•• تقول مصادر اللغة عن مصدر غزوة بانها الاغارة على العدو غزوا أي سار الى محاربته وقتاله في عقر داره ولهذا أتوقف أمام مفردة غزوة عند اطلاقها على معركة بدر التي وقعت في السابع عشر من شهر رمضان.. فالمسلمون لم يذهبوا الى مكة لكي يغزوها ولكنهم دخلوا في معركة على أرض بعيدة عن مكة مئات الكيلو مترات.. إذن هي ليست غزوة.. ولكنها – معركة بدر – تلك المعركة التي كانت الفيصل بين الحق والباطل هي معركة الفرقان حيث افترق النور عن الظلام.. هذه – المعركة – التي اتت في وقتها وفي موعدها لتخرج المسلمين من حالة الترقب والانكماش الى فضاء الانطلاق والقوة واكتساب المنعة والصمود ضد كل دعاوى البطل.
لقد كانت بدراً مضيئاً في تلك المعركة في بدر أضاء طريق الحق وفصلته عن طريق الظلام والجهل والعنجهية والصلف الذي كان عليه أولئك القوم من أبي جهل وعتبة وشيبة والوليد من صناديد قريش الذين اتوا في رحلة “نزهة” كما اعتقدوها يشربون فيها ما لذ لهم من شراب ويسمعون الى القيان اللاتي اتين بهن الى آبار بدر ليقابلوا هؤلاء الذين لا يكادون يملكون قمطيراً من قوة أو منعة ولكن كانوا يحملون في قلوبهم قوة لا تضاهيها قوة في قلوبهم العامرة ايماناً وبذلاً لا يمكن أن تقف أمامه كل عتاد الدنيا وجبروتها.
إن معركة بدر بكل ما جرى فيها من تضحية وبذل تظل معركة الإسلام الأولى التي اسس عليها لما بعدها من معارك.. إنها معركة بدر وليس غزوة بدر؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *