[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

علمت من إحدى الشخصيات ذات الثقة أنه استمع في الإذاعة لحوار مع معالي الأستاذ محمد الشريف رئيس هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) الذي وضح بأن هيئته الموقرة مسؤولة فقط عن الفساد في القطاع الحكومية وليس لها علاقة بالخاص.
عندما نسأل لماذا تنشأ هيئات الفساد عموماً نجد أن الجواب يكون أولاً لحماية الإنسان من الفساد الذي يسلبه ماله ويؤثر سلباً على حاله وكهدف ثانٍ تأتي حماية ممتلكات الدولة ومقدراتها، من هنا نستوضح: كم هي علاقة المواطن والمقيم بالقطاع العام والخاص؟ فنجد أن الإنسان يتعامل مع القطاع الخاص ويؤثر في حياته أكثر من القطاع العام الذي أحد أهم مسؤولياته مراقبة القطاع الخاص وليس تركه في نزهة بدون نزاهة ليحصد أموال الناس بالباطل وتحويل الكثير من المواطنين إلى عاطلين.
نزهة القطاع الخاص تنمي الفساد في القطاع العام بأكثر من طريقة لا تسمح المساحة بشرحها، لأن القطاع العام يعمل فيه نفس الإنسان (الصالح) وهو من ضحايا فساد القطاع الخاص الذي يشاهد جبروته في علاقته مع جهة عمله ومعه شخصياً. القطاع الخاص هو الذي يؤمن الغذاء، الدواء، البناء، الكساء ومختلف متطلبات الحياة، كيف يترك هذا القطاع الذي يحصد الأموال ويبدد الآمال ولا يشارك في المسؤولية الاجتماعية بدون رقابة؟
النزهة التي سمحت بها نزاهة للقطاع الخاص جعلته لا يرحم غير بعض المتنفذين في القطاع العام، هنالك تجاوز فاضح في الجودة والأسعار قد تحول حال عائلة إلى دمار، فتجد أن البيت الذي جاء بالقروض أصبح صاحبه يعاني خلال عامين وإصلاحه يحتاج إلى دين آخر مع المعاناة وتصبح العيشة جحيماً على من دفع الثمن، ومن سرق المال وخالف كل القوانين الإنسانية والنظامية غير المطبقة تجده يتمخطر في البلاد ويزيد من عبء العباد وهو يردد: \”طالما أنا في نزهة بدون نزاهة تحملوا سرقتي لكم حتى ببلاهة\”.

عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *