مُعلقين بين الحياة والموت
بناء على طلب القراء الأعزاء أعيد نشر مقالى والذى نشرته من قبل
يعيش الإنسان الحياة مرة واحدة ولكنه فى حقيقة الأمر يعيش مرتين من يتسأل كيف ؟! الإجابة بمنتهى البساطة ، وهى أن الإنسان يعيش حياة له يتمتع فيها بنعم الله عليه ، والأخرى يجتهد بها حتى يستعد للحياة الثانية التى سيحيا فيها للأبد وهى الحياة الأبدية التى تأتى بعد الموت وتلك هى الحياة الحقيقية التى سيعيشها الإنسان ، ولكن بين الإثنين يوجد بعض الأشخاص المعلقين بين الحياة والموت ، لا هم يستطيعون النجاة ولا قادرين على الرحيل
من أصابه مرضٌ نادر ليس له طب ولا دواء يخفف ألمه معلق بين الحياة والموت لا الموت يحضره ولا الدواء ينقذه
من جُرح كثيراً ويلازمه الألم والخذلان كما أنفاسه حتى تخدر من شدة الألم معلق بين الحياة والموت
من تعرضت لحادث أليم أصاب وجهها أو جسدها فهى معلقة بين الحياة والموت
من فقد أحد أعضاؤه معلق بين الحياة والموت
من لا يملك رأى أو مال أو حرية ومحروم من العدالة معلق بين الحياة والموت ( وما أكثرهم ! )
من صدمته رياح الجفاء بعد إهدار سنين العمر على تربية إبن عاق معلق بين الحياة والموت
من بنىَّ قصور من الأحلام والطموحات وإكتشف بالنهاية أنها كانت على أكوام من الرمال معلق بين الحياة والموت
تعددت الأسباب والألم واحد ولكن ، مهما بلغت مشاكلنا اليومية التى نتعرض لها قد تكون أهون بكثير من مصائب وبلايا تقع على الأخرين ، فلا يجوز أن يكون الإنسان دائم الشكوى متذمر يجحد بالنعم الكثيرة التى وهبها الله له وفقط لا ينظر إلى نصف الكوب الفارغ ، فلو نظرنا حولنا جيداً وقمنا بالمقارنة مع من هم أقل منا لحمدنا الله كثيراً على ما وهبنا إياه ، قد لا ندرك قيمة الأشياء إلا بعد أن تضيع من بين أيدينا ونفقدها ، الفقد درجات ولكن أشد وأقسى درجات الفقد هو فقد النفس البشرية التى من المستحيل أن تعوض مرة أخرى ، فرفقاً بقلوبكم قليلاً فليس كل موقف يستحق الحزن ، قد يكون منعه الله ليجازينا بما هو خيراً منه وقد حُرمنا منه لسوء أو مصاعب تنتظرنا مستقبلاً لا نعلم عنها شيئ ، فالله الحمد دائماً وأبداً على كل نعمه
التصنيف: