لم يكن ناظراً على مدرسة الفلاح التي تخرج منها ” برنجي ” على دفعته , ولا ناظراً على كلية فكتوريا التي كان “كابتن” فريقها , ولا ناظر أوقاف صدقاته التي كان يخرجها بالسر ويحرص على ألا يعرف أحد عنها شيئاً , ولا ناظر المقعد الذي كان يجمع الأدباء والعلماء والذوات ورجال الأعمال سواءً في مصر أو في جدة .
لم يكن ناظر خميسيتنا في الرياض يوم كنا موظفين في الدولة , ولا ناظر آل ناظر حين كلف نفسه مسئولاً عن شوؤنهم مدى حياته .
إنه ناظر جدة وابنها البار الذي رفع اسمها عالياً بحسن خلقه ورفعة أدبه ودماثة عشرته وعلو مرتبته وعمق فهمه وعلمه , نعم لقد كان من الجيل الثاني من أبناء جدة من الوزراء الذين تبوؤا مناصب الوزارة وهم في ربيع شبابهم , فبعد محمد عبدالله علي رضا وعابد شيخ وأحمد جمجوم الوزراء الأجلاء رحمهم الله تعالى , جاء جيل الناظر هشام يحملون المؤهلات العالية والهمم الأعلى مما جعلهم مميزين بين نظرائهم.
بعد تخرجه من الولايات المتحدة الأمريكية عمل في مقتبل عمره مع أول وزير للبترول معالي الشيخ عبدالله الطريقي ثم مع أشهر وزير للبترول معالي الشيخ أحمد زكي يماني , ثم كان أول وزير لأول وزارة تخطيط في بلادنا , والمفروض لهذه الوزارة أن تتحمل جزءاً من مهمات وزارة المالية والاقتصاد الوطني , لتصبح المالية مسئولة عن ترشيد الصرف ووزارة التخطيط مسئولة عن التنمية وتقدم المواطن وتطورالوطن علمياً واقتصادياً.
أصبح الناظر بعدها وزيراً للبترول وشهد ميلاد ينبع والجبيل والمشاريع العظيمة التي ساهم مساهمة كبيرة في وجودها ,وهذه المشاريع هي للاستفادة من منتجات البترول عوضاً عن تصديره كزيت خام .
كانت أسفار الناظر كثيرة تمتلئ بما ساهم به في وزارة البترول أو التخطيط أو يوم كان سفيراً للعلاقات المميزة بين مصر والمملكة العربية السعودية .
رحم الله أبا لؤي كان زينة خميسيتنا في الرياض والمحرك لها وهو المايسترو لكل رحلة نقوم بها كأصدقاء مع بعضنا خاصة بعد التقاعد , ما أجمل جلسته وكلامه وفكاهته وشعره الرقيق , وكان رحمه الله يشكل مع المرحوم فاروق أخضر المعروف بخفة دمه وفكاهته التي لا تنتهي ثنائياً رائعاً في حياتنا في الرياض فرحمهما الله .
يا أبا لؤي :
إن جدة يوم الأربعاء 6 صفر 1437هـ وهي تودعك تودع فيك الوزير الاتحادي المتطرف لاتحاديته والمتطرف في محبته لمدينته جدة , التي تودعك ودموعها تذرف على رحيلك فقد كنت فخراً لها وابناً باراً فيها , بارك الله فيمن تبقى من آل ناظر و رحم الله من رحل منهم ورحم أخوالك من آل ناظر ورحم الله أصهارك من آل فايز وآل بترجي وآل كامل وآل الحارثي وآل مليباري وآل بدوي وكل حبات العقد الذي يجمعهم نظام أخلاق هذا البلد من العوائل المحترمة الجداوية والمكية والمدنية وباقي مدن المملكة , سلسلة عقد فريد واسطة العقد الجدادوة و جواهره أهل مكة وجمال روحه أهل المدينة.
ماذا أكتب وماذا أقول وقد كنت تلاقيني في كل مكان بابتسامتك الجميلة ومعانقتك الحنونة وكلماتك الرقيقة ودعابتك المؤدبة : ” أنت فينك يا واد وحشتني ”
أنت اليوم لك وحشة كبيرة فقد تركت ورائك فراغاً لا يمكن لغيرك أن يسده , رحمك الله يا أبا لؤي وأسكنك الله فسيح جناته وجعل لقائنا في عليين برحمة أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين .
لقد كنت محترماً من عائلة جداوية محترمة جداً فرحمك الله .
عزائي لبلادي ومدينتي ولكل من عرف هشام ناظر وأحبه وقدره ,,,
www.badeebjeddah.com
email : [email protected]
: @ahmedBadeeb1 2

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *