هو ذلك العهد الذي مضى ودون أن ندرك أنه يمضي بنا دون تمهل، خطونا على مدارجه، ولعبنا في ملاعبه الفسيحة، وحلقنا في فضاءات أحلامه التي لا تنتهي.
كبرنا، ولم نأخذ معنا من تلك الطفولة الكثير، فقد فقدناها حين تركناها ترحل عن عالمنا، فقدنا معها كل قوانين الطهر والبراءة والمحبة.
نسيناها، فنسينا بهجتنا التي غادرتنا منذ زمن بعيد، وما عادت إلينا حتى اليوم.
البهجة، الدهشة، التساؤلات الكثيرة، كلها ضاعت خلف الرياح، ومحيت بفعل خطوات الزمان الدائبة فوق رمالها الذهبية.من الصعب علينا أن نعترف بأننا نسينا عهود الطفولة والصبا والشباب، نسينا كل شيطنتنا، وكل التحديات التي واجهها معنا والدانا وإخوتنا الأكبر سنا، وأصبحنا نطالب أبناءنا أن يكونوا أفضل بكثير مما كنا نحن عليه.
كنا صغارا حقا، والبشر جميعا .. كل فرد في زمان ما، عاش طفولته البريئة والجميلة، رغم متطلبات الزمن الماضي، وترشيد الإنفاق واللهو وساعات التلفاز.
ونحن الآن نضن على صغارنا عيش طفولتهم الجميلة التي تذهب بسرعة، وتنتهي بلمح البصر، ونطالبهم أن يكونوا كبارا في عمر الطفولة البريء.
عمر الطفولة حين يمضي لا يعود أبدا، وتلك البراءة والعفوية تختفي بسرعة دون أن نشعر.
ما الذي يظل من ذاكرتنا حين تغيب عنها براءة الطفولة ومتعتها ولهوها ..؟؟كل ذكرياتنا الجميلة، والتي لا نزال نتذكرها ونحكيها ونحن كبار، اكتسبناها في فترة الطفولة الجميلة.
كل صداقاتنا ومعارفنا وعلاقاتنا الجميلة، حفظناها منذ فترة الطفولة فقط .أصداء الملاعب، وآثار جراحنا، والقطب التي تملأ رؤوسنا وأيدينا، ونفوسنا، حصلنا عليها مع لهو الطفولة وشيطنتها وبراءتها.
الأوتوغرافات الملونة، والمليئة بتحيات الأصدقاء وأمنياتهم العذبة، خبأناها في حقائبنا القديمة منذ أيام الطفولة.
صور الأمس بالأبيض والأسود، تذكارات جميلة نحيي بها أيام الطفولة والصبا .. أشرطة الفيديو القديمة، التي خبأناها في أدراجنا وبين حاجاتنا الخاصة، أصبحت من كنوز الأمس وتذكارات الماضي الذي سعدنا به لحظة بلحظة، ودقيقة بدقيقة..
إذا طفولة الصغار اليوم، هي ذكريات الغد والمستقبل.
صداقات الأطفال اليوم، هي صداقات العمر القادم كله.
طلبات الأطفال اليوم ورغباتهم، هي التذكارات التي سيحملونها معهم إلى مستقبلهم القادم.
إذا لنمنحهم طفولة جميلة، ولندعهم يتمتعون بلهو الطفولة وبراءتها، ولنسجل لهم من اليوم بطاقات الذكريات الجميلة، التي سيعيدون عرضها في الغد مرارا وتكرارا، لأنها ستكون الأجمل والأحلى دائما

التصنيف:

One Response

  1. قد قرأت مجموعة قصصك ” عيون لا تعرف الغفران” فأفكر أن أترجمها إلى التركية بإذنك. وسأنشر باسم طالبي اسمه أحمد ياشار ييلديز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *