[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]نبيه بن مراد العطرجي[/COLOR][/ALIGN]

عقُود مِن الزَمن مَضت وأنقضَت لبِست خِلالها مَكة المكرمَة المدِينة التِي شرفهَا الله تعَالى ببيتِه العتِيق ، ومَهبط وَحيه الأمِين ، ومبعَث رسُوله الكرِيم أثوَاباً عَديدة ، وتغَيرت مَرات ومَرات ، تَغير يتوَاكب مَع وضعهَا الراهِن فِي كُل زَمن نتيجَة التَوافد المتَزايد عَليها عَاماً بَعد عَام مِن أفرَاد الأمَة المحمَدية فِي شَتى أقطَار العَالم ، فَبعد كُل عَقد تَظهر بمَظهر جمَالي أحْلى وأبهَى مِن قَبل ، وتزدَاد جمالاً وعَطاء كُلما زَاد العَطاء الذِي لا يَنضب مِن مُؤسس البِلاد تغمَده الله بواسِع رحمَته ، والنَهج القَويم السَليم الذِي رَسمه لأبنَائه البَررة مِن بَعده ، فَهم عَلى خُطاه يَسيرون ، ولا يَبخلون عَليها بِأي شَيء مَهما كَان .
وخَادم الحَرمين الشَريفين الملك عَبد الله بن عَبد العزيز ،حَفظه الله،مُنذ تَوليه مَقاليد الحُكم عَام 1426ه أوْلى إهتماماً خاصاً بمَكة المكرمَة والمشَاعر المقَدسة ، فَأغدقهما بسَيل مِن المشَاريع تُحقق لهمَا الريَاده العَالمية فِي شَتى الأمُور ، وتهتَم بالوَطن والمواطِن والمقِيم والزَائر ، فمَا يقَام عَلى أَرض أطهَر البِقاع اليَوم مِن تَوسعة للمَسجد الحرَام تُسهل وتُيسر عَلى قاصدِي بَيت الله الحرَام أدَاء مناسِكهم ، والقضَاء عَلى مَشاكل الإزدحَام فِي المطَاف والمسْعى ، ومَشاريع تَطوير وعُمران عِملاقة بأسلُوب رَاق وعصْري سَوف تَظهر إيجابيتهَا وتينَع ثمارهَا عِندما يكتمِل بنائهَا ، وتحقِق الرُؤية المستقبَلية التِي رَأوها ولاة الأمرْ ، فالتنظِيم وإعَادة البنَاء والقضَاء عَلى العشوَائيات التِي تُعاني أوضَاعاً بنَائية ومَعيشية مُتدنية الوَاقعة قُرب الحَرم المكِي الشَريف تُساعد عَلى تَسهيل حَركة المصَلين وآمّين بَيت الله الحرَام وإعْطاء مَزيد مِن الرَاحة والطمَأنينة للمُصلين ، وإنشَاء طُرق جَديدة ، وتوسِعة القَديمة ، وإنْشاء شَبكة مُواصلات حَديثة ، وإعَادة تَشكيل مَنظرها مَشاريع فِي جُملتها تهدِف لِراحة ضُيوف بَيت الله الحرَام القادمِين لأغلَى ثَرى بالوجُود مِن أجْل إقَامة شعِيرة الحَج والعُمرة ، ومِن جهَة أخْرى فَإن إقَامة تِلك المشَاريع التَطويرية تَهدف إلَى تَرفيه قاطنِيها ( أهِل مَكة ) بالسَكن فِي مخططَات حِديثة فِي شَتى أنحائهَا مُتكاملة الخدمَات والبُنية التَحتية ، وذاتْ طابِع عُمراني إسْلامي يَتواكب مَع التَطور الذِي نَرفل بالعَيش فِيه فِي الحيَاة المعَاصرة ، بدلاً مِن تِلك الدُور القَديمة الشعبِية العشْوائية البِدائية التِي أزيلَت للمصْلحة العَامة ، وغَدت لا تتمَاشى مَع طبِيعة الحيَاة .
مَا أجمَلك يَا مَكة المكرمَة وأنتِ تَرتدي ثَوب الرُقي والتقَدم والحضَارة .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *