[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]حسين عبد الله المالكي[/COLOR][/ALIGN]

ليس غريباً سماعك هذا السؤال وليس غريباً معرفتك بالجهات التي يطير إليها راتبك من بين اصابعك وانت تتفرج، اي انك انت الوحيد من \”يشعر\” بألم الاجابة جيدا.. ثمة ايد اخطبوطية تمتد الى الراتب وتجتذبه اليها دون ان تفعل انت شيئاً سوى الحوقلة وترتيل الآهات والونات.. ايجار المسكن.. مصروف العائلة، متطلبات المدارس، فواتير الكهرباء والهواتف، الاقساط الشهرية واحتياجات السيارة من وقود وزيوت واطارات \”وترميم\” شبه شهري جراء المطبات الاصطناعية المغروسة في كل الشوارع، كل هذه النوازل تجبرك على اعلان افلاسك طيلة الشهر، يعني (خلص الراتب).. هذا المقدار من المال الذي يأتيك دفعة واحدة بعد كمد الانتظار ويرحل دفعة واحدة، اصبح هاجسك الأوحد الذي يهاجمك في صحوك ومنامك وحتى في صلاتك وينفرد بك وانت في جماعتك ولو سئلت عن شيء تملكه وليس لك، لقلت على الفور الراتب وأصعب الأمور عليك هو تنازلك عن اهم اهدافك التي طالما \”حلمت\” بتحقيقها وعلى رأسها امتلاك منزل لك ولابنائك ينتشلك من موج الايجار المتلاطم، بمعنى انك تتجرع قرار الغاء \”التحويشة\” الى اجل غير مسمى. ضعف الراتب امام ايقاع متغيرات الحياة المتسارع وغلاء المعيشة صنع منك شخصية قلقة ومتوترة وشكل منك شخصا هاربا من تأدية الواجبات الاجتماعية واثر في دورك القيادي في الأسرة اثرا كبيرا ومن غير المستبعد ان يجعل منك متمردا على مشروعية الكسب وصحوة الضمير.. كل هذا قد ينال منك وبعضه قد نالك والسؤال الذي يفرض نفسه هو: كيف ينجو من مثل هذه الاضرار المحتملة فقير معدم وعاطل عن عمل اذا افترضنا ان ضمائر ذوي الرواتب الضعيفة مستيقظة وحيه؟ ايضا كيف للفقراء والعاطلين عن العمل ان يفلتوا من قبضة الفقر ولا دخل لهم سوى \”التفكير الشيطاني\” الذي ربما اوهمهم بالفكاك من حبال العوز والحاجة عن طريق الزج بهم الى طرق قد تنتهي بهم الى قضبان الذنب والسجن؟ اللهم اغننا بحلالك عن حرامك والحمد لله رب العالمين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *