ملك تعالى صوته بالحق فوق الحقيقة .. ودنا الشعب منه بلهفة الظمآن

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فهد بن محمد علي الغزاوي[/COLOR][/ALIGN]

تتجدد البيعة عاماً بعد آخر فيزداد المواطن ثقة بطاعة المليك وحبه واستمرار جهوده في تنمية العقول قبل الجسور. فبناء الإنسان وتنمية مهاراته وتعليمه كان من أولويات اهتمام القائد الباني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وفقه الله.
جاء عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعزه الله ليعزز دور التعليم والتأهيل في بلادنا العزيزة فقفز التعليم بنوعيه العام والعالي وتعددت أنواعه ومستوياته، فالتعليم العالي قفز من سبع جامعات إلى ما يقارب العشرين جامعة سوى الجامعات الأهلية. كما تبنى خادم الحرمين الشريفين البعثات التعليمية واعتمد من خلالها ميزانية ضخمة لمجال الابتعاث والتعليم. ومما يؤكد اهتمام الملك عبدالله بالتعليم هو تحقيق حلمه الذي راوده سنين عديدة في تأسيس جامعة للعلوم والتقنية واستقطاب العقول المبدعة والمؤهلة تأهيلاً عالياً للتدريس أو الدراسة بهذه الجامعة. فهي تعد لبنة من لبنات تنمية العقول وجسور التواصل بين موهوبي ومبدعي العالم عموماً، فهي ليست خاصة بجنس ولا نوع دون آخر ولكنها مباحة ومتاحة ومتخصصة لتنمية العقل البشري وإشباع حاجاته وطموحاته ومخرجاته.
وها هو يطالعنا عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله ويقدم للبشرية هدية استثمارية عصرية وفكرية للعقول النيّرة والخبرات النادرة والتخصصات المطلوبة لرقي الإنسان أينما كان في الشرق أو الغرب، ومما يدل على اهتمام المليك بهذه الجامعة هو متابعته الشخصية المتواصلة وكذلك المستمرة يوماً بعد آخر والوقوف على طبيعة مراحل التأسيس والتكوين بالتوجيه والإشراف والدعم السخي لتحقيق هذا الحلم الذي جعله واقعاً ملموساً وميسوراً ومتاحاً للبشرية في شتى أصقاع المعمورة وتدلل أعمال وآراء خادم الحرمين الشريفين على أنه رجل المرحلة القادمة بدون استثناء، فها هو يقود أسلوباً حضارياً تقدمياً إنسانياً فيفتح مجالاً للحوار ويوجه بحوار الحضارات والأديان والحريات الفكرية. كما نفخر نحن كسعوديين بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله أول من سعى بخطى ثابتة ويقين دائم لإعطاء المرأة السعودية مكانتها الإدارية والاجتماعية فعيّنها في مناصب قيادية متعددة كمديرة جامعة بمرتبة وزير ثم عينت الأخرى نائبة لوزير التربية والتعليم لشؤون تعليم البنات، كما شاركت المرأة السعودية في المحافل الدولية والمؤتمرات في الداخل والخارج، إن عطاءات هذا المليك لم تفتر أو تتوانى على مر أربعة سنين من الزمن ففي كل يوم تطالعنا الصحف بأخبار ومشاريع تنموية تحقق للفرد والمواطن الفخر والاعتزاز بقيادته فقد عمل خادم الحرمين الشريفين على تأسيس هيئة حقوق الإنسان، كما عمل على تخطي الخلافات والانقسامات بين الدول العربية والإسلامية المجاورة وأكّد شخصياً على دور مجلس التعاون الخليجي في هذه الحقبة الزمنية وتأكيده على أواصر العمل المشترك الدائم فأرسى العديد من المشاريع التنموية والاقتصادية والسياسية.
لا ننسى في هذه العجالة دور المملكة في إعادة منظومة الدول والعمل على تناسي خلافاتها وجعل الحوار هو أساس حل مشاكلها وإعادة هيكلة علاقاتها على قواعد ومبادئ من تبادل المصالح المشتركة.
الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله يعتبر بحق رجل عصره في الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام وإقامة التعاون الدولي بين الدول الصديقة والشقيقة.
أصبح للمملكة العربية السعودية اليوم مكانة مرموقة ومتميزة في المحافل الدولية، فحافظت بلادنا الحبيبة ولله الحمد على أن تكون رائدة في صناعة السلام وسياسة الاعتدال ورأب الصدع بين الدول وتقريب وجهات النظر. فللملك عبدالله أيده الله مواقف رجولية وعروبية أصيلة وإنسانية نابعة من إيمانه ونبل مشاعره بقضايا الأمة العربية والإسلامية. ولا يستغرب هذا أو ذاك في تحديد السياسة السعودية فقد امتازت بالهدوء والتأني والوسطية في اتخاذ قراراتها داخلياً وخارجياً منذ عهد تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، كما تمتاز بلادنا ويفخر شعبنا بأن السلطة في بلادنا تنتقل فيها من السابقين إلى اللاحقين بكل سلاسة ولباقة وكياسة وثقة وصدق وشفافية ونبل إحساس بين أشقاء فطروا على حب هذا الوطن. فالمواطن السعودي يؤمن تماماً بأن حكامه من الأسرة السعودية يحققون له مطالبه واحتياجاته ويسعون في نفس الوقت إلى إرساء أحلامه ويسعون إلى تنمية إمكاناته واستثمارها الاستثمار الحقيقي البناء في خدمة مجتمعة. وقد أثبتت السياسة السعودية بأنها أكثر ثقة بنفسها عن غيرها فحققت لشعبها الكثير من الأمن والرخاء والاستقرار، فتفاعل الدول الشقيقة والصديقة مع سياسة المملكة لهو دليل على سلامة النهج السياسي والتطبيع الاقتصادي والتنموي الذي تشهده بلادنا الحبيبة. فنسأل الله جلت قدرته أن يحفظ على هذه البلاد قادتها ورجالاتها وعلمائها ومفكريها وأن يحقق آمالها لنصرة قضاياها وقضايا الأمة العربية والإسلامية المصيرية، يقول الشاعر:
يهذا هو الملك الذي من بابه
يعطي المخوّف أمان لزمانه

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *