من ذكريات الصحافة قبل 30 عاماً .. رحلة الباحة مع الملك فهد وكرم واهتمام أميرها آل إبراهيم
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد محمد الحسيني[/COLOR][/ALIGN]
الباحة
الباحة والتي تعود لها «والدتي» يرحمها الله كانت شارع واحد قبل 33 عاماً من الآن مع تأخر في بعض الخدمات ومنها الهاتف اذ كان الهاتف «الهندل» هو المستعمل هناك لذلك وبعد وصولنا بسيارتي الخاصة من مكة إلى الباحة اتجنا بعض الوقت للسؤال عن مندوب الأمارة «محمد عبدالله الغامدي» ووجدناه وعرفته على نفسي والمصور فقال توجد فلل للوفود الاعلامية واختار لنا غرفتين لقضاء الليل فيها يوم وصولنا..
الأمير
رغم حداثة التجربة وأهمية الرحلة لا أعرف كيف سألت محمد عبدالله مرافقنا عن الأمير ابراهيم عبدالعزيز ال براهيم يرحمه الله وهل يمكن أن ألتقي به اليوم مما لفت نظر مرافقي العم حسن الملح والذي سبقني في العمل الصحفي بسنوات فقال لي هل تريد أن تقابل «الأمير» الليلة قلت نعم وبهذا نسبق أي صحيفة أخرى.. قال مندوب الامارة سوف أذهب لأسأل عن امكانية لقاء الأمير واعود لكم ففرحت بذلك وبدأت ارتب ملابسي واجرب «مسجلي» واعد بعض الأسئلة عن المنطقة والزيارة ومن حسن الحظ أن وصولنا للباحة كان عقب العشاء بمعنى ان الوقت مبكر لمقابلة الأمير.
حديث الأمير
عاد مندوب الامارة وهو يقول «الأمير ينتظرك» قلت الآن؟
قال نعم.
وارتديت «مشلحي» وحملت مسجلي ورافقنا المندوب إلى حيث مقر الامارة ولم يكن بعيدا عن مكان سكننا ودخلت إلى حيث مكتب الأمير وكنت أتوقع أن ننتظر بعض الوقت لكن المفاجأة الكبرى انني وجدت من يستقبلني معالي الشيخ ابراهيم ال براهيم امير منطقة الباحة وهو يبتسم ويرحب بنا ويسأل عن الطريق من مكة وهل شعرنا بأي تعب وهل وجدنا مكانا مناسبا للسكن في الباحة؟
شكرت الأمير الذي كان ذلك العام بداية عمله اميرا للباحة بعد أن عمل وكيلا لمنطقة مكة المكرمة ومستشاراً في الداخلية ووكيلاً لامارة عسير..قلت للأمير بعد أن شكرته «أريد أن اجري معك حديثاً صحفياً – اجابني الأمير وهو يكرر الترحيب «أبشر .. تفضل» وكان الحديث الذي استمر ساعة وودعته إلى حيث السكن وبدأت «افرغ» الشريط وأنا في أشد الفرح وسألت عن «الهاتف» فقيل لي إنه في مركز «السنترال» والسكن الذي نحن فيه لا يمكن ايصاله به وذهبت أسأل عن مكان الهاتف ووصلت إلى غرفة بها موظف أمامه جهاز سنترال بالخطوط القديمة واتصلت على منزل د. هاشم وأبلغته بالحديث وفرح كثيرا وبدأت أفكر كيف يصل إلى البلاد في جدة؟
أبو غازي
كان الشيخ الشريف فيصل هزاع العبدلي وكيل الامارة آنذاك أحد أصدقاء والدي يرحمهما الله وكان له حضور وشأن في المنطقة وسألت عنه وكان معروفاً بـ «أبو غازي» وفي صباح أول يوم ذهبت اليه ورحب بي كثيراً ودعاني ذلك اليوم لطعام الغداء في منزله وطلبت منه أن يدلني على وسيلة لبعث الحديث إلى جدة فطلب أحد الموظفين الذي عرفني على أحد أصحاب السيارات التي تصل إلى جدة وتحتاج إلى يومين لوجود مهمات له في الطائف ومكة وسلمته الحديث والفلم وأثناء سيره وجدت أن السيارة تنقل في المؤخرة «الحطب» لأحد أصدقائه في الطائف وأبلغت د. هاشم بذلك وزودته باسم ورقم سيارة السائق.
الفرصة
وصولنا للباحة سبق وصول الضيف ولي العهد بحوالي خمسة أيام ومكنني ذلك من زيارة الادارات الحكومية والمعاهد واجراء احاديث ومنها معهد التدريب المهني ومستشفى بالجرشي والتقيت بأمير بالجرشي ورحب بنا كثيراً..
وكيل الإمارة
كان الشريف فيصل وكيل الامارة شعلة من العمل والنشاط وأمسيت أتردد على داره مساءً بدعوة منه وأحضر لقاءاته مع رؤساء الادارات الحكومية استعداداً للزيارة وأذكر منهم تلك الفترة المهندس منير زارع مدير فرع الزراعة والمياه يرحمه الله ومدير الشرطة ود. عبد الرحمن الزامل مدير عام مشروع الكهرباء والأستاذ فهد الحارثي مدير تعليم الباحة ورئيس البلدية الاستاذ حمد العقيل وغيرهم.
تربة
أبلغنا من الامارة أن ولي العهد سوف يصل إلى «تربة» وهي منطقة تقع قبل الباحة بحوالي 50 كيلو متراً وذهبنا قبل الظهر إلى هناك في انتظار وصول الأمير فهد وكان الدكتور بدر كريم رئيساً للوفد الاعلامي واذكر من اعضاء الوفد د. علي النجعي مدير عام التلفزيون والأستاذ يحيى كتوعة يرحمه الله من الاذاعة.
الوزراء
وجدتها فرصة في تربة ووجدت أمامي عددا من الوزراء تلك الفترة فقلت للأستاذ الملح أريد أن اتحدث اليهم وفعلاً تحدثت إلى كل من الوزراء حسين منصوري وزير المواصلات – د.حسين الجزائري وزير الصحة – د. عبدالعزيز الخويطر وزير المعارف – د. محمد عبده يماني وزير الاعلام – سليمان السليم وزير الصناعة وعدداً من المسؤولين الحضور وبعثت بالحديث والصور إلى جدة وفوجئت بأن د. هاشم نشر في الصفحة الأخيرة جميع الأحاديث مع الوزراء بالصور وفرحت لذلك كثيراً .. كما فرحت لنشر حديث الأمير بالصور وكان أول حديث يجرى معه من الصحف المحلية وذهبت إليه في المكتب ووجدت أنه اطلع عليه مبكراً وشكرني على ذلك وتابعت زيارة ولي العهد طوال ايامها.
شلال المرزوق
طلب الأمير أن أقوم بزيارة «شلال المرزوق» في المنطقة وغابة «رغدان» وفعلا قمنا بزيارتهما كما أجريت العديد من الأحاديث مع المواطنين وبقينا عشرة أيام في الباحة وفي الطريق إلى مكة المكرمة توقفنا لتصوير شبكة الطرق إلى الباحة.ووصلت إلى مكة وسلمت المصور الملح عددا من الأفلام والأحاديث لنشرها تباعاً ونشرت على مدى أسبوع وكانت أول تجربة وأول رحلة صحفية رغم اهميتها وحاجتها للكثير من العمل لكن توفيق الله سبق كل ذلك.
التصنيف: