من ذكريات الصحافة قبل 30 عاماً .. الندوة في مكة تنفرد بنشر لائحة المعلمين بوجود صحف الوسطى والغربية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد محمد الحسيني[/COLOR][/ALIGN]
علمت بأن وزارة المعارف تنوي إصدار «لائحة للمعلمين» على مستوى المملكة وبدأت المعلومة من لقاء أو مقابلة خاطفة التقيت فيها معالي د. عبدالعزيز الخويطر وزير المعارف انذاك في حفل عقب تركيب باب الكعبة المشرفة في 1399هـ والذي حضره جلالة الملك خالد يرحمه الله وسألته عن «كادر المعلمين» وقال إنه يصدر قريباً .
محمد النوح
اقمت علاقة قبل لقاء الوزير بفترة ليست طويلة مع الاستاذ محمد الحمد النوح مدير عام شؤون الموظفين في وزارة المعارف وهو أحد مصادري الاخبارية منذ أواخر عملي في البلاد.. وعملي في الندوة والذي استمر لأقل من عام من منتصف عام 1401هـ وفي احد اتصالاتي بالاستاذ النوح أسر لي أن الوزارة سوف تصدر «كادر المعلمين» ووعدني بأن تنشره «الندوة» وفرحت بذلك فرحاً كبيراً اذ يعد هذا عملاً صحفياً مميزاً وهاماً ثم أن أحد المعلمين الذين يستفيدون من «اللائحة» لكنني بقيت أياماً أواصل الاتصال مع الاستاذ «النوح» خوفاً من أن تتسرب اللائحة للصحف الاخرى وتحديداً للرياض والجزيرة لقربها من مقر موقع الوزارة ولأهمية الخبر «لائحة المعلمين على مستوى المملكة – أمر لأول مرة يحدث وخبر يحقق لـ «الندوة» عملاً صحفياً غير مسبوق.. وقد تحدثت للاستاذ حامد مطاوع رئيس التحرير انذاك يرحمه الله وبقي الأمر «سراً» بيني وبينه..
اللائحة
تلك الفترة لم تدخل أجهزة الفاكس للصحف وكان علي أن اتباع مع الاستاذ النوح إرسال اللائحة مع شخص الى جدة أو مكة وهو أمر محاط بالخطورة وتسريب اللائحة لكن الاستاذ النوح أوفى بوعده وفي اليوم المحدد تلقيت اتصالاً على «الندوة» من أحد الأخوة بوجوده في جدة ومعه «اللائحة» من الاستاذ النوح واتفقت معه على أن يبعث بها الي في مكة المكرمة عن طريق سيارة «أجرة» وبقيت اترقب وصول السائق وافترض عدم وصوله أو هروبه رغم تسجيلي لرقم سيارته واسمه ووصل التاكسي وسلمني السائق «ظرف» مختوم وسلمته 300 ثلاثمائة ريال من جيبي مقابل حمل الظرف.
أرقام غير واضحة
فتحت الظرف وفوجئت بأن بعض الأرقام في سلم الرواتب غير واضحة والأمر جد خطير بل شديد الأهمية عندما تنشر الأرقام غير صحيحة أو مبالغ فيها أو أقل مما هي عليه واتصلت هاتفيا بالاستاذ النوح هذا الرجل الكريم الوطني صاحب الخلق الرفيع وطلبت منه مراجعة أرقام الكادر وفعلاً بقيت لأكثر من ساعتين للتأكد من صحة الأرقام لكل المستويات الستة وسلمت الأرواق للاستاذ حامد مطاوع وأنا في أشد حالات الفرح والسرور وطلب نشرها في اليوم الثاني على صفحتين داخلية مع إشارة «8 عامود» في الأولى :
(الندوة تنشر لائحة المعلمين على مستوى المملكة)
الحدث
ونفذت اعداد الندوة في اليوم الثاني من المعلمين والمعلمات اصحاب العلاقة وتلقيت التهاني من جميع زملائي واصدقائي على العمل الصحفي المتميز وقمت بالاتصال بالاستاذ النوح وقدمت له شكري وتقديري وامتناني وكان قد قرأ الحدث في الندوة وبقيت ولازلت أعتز أنني من أدخل الفرحة على كل معلم ومعلمة في أرجاء البلاد بصدور اللائحة.
وحمدت الله على فضله وتوفيقه ..
ولكني كنت من أول من يطلق عليهم «ضحايا النظام» اذ أدى تأخر رفع ترقيتي للوزارة في الرياض من مكة ومعي عدد من زملائي في الدفعة إلا أن يسقط استحقاقنا في درجة وسلم أعلى في الائحة التي كنت وراء نشرها وعندما عدت للاستاذ النوح ضحك وهو يقول لي «إنه النظام» وأقول وأنا معه إيضا إنها إرادة الله.
التصنيف: