نقل المعلم بالواسطة احتقار لمهنته (2/2)

• صالح المعيض

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صالح المعيض[/COLOR][/ALIGN]

قبل عام بالتمام والكمال كتبت هنا مقالاً تحت ذات العنوان أعلاه وكنت من قبل وفي الأسبوع الأول من تولي سمو وزير التربية والتعليم صاحب السمو الأمير : فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود نشرت مقالة مطولة عن الآمال والطموحات واليوم يعيدني المعلم (محمد) المواطن السعودي للحديث حيث لم تشفع له خمس سنوات عجاف عانى منها صحيا ما ادخله العناية المركزة ثلاث مرات ونوم بالمستشفيات أكثر من (21) مرة أكمل طلبات النقل حسب الظروف الخاصة عدة مرات بتوصيات مشددة من قبل مستشفى الليث العام بعدم استطاعة المستشفى تقديم أية خدمة علاجية له لعدم إمكانية المستشفى وتوصيات عدة من جهات حكومية بأن عليه مراجعة مستشفى الملك فهد بجدة وذلك بصفة منتظمة ولكن كل ذلك ضرب به عرض الحائط لعدم وجود واسطة، تقدم بطلبات حسب لوائح النقل العام طيلة هذه السنوات ولكن أيضا دون جدوى لأنه لا واسطة لدى هذا المواطن الذي اصبح وضع ترجمة حقيقية لعدم احترام آدمية المعلم في هذا القطاع المهم ، تقدم المعلم لمقام الديوان الملكي الذي اوصى بنقله، لكن ايضا الأمر تحت مجهر الواسطة الذي اضطرت الوزارة مرارا من ان تحذر المعلمين من تصديق سماسرة النقل
لقد فرح كثيرا بقدوم صاحب السمو الأمير : فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم ونوابه الأفاضل وما واكب ذلك من إعلان الشفافية وتحديد مائة يوم ليكون الكل على بصيرة ولكن لم يلح في الأفق ما يبشر فعلاً بأننا نعيش الشفافية بعينها ولا ادري ماحل اليوم بالمعلم حيث نجدنا نشفق كثيرا على ذلك المعلم الذي بقي وهجا ينير للآخرين مسالك الحياة و نهراً دافقاً من الحنان يروي العطشى الى أن يرتووا من بحور العلم ونعتقد في قرارة أنفسنا أن المعلم لم يصل الى ذلك ألابعد استيعابه لأعباء ومهام تلك الرسالة وتنازل برضى وقناعة عن أشياء كثيرة من خصوصياته ليصل الى المكان الاسمى الذي ترى أنه الاكثر ملاءمة لرسالته.
هذه الصورة الجميلة اصبحنا نفتقدها لعدة أسباب نحمل تباعاتها بدون مبالغة ( وزارة التربية والتعليم ) إذا يظهر أنها آخر من يقدر قيمة ( المعلم ) لذلك استصغروه من خلال تكبيله بالعديد من القرارات التي تصدر عن بعد لأنه وكما اشرت في مقالات عدة لعل منها مقالة من يعبث بملفات المعلمين و يموت المعلم تحيا الوزارة حيث يظهر أن هنالك انفصالاً بين المدرسة والوزارة الكل يشكو منه، فالمعلم الذي هو أولوية مطلقة ضمن مربع ( المعلم والمدرسة والطالب والمنهج ) لازال خارج اهتمام الوزارة إلا من خلال الوهج الإعلامي والاحتفالات التي لايتجاوز مدلولها أسوار مكان إقامتها فالمعلم ينتظر استحقاقه الوظيفي من نقل او تسوية اوخلافه سنوات والمشكلة لم تحل، فالمعلم تتجاهله الوزارة وكأنه مجرد موظف يجب ان يتلقى الأوامر دون استذكار رسالته وأهميتها ،خدمات طبية غير متوفرة وعدم اكتراث بإنسانيته إلى درجة أنه قد يموت والوزارة تتفرج بل حتى خبر أن الوزارة في الاسبوع الماضي بصدد إصدار قرارات ترفع من شأن المعلم نفتها واعتبرتها إشاعة والشواهد أكثر من ان تحصى والمقام لايفي بسردها وقضية اليوم التي استفتحت بها مقالي هذا خير شاهد ولنا معها حديث آخر مفصل بالقرائن الداعمة قريباً بإذن الله إذا بقي صاحبنا على قيد الحياة ولم يذهب ضحية الإهمال وعدم وجود الواسطة التي تذكرنا بالفترة الغابرة حينما كان سعيد الحظ من يرابط عند باب منزل الوزير بأمه او ابيه لكي يحظى بشرف النقل الذي هو من ابسط حقوق المعلم سيما إذا كان هنالك ظروف خاصة، وما محمد إلا واحد من عدة آلاف ومن المؤسف أن تكون الشفافية مفقودة خصوصا فيما يخص المعلمين ويبقى مكتب سمو الوزير هو الملاذ الأكثر أمناً هذا إذا وصلنا اليه ، وكم نتمنى أن يكون الأكثر إنصافا فقد وعدنا ببشائر لها بصمات تذكر فتشكر لسموه المشهود له بالعدل والإنصاف وهما أساس نجاح أي مرفق هذا وبالله التوفيق.

جدة ـ ص ب ــ 8894 ـ فاكس 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *