[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن آل فرحان [/COLOR][/ALIGN]

يحكى أن كلباً كان يبلغ من الضخامة مبلغاً عظيماً، غير أن تلك الضخامة لم توافقها العزيمة الكافية والجرأة المفروضة على كلب أريد له أن يكون شجاعاً مقداماً يهابه اللصوص الذين يضمرون الشر لبيت صاحبه في غيابه أسوة ببقية الكلاب التي أنيط بها مهمة الحراسة لمنازل أصحابها، ولكم أن تتخيلوا مخلوقاً ضخماً لا يقوى على شيء غير تناول الطعام،إنه شأن هذا الكلب مع صاحبه، حيث أمسى وبالاً عليه أكثر من كونه الصديق المعين والحارس الأمين ، بل وعلاوة على أنه لم يجد في هذا الكلب الحد الأدنى من التأمين والأمن ..لم يسلم من عبء الحرج الذي كان يلقاه أمام أهل قريته وجيرانه ، لفرط نباحه آناء الليل والناس نيام ، نباح على غير مبرر..مجرد إزعاج يقض المضاجع ويصيب قلوب الأطفال بالهلع . ورغم ذلك استمر صاحبه يأويه ويطعمه متحاملاً على نفسه مرارة خيبة الظن فيه إلى أن فوجئ بموته مسموماً على أطراف القرية.
لا أدري حقيقة لماذا وأنا أتابع قناة العربية الإخبارية أتذكر هذه القصة ؟ ربما لأنها مقارنة ببقية القنوات ضخمة جداً سواء في مساحة التغطية أو جودتها أو حتى في القدرة الإنتاجية، لكنها مع هذا كله لا تشكل تهديداً إعلامياً للإدارة الأمريكية أو الإسرائيلية نظراً لمنهجها في تسطيح الكثير من قضايا المنطقة سواء تلك ذات البعد الإسلامي أو غيرها ذات البعد القومي .. عربية نعم .. لكنها عربية اللسان فقط ، ربما بعضنا قد يجد في ذلك نوعاً من التجرد عن العمق العربي والثوب الإسلامي حيث يفترض أنهما تشكلان ملامح خطها الإخباري ، لقد اختارت الهروب لتصبح فقط قالباً للخبر المسلوق الذي يفتقد للطعم واللون والرائحة ، لكنها حتى مع حرصها على هذا الهروب لم تنجح أيضاً ، فنحن نريدها أن تكون قالباً للخبر فقط من دون زيادة أو نقصان – على الأقل – لنقول مبررين أن نهجها هذا ينأى بالخبر عن ضيق الانحياز ليحلق في فضاء الحياد ، لكن للأسف .. المشاهد عبر شاشتها يجزم أن تلك المنطقة الرمادية التي تسعى القناة أن تتوارى فيها ضاعت واضمحلت وأصبحت منشورات القناة تترنح بعيداً بلا وضوح وبلا هدى ، وحتى أكون أكثر صدقاً .. ما كان أحداً ليكترث لدعاوى حياديتها ومزاعم موضوعيتها طالما كانت صادقة في نشر أخبارها ، أما أن تتعمد صبغ تلك القوالب بألوان التضليل ورائحة التزييف لتحول البريء متهماً بكل برود كما حصل باتهامها أحد الشباب السعوديين بتفجيرات بوسطن الأخيرة دونما اعتبار لمصداقيتها المزعومة ..ودونما اعتبار لمشاعر الشاب نفسه..ودونما اعتبار لذوي الشاب في السعودية..ودونما اعتبار لتداعيات الخبر فيما لو أدى إلى تحريك حماقة أحد المتطرفين تجاه ذلك الشاب انتقاماً فيغدو المغدور الذي قتلته حماقة قناة بلده ( العربية ) فذلك مما لا يمكن تبريره والسكوت عنه وتجاهله.
[email protected]
@ad_alshihri

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *