هل هذه المدينة القديمة؟

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

** تصاب بالحيرة ويتلبسك كثير من الأسئلة عندما تنظر الى المساحة البيضاء بعد أن أزيلت كل البيوت والشوارع والأزقة والأسواق والدكاكين والأحياء التي كانت تشغل هذه – المساحة – التي تبدو لك أصغر بكثير مما كنت تعتقد، فنحن في المدينة المنورة يشغلنا هذا السؤال كلما نظرنا إلى – ماضي – المدينة المنورة وحاضرها أين تلك الأحياء التي تتكون منها المدينة المنورة جغرافيًّا امتدادًا من آخر بستان المصرع شمالا حتى أطراف بساتين قباء والعوالي وقربان جنوباً ومن المطار شرقاً حتى محطة القطار غرباً وتلك الأحياء التي تقع بين هذا المربع الشاسع الكبير والذي كنا نراه بل ونعيشه بعداً بعيداً لا يمكن أن نراه قريباً في يوم من الأيام، أما داخل المدينة القديمة فتلك قصة أخرى، فتلك الأحياء وتلك الأحوشة وتلك الشوراع والأزقة والأسواق، كل ذلك أصبح الآن في أغلبه داخل حدود المسجد النبوي الشريف، أو في الميادين حوله، والحال هذه لابد أن يتلبسك السؤال: هل هذه المساحة الضيقة من الأرض كانت تحتوي تلك – المدينة – بكل أبعادها \”الجغرافية\” والمكانية والسكانية، أم ماذا؟ هل هناك نظرة \”هندسية\” لا نعرفها ويعرفها أهل الاختصاص تفسر لنا هذه الحالة، فيقولونها لنا؟
لقد امتدت هذه الأيام المدينة المنورة \”جغرافيا\” من الجهات الأربع بهذه الطرق الدائرية التي ربطتها بشبكة من الدروب والمسارات المنظمة، والتي أكاد أقول لا يوجد لها شبيه في كثير من الدول العربية، ولا أعدو الحقيقة إن قلت وأيضا بعض الدول الأوروبية، ومع هذا فهذا السؤال يشغلني: هل هذه هي مساحة المدينة المنورة القديمة بكل تكويناتها المعمارية؟