نقاط فوق الحروف
ليلى عناني
\”ساهر\” والضرب بيد من حديد حملتُ كثيراً على نظام ساهر كما حمل الجميع عليه والذي يفرض على المخالفين في أنظمة المرور مبالغ تتضاعف شهرياً إذا لم يتم تسديدها خلال مدة ثلاثين يوماً من حدوثها، ورغم أن الغالبية لا يعلمون عنه الكثير لعدم إخطار أصحاب المركبات بهذا النظام ورغم أن شركة الاتصالات السعودية تعطي أرقام الملايين من الناس \”وبدون علمهم\” للشركات ومراكز التدريب والمستشفيات وغيرها كي يعرضوا بضائعهم ويعلنوا عن ما لديهم من دورات إلا أنها لم تقم بذلك، أو أن نظام ساهر أراد أن يضرب بيد من حديد على المستهترين كي يحد من الاستهتار بالمواطنين في بلاد تحصد فيها أعداد هائلة من الأرواح في حوادث السيارات وحدها! بل تفوق من يتوفى بسبب الأمراض!
وقد شاع خبر الغرامات الكبيرة بين المواطنين الذين ليس لديهم إلمام بالأنظمة الجديدة وما يتوجب عليهم فعله لمعرفة ما عليهم من غرامات، فما الذي يجب عليهم فعله؟ هل يلجأوا للمرور؟ أم الشبكة العنكبوتية أو طرقاً أخرى ؟
وللعلم ليس كل السائقين عرب فهم لا يملكون ويتقنون سوى لغات بلادهم، والغالبية منهم لا يجيدون استخدام التقنيات الحديثة أو لا يملكونها، ولا يلمون بأشياء كثيرة في بلادنا وقد يكونون أميون لا يحسنون القراءة والكتابة! وأكثر ما يعملون لدى \”نساء\” أرامل أو مطلقات أو من يكون رجالهن مشغولين للأبد، فكيف سيتصرفون مع \”ساهر\” ليتعرفوا على ما عليهم من ديون متراكمة تتضاعف شهرياً لمخالفات قد تناولت أدق الدقائق من أنظمة سير المرور في العالم لسائقين هنا يعملون لدينا ولا يعلمون عنها شيئاً! ويكون الضحية هو مالك السيارة،وما يحدث فيما بعد \”لا يخفى على أحد\”!
وقد يتم تسليم السيارات لسائقين لا يعرفون من السواقة سوى الرخصة التي يحملونها و التي كانت مفتاح حصولهم على التأشيرة للعمل في بلادنا فيتعلمون فيها قيادة السيارات بالممارسة والقتل الخطأ بحوادث تدمرهم و تدمر أسر اضطرت لاستقدامهم!
وأفقتُ على حقيقة لا أدري كيف غفلت عنها فأنا واحدة ممن مات زوجها في حادث سيارة بسبب سائق متهور أستخدم السرعة بجنون وغيري كثيرات وكثيرين ممن مات عدد من أطفالهم في حادث واحد!
كان من الواجب أن يكون لدى المرور خطة تثقيفية سمعية بصرية تبث عبر وسائل الإعلام، بالإضافة لدورة تدريبية إلزامية لكل سائق يحمل رخصة قيادة وكذلك كتيب يسلم لكل سائق بلغته الأم ليتعرف على قوانين السير، وبعدها يبدأ برنامج الغرامات يا \”ساهر\” ليكون عدلاً في جمع أموال طائلة تبدو للجميع كنوع من الانتقام وتغريم الكل تكلفة مصاريف الشركة بدون رأفة ولا رحمة.
التصنيف: