من الخاطر .. حديث الذكريات

Avatar

في بداية استلامي للعمل كرئيس لبلدية جدة في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، إلى جانب عملي مديرا لمكتب التخطيط الحضري، تعرضت لحملة صحفية قاسية من الهجوم الشخصي على عملي، وأتذكر أن أكثرها قسوة ، وافتراء على الحقيقة، رسالة نشرت من مديرية مدرسة بني مالك. وأتذكر أنني أصبت باحباط شديد، لما في الرسالة من معلومات مغلوطة، ولأنني تعودت على العمل في التخطيط مع أساتذة أفاضل على أرقى مستوى من الخلق والعلم، كانت مقارنة العمل في غير صالح البلدية تماما، حتى أنني فكرت في الاعتذار وعدم استكمال المشوار في البلدية. وفي غمرة ذلك الإحساس حادثت معالي الشيخ محمد النويصر يحفظه الله . وكنت قد لمست من خلال تعاملي معه نموذج المواطن الصالح الذي يسخر جهده وموقعه الوظيفي بالديوان الملكي لدعم الشباب العاملين في خدمة هذا البلد الطيب، كما يتميز أطال الله عمره بنعمة سعة الصدر وطول البال
والاستماع في صمت لكل من يكلمه. وبعدما انتهيت فوجئت بمعاليه يهدأ خاطري، ويشجعني على الاستمرار في اداء عملي بنفس القوة والجدية، وتنفيذ اﻟﻤﺨطط المعتمد، وأن استفيد مما تكتبه الصحافة، وبصفة خاصة في النقد البناء الذي يهدف إلى صالح المدينة، بل ويعتبر كأنه جهاز رقابة على اداء العاملين في تنفيذ خدمات البلديات في الشوارع والأسواق.
وكانت كلماته بالنسبة لي بردا وسلاما، واندفعت في عملي احترم النقد وأفحصه، وأرد عليه بالتوضيح. وفوجئت بالسيدة مديرة المدرسة تكتب مرة ثانية، تتأسف عما بدر في رسالتها من معلومات خاطئة، لم تتحقق من صحتها.
وأتذكر دائما أيادي معاليه البيضاء إبان فترة عملي في مرحلة التخطيط والتطوير والبناء، كان مكتبه مفتوحا دائما، أنقل إلى معاليه أحلامنا، وكان يستمع ويشجع ويؤيد ويدعم ويتوسط في زيادة الاعتمادات المالية لتنفيذ التوجهات السامية بعمل مشروعات فورية بصفة استثنائية في المناسبات العالمية التي شهدتها جدة وجميع مدن المنطقة الغربية في الستينيات. وأيضا المشروعات الكبرى للمرافق والخدمات العامة. وأذكر مؤازرته لاستكمال الكورنيش الشمالي لجدة بالردم في البحر، وإزالة بعض السقالات التي كانت تمتد أمام بيوت بعض الاسماء الكبيرة وتعوق تنفيذ حلم الكورنيش الذي أصبح متنفس سكان جدة وزوارها من جميع الطبقات.
وكانت متابعة معاليه لكورنيش جدة تتواكب في نفس التوقيت مع متابعة لتنفيذ كورنيش الدمام وحرصه الشديد على أن يتم تنفيذ المشروعين طبقا للتوجيهات السامية كنموذجين غير مسبوقين في المنطقة كلها لصالح رفاهية جميع المواطنين في جميع مناطق المملكة

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. م. محمد سعيد فارسي[/COLOR][/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *