\’\’هايبكس\’\’ علامة سياسية بامتياز
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد علاونة[/COLOR][/ALIGN]
لا خلاف كبيرا بين أهمية الخطابين إعلاميا كان أو إعلانيا، فكل منهما يحمل في طياته أدوات اختراق، وتمكين لفعل ما أو حركة أو ترسيخ مفهوم، لغاية ترويج سياسات أو سلع.
في الأول يتم التلاعب بالألفاظ والكلمات وابتكار مصطلحات قد تكون جديدة وتسمع لأول مرة، حتى تصبح راسخة في أذهان المستمعين الذين بدورهم يعاودون تكرارها لغايات الشرح، ومن ثم تصبح حقيقة واقعة حتى لو كانت وهما.يكرر المسؤولون مصطلحات مثل: نزيهة وشفافة وعادلة بما يتعلق بالعملية الانتخابية، وكأنه عالم افتراضي يتحول إلى واقعي على اعتبار أن الانتخابات لا بد أن تكون كذلك، لكن من يضمن الظروف حتى في حال سلمنا بأن الانتخابات السابقة لم يتم تزويرها.
في ذات السياق يفترض آخرون بأن الانتخابات ستكون في موعدها ولا يمكن تأجيلها، لتبدأ النفوس في تحريك ذاتها والاستعداد لذلك اليوم المشهود، فلا يمكن الجزم بموعد الانتخابات، فكيف يمكن تأكيد ذلك في جو مشحون محليا ومضطرب إقليميا؟.حتى لو انجزت الانتخابات وكانت شفافة وتماشت مع مصطلحي شفافة ونزيهة، فهل ستكون متوازية والمصطلح الثالث عادلة.
يتم التلاعب بالمصطلحات بشكل مختلف أيضا عند الحديث عن قرارات اقتصادية مهمة يأتي على لسان خبراء وكتاب.
ذلك في الشأن الإعلامي أما اعلانيا، فتسعى أي شركة للترويج لبضاعتها بأي ثمن، وتلعب المصطلحات أهمية كبرى في أدبيات ذلك الترويج، كسيدة جميلة تكتسح الشاشة الصغيرة وتقول \”هايبكس يزيل كل البقع حتى الصغيرة منها\”، فتجد ربة البيت نفسها أجمل من حقيقتها، في حال استخدمت ما روجت له تلك الشركة، ويرسخ في ذهنها علاقة وطيدة بين تلك السلعة ومن يقدمها.
في حالات شفرات \”الجيليت جي تو\” أو ما بعد الحلاقة، فتختار الشركة ممثلا معروفا كامل الوسامة، ليرْسخ في الأذهان ارتباط وثيق ايضا ما بين السلعة ومقدمها، ويجد الرجال المستخدمين لها أنفسهم أكثر وسامة، وحتى في مسألة الغسيل فإن فاتورتها تهبط إلى النصف عند سماع من يقول: \”إن غسالة هيتاشي كثيرة الفعل قليلة الاستهلاك من الطاقة والماء\”.
كل ذلك يبقى افتراضيا ولا يمت للواقع بصلة، وإن تحول في فترات من الزمن لـ\”واقع افتراضي\”، فإن أي هزة سياسية أو اقتصادية حتى لو كانت صغيرة ستجعل الجميع يفيقون من الحلم، ويواجهون واقعا مختلفا مليئا بالتأجيل والتزوير وعدم القدرة على دفع الفواتير.
التصنيف: