[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أنس الدريني[/COLOR][/ALIGN]

كنت في صباح يوم العيد في مجلس طيّب أخذ مرتادوه يثنون على الشيخ عبد الرحمن أبو عطي الذي أجاد في خطبته التي تلاها في صلاة العيد لهذا العام وقد تناول موضوعا حساسا أراد من خلاله أن ينبه المجتمع إلى خطر الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) مسلطا الضوء على الوهن الذي يكتنف الأروقة الخلفية من أجزائها والتي سرعان ما تؤدي بمن لا يدرك اللعبة إلى مزالق الخطر والانحراف وقد كان أداؤه سلسا ومؤثرا ومختلفا، أي نعم الموضوع مُتداول لكن الشيخ حفظه الله طرحه بأسلوب شيّق بل كان ذكيا في انتقاء مفرداته وعباراته.
وقد اعتبرت هذا اللقاء العابر شاهدا على العلاقة الوثيقة بمنبر الخطيب الأمر الذي يجعل من خطبته مادة خصبة للنقاش من حيث الجدوى والفائدة وتقييم أداء الخطيب ومدى إتقانه وتمكنه. إننا لا نكاد ننهي صلاة الجمعة على سبيل المثال حتى نتباحث في شأن ما قيل..نحلله ونتعرف على مضامينه وأهدافه.
هناك مواضيع كثيرة جدت على المجتمع، مازالت تؤرق كاهل الآباء والأمهات بل وتسدل مخاطرها على شرائح المجتمع كافة وأحسب أن أخطر مواجهة قد تلم بالشعوب تلك التي يكون الإعلام طرفا فيها، فعلى امتداد القرون الماضية لم تستطع جيوش الغزاة بقواها الخارقة أن تكسر جدار الإرادة في ذوات المسلمين لكن سلاح الإعلام المسيّس هو الوحيد الذي استطاع أن يخترق حصون المناعة ويزعزع اللحمة ويبّدل الرفض إلى قبول.. واليوم إذا ما أراد المسلمون مجابهة هذا السلاح النافذ فما من خيار سوى الإعلام نفسه ليبقى السؤال المفصلي: كيف سنوّجه إعلامنا بطريقة سليمة لنزرع في النفوس مناعة ذاتية تجابه هذا الغزو الإعلامي الرهيب.
وبنظرة شاملة لكل منافذ الإعلام المرئي منه والمقروء سندرك تمام الإدراك من انه لن يكون لها ذات التأثير الذي يحظى به منبر الخطيب. فنحن نجتمع من حوله، وتتلبس مشاعرنا روحانية هذا الدين العظيم ونفوسنا مهيأة للإنصات والتقبل والتأثر . ولعل من الضروري أن يكون الخطيب ملما بثقافة عصره ليسهم في درء المفاسد وتوعية المجتمع، عليه أن يحاكي هموم الناس ويبتعد عن التقليدية التي تنّفر وتملل. ولعل الأمر برمته منوط بإدارات الأوقاف من حيث اختيار الأكفأ والأنسب من الخطباء وحبذا لو أسهمت في إقامة دورات تدريبية ليتمكن الخطباء من الأداء الجيد الذي نتوخاه تكاملا مع أهمية ما يطرح من مواضيع أعانهم الله ووفقنا وإياهم لما فيه خير أمتنا.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *