مريع حول إنشاء هيئة خاصة بتقييم أدب الطفل و أن على الأدباء أن يطالبوا بإنشاء هيئة للطفل .و تساءل أخيراً لماذا لا يكتب الطفل للطفل ؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *