[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

نحن هنا تعني العرب والضمير يمثل غالبية العالم، تقوقعنا على أنفسنا وابتعدنا حتى عن المسلمين الذين بالانتماء لهم تزداد المشارب والموارد، وعندما حصرنا أنفسنا في المجموعة الأصغر محدودة القدرة ومتعددة المذاهب فنحن بذلك حددنا محور التفكير، المراجع، العلاقات والاطلاع، وبناء عليه يتشكل السلوك الذي نعيش به ويتحكم في نتاجنا الشخصي والقومي.
وبسبب أننا كغالبيتنا أكتفينا بالعروبة وانحزنا لها ولضيق أفقها مقارنة بما يتوفر في المسلمين والذين أيضاً حصرناها على من أتبعوا خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام وتناسينا كعادتنا أن جميع المؤمنين مسلمون منذ زمن سيدنا نوح مروراً برسل الله إبراهيم، موسى وعيسى عليهم السلام، أحدثنا هنا الفرز الضار للفكر والمنتج لمخرجات ترفضها النفس البشرية لمخالفتها سنة الله في خلقه سبحانه التي لن تجد لها تبديلاً أو تحويلاً منذ خلق آدم إلى قيام الساعة.
سنة الله سبحانه في خلقه ترتكز على حرية الفرد في تحديد علاقته مع خالقه الذي منحه سبحانه هذه الحرية وحمله المسؤولية ليحدث الاختلاف بناء على الاختيار، وبإتباع سنة الله سنجد أن العلاقات الإنسانية لا يصح فيها العنف الذي يصنعه الاعتقاد المنحرف بمسؤولية الإنسان عن علاقة الناس بخالقهم ويظن الفاعل أنه يتقرب إلى الله بدفع الناس لما يعتقد هو أنه الحق في حين تجده يردد ولكن بدون وعي قول الله تعالى \”وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ\”.
لذلك عندما ضاق الأفق وانحسرت المراجع وفضلت النفس عن الأنفس حضر العنف الذي وللأسف أصبح ينسب لله وللرسول وحاشى أن يكون الرسول قد جاء بعكس ما في رسالته التي لا تختلف عما سبقها من الرسالات في سنة الله الضامنة للحرية لتتحقق المسؤولية ويحق الحساب، ومن هنا أصبح العالم كغالبية ينظر لمسلمي العصر وكأنهم شعب الله المختار لأخذ الناس للجنة وابعادهم عن النار حتى ولو بالإكراه.
لهذا يتوجب علينا جميعاً أن نعمل على تغيير هذا الفهم القاصر الذي جلب لنا المخاطر، فالإنسان لا يقبل أن تحاسبه وتقدم له قول الله \”ثم إن علينا حسابهم\”، والفكر المنحرف يحور تفصيل الكتاب الذي لا ريب فيه من رب العالمين سبحانه فيُخرج مفاهيم تُشتت العقول يعقبها عنف يذهب بالأرواح ولا يعرف السماح إلا فيما يظنه المنحرف أو المُحرف أنه مباح، كيف لا تصورنا عقولهم كمتناقضين؟ وسوف يصعب على أبنائنا العيش في الكون الكبير بهذا المنظور الصغير المعتم للرؤيا وعندنا السراج المنير.

عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *