[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بن أحمد الشدي[/COLOR][/ALIGN]

منذ فترة وأنا أتابع أخبار وبحوث علماء في علم الأحياء حيرتهم هجرة نوع من أنواع الطيور فقد استخدموا كل الوسائل المتاحة لديهم لمتابعة هجرة تلك الطيور عبر فصول العام ولم يستطيعوا تحديدها وتتبعها بدقة يوماً يجدون مجموعة منها في السودان ويبقى في نفس الفترة عدد ليس بالقليل في ايطاليا.
وقبل أشهر محدودة توصل علماء من اوروبا بمساعدة تقنية يابانية أمريكية الى تحديد هجرة تلك الطيور التي تقطع الاف الاميال فقد استعانوا بجهاز ارسال خفيف الوزن بالغ الدقة ياباني الصنع يعلق في عنق الطائر ليبث موجات لاسلكية تلتقطها الأقمار الصناعية الامريكية ومن ثم تعيد بثها الى الارض ليتابع العلماء والدراسون هجرة تلك الطيور التي لا تولي لاجهزتهم المعلقة في أعناقها أي اهتمام لقد سافرت وواصلت رحلتها رحلة الحياة من اجل البقاء من اوروبا عبر حدود عدة أقطار الى افريقيا بدون الانتظار خلف شبابيك دور التمثيل الدبلوماسي للحصول على تاشيرات السفر وبمتابعة العلماء لها على شاشات التلفاز المقسمة الى خطوط طول وعرض اتصل أحدهم بالآخر قائلاً لقد حط سرب منها على الحدود السودانية التشادية فهل عرفت تلك الطيور أنها على حدود؟؟ إنها لا ترى سوى حائط من الاسلاك الشائكة بلا بوابة لقد ارتطم بعضها به نتيجة عناء وتعب الرحلة الطويلة لقد فقدت حياتها وكل ذكرياتها الجميلة معلقة احداثها بين كلاليب تلك الأسلاك وواصل الآخرون رحلتهم رحلة البقاء وباستمرار متابعة العلماء وجدت انها تجمعت في اعالي منابع النيل في الحبشة حيث تسكن قبائل الفلاشا المتوحشة لقد دقت طبولهم وتعالت صيحاتهم فرحاً لقدومها وتم الاستنفار والاستعداد لقتلها إنهم يرمونها برماحهم يقتلونها تراها جثثاً هامدة مضرجة بدمائها فلم يبق سوى صغارها التي لم تعلق بأعناقها أجهزة الإرسال وهكذا انقطع البث واسودت شاشات المتابعة لتطمس حقيقة قتل مسافر بلا هوية إلى وطن بلا حدود وهكذا هي الدنيا دائما يأكل القوي الضعيف.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *