لم تعد معارض الكتاب التي تقام وتنظم منذ عشرات السنين في اغلب دول العالم مقتصرة فقط على تحقيق معدل مبيعات عالية من الكتب والارباح وتسجيل ارقام جديدة لعدد الزوار وعدد دور النشر المشاركة ، بل اصبحت الانشطة والفعاليات الثقافية المصاحبة الاخرى تمثل الجانب المهم الذي يحظى باهتمام جمهرة المثقفين والكتاب والادباء والقراء وذوي الاختصاص لما تتيحه هذه الفعاليات من فرصة ثمينة لالتقاء هذه الاطياف فيما ينظم من ندوات ومحاضرات تقرب فيما بينهم وتفتح لهم باب الحوار والجدال الراقي والموضوعي وبما يعزز المسار الثقافي ويطوره للأفضل ، ويسجل حضوراً فاعلاً للمثقف .
ونحن نقف على بعد ايام قلائل من انطلاق معرض جدة الدولي للكتاب وبعد طول غياب ، وبعد اعلان برنامج الفعاليات المصاحبة للمعرض كنت اتمنى ان يبدا هذا النشاط ببدايات قوية وملفتة للأنظار وان لايسقط من حساباته وضمن فعالياته تكريم رموز الادب والفكر والثقافة في عروس البحر الاحمر جدة ممن غرسوا واسسوا الكثير من روافد الثقافة بجدة وبالمملكة عموماً سواء من الراحلين او ممن لازالوا على قيد الحياة امثال الاديب الشيخ عبدالمقصود خوجة صاحب الاثنينية الشهيرة ، والشاعر المبدع يحيى توفيق ، والاديب الكاتب د/ عبدالله مناع ، والاديب الناقد والكاتب والناشر علي العمير، والاديب الاستاذ د/ عبدالمحسن القحطاني صاحب الاسبوعية بجدة ، والمستشار الاديب الاستاذ محمد سعيد طيب صاحب الثلوثية واحد ابرز الناشرين العرب، والخبير الاستراتيجي اللواء د/ انور عشقي صاحب الاحدية الاسبوعية بجدة ، والاديب الكاتب د/ عاصم حمدان وغيرهم من الاسماء والرموز التي تستحق التكريم والوفاء، ولنقف في مثل هذا المهرجان الثقافي الكبير لنخلد اسماؤهم ونذكر الاجيال بعطائهم ومساهماتهم الفاعلة في خدمة الفكر والادب والثقافة .
ومهما يكن فالآمال والطموحات المعقودة على معرض جدة للكتاب كبيرة وكثيرة ومن المستحيل ان تتحقق جميعها في وقت واحد ، ولكل من وقف ويقف مشرفاً ومنظماً ومشاركاً ومسانداً ومتابعاً لهذا الحدث الثقافي الكبير نقدم لهم اسمى معاني الشكر والتقدير والثقة التامة بان القادم سيكون احلى واجمل خاصة ونحن في منطقة مكة المكرمة التي يتولى زمام امورها امير الثقافة والابداع والفكر العربي الامير خالد الفيصل الامير المميز ورجل التميز والذي لا يرضى باقل من التميز في كل ميدان ، وكلنا امل ان يصبح معرض جدة الدولي للكتاب كياناً شامخاً وشمساً ننتظر بزوغها بفارغ الصبر في كل عام .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *