[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]

ليس من قبيل الدعاية لمباراة في كرة قدم نسائية وإنما على سبيل التسلية واستقطاع الوقت المناسب للترويح عن النفس وإثبات الوجود وقد يكون على شاكلة رمي الحجر في المياه الراكدة للتأمل في مساحات عدد الدوائر المتداخلة على سطح الماء ولو لدقائق معدودة ثم تختفي لتجد نفسك منجذبا لهذه الرومانسية لمزيد من المتعة وانتزاع بعض الضحكات مهما كانت خجولة في زمن بات لايعترف إلا بالفواجع والنوازل وشحوب الوجوه والضحكات الصفراء وكثير من نكران الجميل والتشدق دفاعا عن المستضعفين في الأرض وما أكثرهم ففي مثل هذه الحالات تتضاءل كل أساليب الدعايات الكاذبة والوصفات غير المجدية بحثا عن الحقيقة التي اختفت هي الأخرى والشمس لاتزال ساطعة تتوسط كبد السماء لتظل كل التساؤلات قائمة حتى ساعة طباعة عدد هذه الجريدة لتكون بين يدي قرائها في صباح يوم جديد أتمنى أن يكون مليئاً بالحيوية والنشاط والتفاؤل مع أول نسمة هواء ربيعية باردة . بينما ملعب المباراة وعدد الحاضرات الذي اقترب من الأربعمائة مشاهدة من مختلف الأعمار السِّنية ونتيجتها النهائية وخروجها خالية من الكروت الصفراء والحمراء لتميز أداء اللاعبات كمنظومة عقد اللؤلؤ في خيوطها الحريرية الناعمة وتبادل القبلات الحارة ببراءة متناهية وروح رياضية وأخلاقية عالية بعيدة عن رصد الكاميرات واخذ اللقطات التذكارية بفرح الانتصار باعتبار أن كل المتواجدات من اللاعبات الهَاوِيَات بمن فيهن الطاقم التحكيمي والإعلاميات وما صاحب مجريات المباراة من تعليق نسائي عبر مكبرات الصوت داخل الصالة الرياضية. ما يجعلني أتساءل عن قانونية الملعب وإن كانت التجربة لازالت في بدايتها إلا إنه من الأفضل أن تكون صحيحة وخالية من الأخطاء التي يحاسب عليها قانون اللعبة وخروجها من كونها مجرد فكرة وخبر تم تبادله عبر أحد القنوات الفضائية حتى لامست صدى هذه المباراة أرض الواقع وجرت أحداثها بحسب المكان والزمان التي أقيمت فيه والنتيجة التي آلت إليه لتبقى الخطوة الأكثر جمالا وأناقة من كل أقدام اللاعبات الناعمة . التبرع لذوي الاحتياجات الخاصة بدخل المباراة برقم تجاوز الثمانين ألف ريال ومهما كان تواضعه إلا إنه يُعد بادرة طيبة تسجل للفريقين بروح رياضية تجسد معنى التكافل الاجتماعي والمكانة الإنسانية لهذه الفئة الغالية نتمنى تكراره في مثل هذه المباريات بعيدة عن أنظار الفضوليين وفي أجواء رياضية بعيدة عن لغة التشنج والانفعالات والاحتقانات التي عادة ما تلازم مباريات اللاعبين من الفرق الرجالية خصوصا عندما تنتهي مباريات فرقهم بخسائر فادحة ومؤثرة على مستقبل أنديتهم الرياضية.
ولكي تظل الفرق الرياضية النسائية في المستوى المأمول عنها ولرفع شعار\” الرياضة للجميع \” لابد من توفر بنية تحتية تحفظ للراغبات في ممارسة الرياضة كرامتهن وتهيئة أندية نسائية رسمية ومعتمدة من جهة الاختصاص تليق بواقعنا الحضاري واحترام الأنظمة داخل هذه الأندية وخارجها لكسب الرأي العام المحلي والمحافظة على الاحتشام وسلوكيات الاعتدال والابتعاد عن المخالفات الشرعية وما يثير غضب الجهات الرقابية.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *