موجة جديدة اسمها التغيير

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أحمد جمعة [/COLOR][/ALIGN]

التغيير يبدو انه الموجة الجديدة التي تسود الساحة العربية والدولية ولكنه التغيير الأقرب الى الواقعية والعقل عن التغيير الذي يضع الدولة في مهب الريح وبالتالي لو تأملنا اليوم شكل التغيير الذي طرأ على العالم من الولايات المتحدة مروراً بالكويت فاننا أمام مرحلة انعطاف بين الحفاظ على الصورة التقليدية وبين الدعوة الى الانفتاح بمفهومه الاقتصادي والحضاري وليس بالوجه اليساري او المنطق الخطابي الذي أكدته التجارب العديدة في العالم ومنها ان العالم اليوم وشعوبه تبحث عن البرنامج الذي يهيئ للشعوب الرخاء والتنمية والبناء ومزيداً من الرفاهية خاصة وان موجة الازمة المالية تركت بصماتها على حياة الشعوب التي تضررت من هذه الازمة وهي تقريباً غالبية شعوب العالم. ان التغيير المطلوب هو الذي يشجع الناس على العمل والبناء والدفع باتجاه التنمية التي تساعد على رفع المستوى المعيشي وقد رأينا نجاح الدول والاحزاب السياسية وقد ارتبط بالبرنامج العملي وليس بالخطب الرنانة والوعود الكاذبة التي لم تعد تشكل أي مصدر لتغيير الحالة المعيشية فها نحن في البحرين وما زلنا في طور التجربة الديمقراطية يبدو ان ما يحتاجه المواطن البحريني هو تحسين مستواه المعيشي ومساعدته على تجاوز أزمته الاسكانية وتقليص حجم البطالة وفتح مجالات أوسع للعمل واتاحة الفرصة لازدهار المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتحسين المستوى التعليمي للاجيال الحالية والقادمة.. كل هذه التطلعات هو ما يحتاجه اليوم المواطن في البحرين كما هو حال أي مواطن في العالم وبالتالي فان التغيير المطلوب لا يجب ان يبتعد عن هذا البرنامج المطلوب والذي على أساسه يجب ان ينتخب المواطن البحريني ممثله في البرلمان. لقد اختار الشعب الامريكي رئيسا جديدا وبرنامجا جديدا بعد ان يأس من الركود والحروب والازمات كما اختار الكويتيون التغيير بانتخاب أربع نساء فاضلات ليكن عنوان التوجه الجديد في مزاج الشارع الكويتي، وقد انتخب اللبنانيون تيار 14 آذار لأنه الضمانة للدولة الرسمية بدلاً من الفوضى السياسية ولعبة المقاومة وشعارات المواجهة التي أدخلت لبنان عقودا نفق الصراعات التي الحقت به الخسائر الجسيمة.. لقد اختار اللبنانيون التصويت للدولة وليس للفوضى وهكذا نرى الشعوب في العالم تختار الأفضل وتختار من لديه برنامج وتنبذ من يتحدث عن الشعارات ولا يفقه في الاقتصاد والاستثمار والرخاء والتنمية. يوم ان تنتخب البحرين يجب ان يكون عقل المواطن الناخب هو معيار اختياره وليس 20 ديناراً الصدقة التي ستشتري صوته الاثمن من أي شيء وليس الوعود الكاذبة، ويوم ان تنتخب البحرين يجب ان يكون عقل الناخب مع الاعتدال والوسطية وليس مع التشدد والتطرف فقد شبعنا وشبع العالم من حولنا من نتائج التطرف والتعصب، ويوم ان تنتخب البحرين يجب ان يكون خيار المواطن البحريني هو العمل والتنمية والرخاء وهذا ممكن لو احسن الاختيار وانا هنا احمل المواطن البحريني المسؤولية في خياره لو جاء غداً من يغدق عليه الوعود الكاذبة فلا عذر له بعد الآن لو لم يحسن الاختيار. ومنذ الآن وحتى لحظة البحرين تنتخب على المواطن الناخب ان يراقب الساحة ويقرأ الوجوه ويستمع الى الافعال وليس الاقوال وعليه ان يحتكم الى المنطق والى الواقع ويفهم من يريد ان يعمل ولديه برنامج ومن لا يريد الا الشعارات والخطب الرنانة حول فلسطين والقدس والوحدة العربية والفضيلة والاخلاق وهي مجرد خطب لا تشبع البطون ولا توفر السكن ولا ترفع المستوى المعيشي للمواطن الذي انتظر كثيرا ان يعيش برفاهية وهي ليست بمستحيلة لو توافرت النيات الصادقة والعقول النيرة. الموطن الناخب مسؤول عن مستقبله لو فقد البوصلة التي تدله على حسن الاختيار.. من اجل ذلك عليه ان يبحث عن البرنامج قبل ان ينتخب.
عن الأيام البحرينية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *