معلق رياضـي من حــراج السيارات !
د. إبراهيم بن عبدالعزيز الدعيلج
* اتصل بي هاتفياً أحد الأصدقاء في أحد الليالي الماضيات، وطلب مني أن أشاهد القناة الرياضية الأولى لكي استمع إلى شطحات المعلق الرياضي الذي يعلق على مباراة الهلال والاتحاد الأخيرة على كأس الملك، والتي انتهت بتعادل الاتحاد مع الهلال بهدف لكل منهما، فقلت له : هل تريدني أن أشاهد المباراة وأنا أعرف أن الهلال لن يجاري فريق الاتحاد والذي فاز عليه في عقر داره في الرياض بثلاثة أهداف دون مقابل، ففريق الاتحاد ضمن اللعب على النهائي بنسبة كبيرة بعد نتيجة الرياض ! فقال لي الصديق المتصل بي : لا ليس كذلك !! بل أريدك أن تسمع تعليق معلق المباراة والذي خرج عن النص بشكل كبير، فقلت له : دعني أذن أستمع لمعلق المباراة.
* وبعد بضع دقائق وأنا استمع لمعلق المباراة تذكرت المعلق العملاق وعميد المعلقين الأستاذ زاهد قدسي ـ رحمة الله عليه ـ والذي كان تعليقه على المباريات مقبولاً من كل الفئات من المشجعين الرياضيين،ولا يجعل التعليق صراخ مزعج وكلام لا لزوم له وكذلك الصديق والزميل الأستاذ محمد رمضان ـ شافاه الله ـ بالرغم من بعض شطحاته إلا أنها لم تصل إلى الشطحات المؤسفة لمعلق تلك المباراة، فالمباراة في واد والتعليق في واد آخر ! فقد أكثر المعلق من التلفظ بكلمات وعبارات ليس لها علاقة بالمباراة ! بل بسيارة معروضة للبيع في إحدى حراجات السيارات مثل : وناسة ! والليلة فن وطرب ! ويحق لك ! وتكتكه ! وعندما ظهر على الشاشة أحد المشجعين «يطق رقبته» فقال المعلق : هلا والله ! وألفاظ كثيرة وكأنها من مصطلحات المحرجين على السيارات مع احترامي لهم، فهي مصطلحات يحق لهم استخدامها في الحراج ولا تصلح للتعليق على مباريات كرة القدم ! أو على أي لعبة أخرى!
* كان من المفروض على المسؤولين عن قناة الرياضية الأولى البحث عن معلقين ـ مثل المعلق الذي علق على مباراة الهلال والوحدة في الرياض لتحديد المركز الثالث والرابع في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين ـ لا يصيبون المشاهدين بالغثاء وهم كثر، فكثير من المشاهدين انتقلوا إلى قنوات أخرى ضجراً من معلق مباراة الرياضية السعودية الأولى وبحثاً عن تعليق رزين، فهل يستمر حال التعليق بهذا الشكل المزعج والمحزن، فلابد من تنظيم دورات تدريبية لمثل هؤلاء لتعديل حال التعليق وتصحيح أخطائهم حتى لا يستمر الصراخ والفلسفة والبعد عن النص بالتهريج والاستظراف !! فلا تخسروا المشاهدين !!
** قبســــة :
العربة الفارغة أكثر جلبة من الممتلئة
[ برنارد شــــو ]
مكة المكرمة : ص ب : 233 ناسوخ : 5733335
التصنيف: