هل نحتاج إدارة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعنف؟

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد المجيد سعيد البطاطي[/COLOR][/ALIGN]

قال تعالى:\” ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون\” وقال تعالى:\” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله\”.وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \” والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم \” رواه الترمذي وحسنه . ومعنى أوشك أسرع .
تتحدث الآيات القرآنية عن سلوك عام للامه وكذلك الحديث النبوي ولكنني لا ارى ما يدل على انه يجب ان تكون لدينا ادارة معينة ومخصصة لهكذا عمل. ان بروز ادارة مختصة امر ممكن ولكن ليحقق وجود هذا السلوك في الامة كهدف يسعى اليه لا ان يتحول الى جهاز له حق المداهمة.
هناك دور إيجابي للشرطة في هذا الجانب وهو ما يجب ان تقوم به واذا كانت هناك حاجة الى البحث في جريمة ما او مخالفة قانونية فلدى الشرطة آلياتها ومتحريها الذين قد يحتاجونهم لمتابعة هذه الامور. اذا كان المقصود من الهيئة البحث عن مواقع تصنيع الخمور على سبيل المثال فهي تبحث عن اناس يمارسون مخالفات نظامية وقانونية يعاقب عليها القانون وهو ما اعتقد انه من صلب اختصاص جهاز الشرطة او المباحث الجنائية.
إن اهتمام الهيئة في هكذا عمل تخرجها عن اطارها المهني وعن دورها الايجابي البناء واعتقد ان دورها يتلخص في توعية الناس في ان يكون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سلوك طبيعي من ضمن سلوكيات الامة في كل حياتها وتعمل على تحقيق ذلك الهدف. يمكن للهيئة أن تقوم بذلك العمل في كل المحافل والمناسبات والمراكز دون الاضرار بالناس او ازعاج مراكز العمل على شكل برامج منظمة وبمعايير وادوات قياس تستطيع ان تستخدمها للبحث عن مدى التطوير في تحقيق اهداف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وحتى يصبح دورهم إيجابياً وليس سلبيا وعندما يجدون ان الامر يستحق ان يكون هناك تدخل رسمي لوجود مخالفات قانونية فما عليهم الا الاتصال بالجهة الحكومية المختصة وهو سلوك عام نطلبه من كل الناس، ولكن لا بأس من ان تعطى لهم الخصوصية في الاتصال السريع والتبليغ.
إن عملية منع الشباب من التطاول على الفتيات هو امر مطلوب فيه ممارسة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعريف بعواقبه القانونية او التبليغ عن المخالفة فيه. دورهم الحقيقي هو في حماية الفتيات من الاعتداء او المضايقة، اما عملية مضايقة الفتيات او التطاول عليهن حتى وان اخطأن فإنها مصيبة ومنكر اكبر من ذلك المنكر الذي يحاولون ازالته ويجب ان يتوقف. ليس من الحكمة ان اجر فتاة الى المركز لشبهة او حتى لخلوة لان ما ينتج عن ذلك اسوأ بكثير من الخلوة ذاتها او لم يقرأ هؤلاء كيف عامل الرسول عليه الصلاة والسلام المراة التي جاءت اليه وقالت انها زنت؟ .. ابتعدوا يا سادتي عن الفتيات في الشوارع ولا تسيئوا اليهن بحجة منع منكر وحتى لا تتسببوا في منكر اكبر منه.
0505626375

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *