نظرة لمعاناة المعلمات

نيفين عباس

مرارة الإنتظار التى تشعر بها المعلمة حتى تحصل على وظيفة أحلامها كبيرة، لكن فى لحظة غير محسوبة يكون للقدر كلمة أخرى ليضيع كل هذا الإنتظار وتذهب حياة المعلمة التى لم تبدأ بسبب حادث سير لعدم صلاحية بعض الطرقات وكأننا لا نجد السبيل للخروج من تلك المعضلة التى ليس لها أى حلول

أزمة المعلمات التى يقطعن مئات المسافات للوصول إلى أماكن عملهن صعبة للغاية ويجب الإلتفاف لها خاصة وأن هناك الكثير من الحالات التى لا صوت لها ولا يصبح صوت المعلمة مسموع إلا بعد أن يتبع إسمها “رحمها الله” بعد أن فقدت حياتها بحادث سير لن يكون الأول ولا الأخير

فجيعة درج إسم المعلمة فى أى وقت داخل سجل الوفيات باتت ممكنة بأى لحظة، كذلك مشقة السفر لأماكن أخرى أكثر بعداً عن أماكن العمل بمدارس مجاورة أو قريبة من ذويهم لتصبح حياة المعلمة معلقة بين تشكيل اللجان والبحث والتشاور ووعود لم ولن تتحق

ما يقع للمعلمات من حوادث بكل تأكيد هو قضاء وقدر، لكن ملف المعلمات المغتربات لن يوقف نزيف الدم على الأسفلت طالما هناك عدم إستجابة ومراعاة لظروفهن الإجتماعية

رحلة الرعب التى تعيشها المعلمة على الطريق ستجعل الحلم الذى حلمت به عب عليها بسبب كابوس فقدانها حياتها الذى يطاردها كل لحظة أثناء ذهابها وعودتها للعمل، هذه المأساة ستظل متواجدة ولا مفر منها إلا بوجود خطوات جادة وإصرار على الحل

يجب تعيين المعلمة بالقرب من ذويها حتى لا يتعرضن لحادث مروع يفقدهن آحلامهن وآمالهن فى بناء جيل جديد، المعلمات يعتبرن الشريحة الأكبر فى نسب وفيات الموظفات السعوديات ويأتى ذلك بسبب سائق لا يقوم بمتابعة وصيانة سيارته أو بطريق بها مطبات وحفر

تلك الحفرة الصغيرة التى لا يهتم بها أحد كفيلة بإنهاء حياة إنسانة جلست تحلم لسنوات طويلة بلحظة تصبح فيها معلمة، لكن مع بداية خطواتهن لأول الطريق يخطفهن الموت من بين أيدينا ليرحلوا عن عالمنا تاركين إبتسامة الفرحة بالتعيين وخلفهم دموع أطفالهن وذويهم

لا يوجد على وجه الأرض كلمة أقسى من “وداعاً” التى ترددها المعلمة لأطفالها كل صباح فى وداع قد يكون الأخير، لأنها تخرج ولا تعلم هل هى الرحلة الأخيرة أم ما يزال هناك فرصة للعودة

أتمنى النظر فى قضية المعلمات الذين ينتظرهن يومياً مصيراً مجهولاً وإما الموت المتربص بهن على الطرقات أو سجدة فرح لله يحمدونه فيها على سلامة الوصول

التصنيف:

One Response

  1. من المقالات الرائعة والهادفة .. ابدعت كاتبتنا الرائعة في وصف معاناة المعلمات وكشفت بعض السلبيات والقصور وتركت للمسؤولين معالجة الأمور بحكمة وإيجاد الحلول المناسبة لتتخلص شريحة كبيرة من المجتمع من معاناة سنين متراكمة
    دام نزيف قلمك المبدع استاذة نيفين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *