من المحبرة .. وتلك الأيام
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد حسون[/COLOR][/ALIGN]
٭٭الكتابة \” اللاذعة \” التي لا تخدش حياءً ولا تسيل دماً والتي لا تؤذي نفساً ..ولكنها تعطي للحرف نكهته الخاصة كالبهار الذي يجعل للطعام شهيته اللذيذة هو ما نفتقده هذه الأيام رغم كل هذه الأنهر التي تملأ صفحات الصحف من الأحرف والكلمات والقضايا التي تطرح .
فالكلمة اللاذعة التي نفتقدها هذه الأيام ليست بتلك السهولة أن يقدمها كل من أراد ..فهي تعتمد على خفة الظل ..وفي القدرة على التلاعب بالألفاظ في غير بتذال ..ودقة في اختيار الموضوع ..وتحديد الجملة المراد طرحها ..ويرفد كل ذلك ثقافة
واسعة قادرة على التوصيل لأدق المواضيع في لمحة عين ..بل في رفة \” رمش \” لأنها تحتاج الى عبارة مكثفة المعنى ..مشحونة بالاحساس ..تعطيك ما تحتاج إلى صفحات في كبسولة سريعة .
وقد أحسست بهذا الفقد من الكتابة وأنا أتابع ما كان يكتب في زمان مضى وما يكتب هذه الأيام، لقد كان هناك كتاب قادرون على تشكيل العبارة الموحية بكل أطياف المعنى دون ركاكة في التعبير أو في الصياغة لأن الكتّاب كانوا يخافون على أسمائهم من أن تخدش، الآن وهذه الأقلام الهادرة كأنك في سوق للحراج تختلط فيه الأصوات بشكل مزعج بل وقاتل، وتلك الأيام نداولها بين الناس .
التصنيف: